اختتم بطاركة الشرق الكاثوليك اجتماعات الدورة الخامسة والعشرين في لبنان، وأصدروا بيانا ختامياً وزعه المركز الكاثوليكي للدراسات والأعلام في المملكة.
وقال مدير المركز الكاثوليكي الأب رفعت بدر، إن البطاركة الكاثوليك قد ثمّنوا دور المملكة الأردنية الهاشمية في حل الأزمة الأخيرة دفاعًا عن حرية المصلين في المسجد الأقصى، كما ودور الوصايا الهاشمية لجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف.
وأضاف الأب بدر: ان الاجتماعات تمت في لبنان تحت شعار "الرجاء والصمود"، وان البطاركة الممثلين عن ست بطريركيات كبرى في الشرق الاوسط، قد قدّروا للمملكة الاردنية الحبيبة استضافة المهجرين السوريين والعراقيين. وختموا كلامهم عن الاردن بقولهم: " إننا نصلي كي يبقى الاردن واحة أمن وسلام لأهله، ونموذجا للعيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين يحتذى به".
وكان المجلس قد عقد مؤتمره في الفترة ما بين 9 و11 آب الحالي، في المقر الصيفي للبطريركية المارونية، وتدارس الأوضاع الكنسية والسياسية في بلدان الشرق الأوسط، والحلول التي يجب اتخاذها أمام التحديات التي يواجهها المسيحيين نتيجة الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وبقاؤهم في أوطانهم كمواطنين أصيلين وأصليين.
وحول الاوضاع في الأراضي الفلسطينية، قال البيان: إننا نتابع باهتمام كبير معاناة الشعب الفلسطيني وهو يسعى إلى تقرير مصيره واستعادة سيادته على ارضه. ومن المضايقات اليومية التي يتعرضون لها خطر فقدان الهوية للمقدسيين وانعدام لم الشمل واستمرارية بناء المستوطنات ومصادرة الأراضي. نحن نعلم أن الوضع الاقتصادي والأمني أديا إلى هجرة الكثيرين من أبنائنا المسيحيين من فلسطين، لكن الارض المقدسة بحاجة الى حضورهم حتى لو لزم تقديم بعض التضحيات من أجل الوصول الى حل سياسي تكون القدس فيه عاصمة لشعبين ومدينة مقدسة مفتوحة للجميع.
وفي المؤتمر الذي شارك به مطران اللاتين في عمّان وليم الشوملي، ممثلا عن بطريركية اللاتين، عبّر البطاركة عن آلمهم جراء نزوح المسيحيين من أراضيهم الأصلية في الشرق الأوسط، وناشدوا المجتمع الدولي لإيقاف الحروب في سوريا والعراق وفلسطين. وقالوا في بيانهم: إن استمرارية العجز عن إحلال سلام عادل وشامل ودائم في المنطقة، وإهمال عودة اللاجئين والنازحين والمهجرين إلى أوطانهم وممتلكاتهم بكرامة وعدل، لهي وصمة عار في جبين القرن الحادي والعشرين.
وقال بطاركة الشرق: علينا أن نتمسك بواجب إعلان الحقيقة بالمحبة، وأن نؤكد بشجاعة شرعية فصل الدين عن الدولة وعن الشؤون العامة في دساتير أوطاننا، حيث يعيش الجميع متساوين في الحقوق والواجبات، دون النظر إلى الدين أو الطائفة. وهذا شرط لا بد منه كي يطمئن المسيحيون وسائر المكونات الصغيرة في بلادنا.
وقال الأب بدر ان المجلس يضم بطاركة الكنائس المارونية والكلدانية واللاتينية والأرمنية والسريانية والقبطية الكاثوليكية والروم الكاثوليك، وقد قرّر أصحاب الغبطة عقد مؤتمرهم المقبل في البطريركية الكلدانية في اربيل - العراق، العام المقبل 2018، بضيافة بطريرك الكلدان لويس روفائيل ساكو، تحت عنوان "الشبيبة علامة رجاء في بلدان الشرق الأوسط".