وقعت تركيا عقداً مع روسيا لشراء منظومة صواريخ "أس 400" الدفاعية، والذي يعد العقد الأكبر بين البلدين.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوعان، في تصريحات صحفية اليوم الثلاثاء، إنه تم التوقيع لشراء منظومات أس 400 من روسيا"، مضيفا أنه "تم تسديد دفعة أولى".
وتابع أردوغان، أن تركيا "حرة في القيام بعمليات شراء للأسلحة وفق احتياجاتها العسكرية" مضيفًا "نحن مضطرون لاتخاذ خطوات عسكرية من أجل الدفاع عن أمن بلدنا".
ومن جانبها، أكدت موسكو على توقيع عقد شراء منظومة الصواريخ الروسية، وقال فلاديمير كوزين مستشار الرئيس فلاديمير بوتين للتعاون العسكري والتقني "لقد تم توقيع العقد، والعمل جار للتنفيذ".
وأضاف المسؤول في تصريح لوكالة الأنباء الروسية إيترتاس، أن "أس 400 هي واحدة من أعقد المنظومات، وهي تتشكل من مجموعة من العناصر التقنية".
وعن أهمية الصفقة لبلاده، قال كوزين "لا يمكنني إلا أن أوكد أن جميع القرارات المتخذة ضمن العقد تمتثل امتثالا صارما لمصالحنا الاستراتيجية"، مضيفا أن بلاده "تتفهم بشكل عام ردود فعل دول غربية تحاول الضغط على تركيا".
ومن المقرر أن تشكل منظومة أس 400 إضافة نوعية للجيش التركي حيث إنها قادرة على تدمير أهداف من مسافات بعيدة، يصل عدد الأهداف التي بإمكانها تتبعها في وقت واحد إلى ثلاثمئة، ويبلغ مدى تدمير الطائرات ما بين ثلاثة و240 كيلومترا، بإمكانها تدمير جميع أنواع المقاتلات واعتراض الصواريخ المجنحة، زود الجيش الروسي بها منذ 2007.
وبالإمكان تزويد المنظومة بخمسة أنواع من الصواريخ المختلفة المهام، بينها صاروخ (40Н 6 Е) القادر على تدمير طائرات الكشف الراداري البعيد وطائرات الشبح، وذلك على بعد أربعمئة كيلومتر.
يشار إلى أن العلاقات التركية الروسية شهدت على مدى 17 عاما تطورات لافتة، رغم ما شابها من توترات من حين لآخر، أبرزها تباين الرؤى بشأن الثورة السورية وإسقاط تركيا لمقاتلة عسكرية روسية أواخر 2015، واغتيال السفير الروسي بأنقرة.
يذكر، أن العلاقات بين البلدين -التي بدأ تطورها اعتبارا من عام 2000- قد دخلت مرحلة جديدة منذ وصول الرئيس فلاديمير بوتين إلى السلطة في روسيا، وزاد زخم العلاقات مع وصول حزب العدالة والتنمية التركي للحكم عام 2002.
وشهدت العلاقة تطورا إيجابيا ملحوظا عبر الزيارات المتبادلة بين رئيس الوزراء التركي آنذاك رجب طيب أردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.