تمتاز مواقع التواصل الاجتماعي بالعفوية والأفكار الغريبة والجديدة والمبتكرة في خلق نوع جديد من التفاعل، فانتشرت بشكل هستيري ظاهرة نبش الصور القديمة على هذه المواقع لا سيما (فيسبوك)، حيث تحول إلى منصة تحتوى على العديد من الصور القديمة وذكريات الماضي لكافة المستخدمين، لتحظى بمختلف التعليقات الطريفة والساخرة من المتابعين.
وسيطرت هذه الظاهرة على رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حيث وجدوا فيها شيئاً غريباً وجديراً بالتفاعل من باب والتسلية والمتعة وقاموا بنشر آلاف الصور القديمة لأصدقائهم ومعارفهم لإضفاء جو من السعادة والفرح من خلال التعليق عليها بشكل ساخر.
قال استشاري الإعلام الاجتماعي خالد صافي لوكالة "خبر": إن ما أطلق عليه بنبش الصور القديمة واحدة من الأفكار الغريبة والطريفة التي طغت على منصات التواصل الاجتماعي، حيث قام بعض الناشطين بالبحث في صفحات أصدقائهم عن صور شخصية قديمة تعود لسنوات ماضية والتعليق عليها لإعادتها إلى الظهور مجدداً أمام مستخدمي الصفحة ومن ثم تبادل التعليقات الطريفة والساخرة.
وأشار صافي إلى حجم التفاعل الكبير على هذه المنشورات القديمة، حيث لُوحظ عدد كبير تعليقات التهكم والطرافة والنكت والألفاظ الجميلة في بعض الأحيان على الصور القديمة التي أصابها تغيير جذري على شكل وهيئة المستخدم، لافتاً إلى المفارقة في بدايات الصور التي كان ينشرها المستخدم على هذه المنصات ونوعياتها، وتغيره الفسيولوجي الذي طرأ على ملامحه حالياً ما جعل المتابعين يتفاعلون مع هذا الأمر بشكل كبير.
وأوضح صافي أن هناك عدداً كبيراً من المتابعين لشخص معين لا تعرف إلا ما هو جديد لديه منذ لحظة متابعته فقط، لذلك عندما تظهر لهم المنشورات والصور القديمة ووجهات النظر القديمة، يكون هناك نوع من المفارقة الجميلة التي تجعل الأصدقاء يبحثون عن الآخرين على اعتبار أنه مقلب وقعوا فيه لا بد أن يوقعوا غيرهم فيه من أجل خلق جو طريف يسعدهم.
بدوره، بيّن الناشط الإعلامي داود أبو ضلفة، أن هذه الظاهرة في جوهرها يمكن أن يعتبرها البعض مميزة تستعيد ذكريات الأصدقاء الماضية من خلال المنشورات والصور القديمة الجميلة التي كانت تجمعهم، في حين يعتبرها البعض الآخر ظاهرة سلبية قد تستخدم للسخرية والاستهزاء من خلال بعض الصور الغير جميلة لأصدقائهم التي نشرت في سنوات ماضية.
ونوه أبو ضلفة، لوكالة "خبر"، إلى حجم الفرحة التي أدخلتها هذه الظاهرة إلى قلوب الشباب ومتابعي مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال الطرافة التي تتميز بها عقب التعليق على الصور القديمة لأصدقائهم.