حقق خدمات المغازي فوزاً تاريخياً على جاره خدمات البريج على ملعبه ووسط جمهوره في دوري كرة السلة 2017، بعد مباراة ماراثونية ذهبت لمصلحة البريج في الربعين الأول والثاني ، قبل أن تذهب للمغازي في الربعين الثالث والرابع.
وكما هو معلوم لمتابعي وعشاق ومتخصصي كرة السلة ، أن مثل هذه المباريات لا تُحسم في شوط أو شوطين ، بل أن الثانية الأخيرة قد تحمل معها مفاجأة غير متوقعة لأحد الفريقين.
عودة خدمات المغازي بالنتيجة أمر لربما لم يكن متوقعاً لكنه ليس مستحيلاً وأنت تتحدث عن كرة السلة ، لكنه جاء لعدة أسباب أهمها:
التهيئة النفسية
ظهر من خلال أحداث المباراة أن لاعبي المغازي كانوا يعلمون أنهم سيواجهون متاعب عديدة في بداية المباراة ، الأمر الذي سيتطلب اتزاناً نفسياً وردة فعل طبيعية غير متسرعة بعدم الانجرار وراء النتيجة حتى لا تذهب إلى الأسوأ ، وهنا تظهر بصمة الجهاز الفني بقيادة المدرب أسامة ريّان الذي يبدو أنه قام بتهيئة لاعبيه لمواجهة هذا الضغط الكبير في النتيجة والأداء وحتى من الجماهير.
اللياقة البدنية
تسلسل أحداث المباراة لم يكن في بدايته لمصلحة المغازي ، فظن الجميع أن مستوى اللياقة البدنية للاعبي المغازي لن يسعفهم في العودة بالنتيجة، لكن ظهر عكس ذلك من خلال قدرة اللاعبين من توزيع لياقتهم البدنية على أشواط المباراة الأربعة باللعب بدفاع رجل لرجل لأكثر من شوطين وهذا أمر مرهق جداً في كرة السلة، عكس لاعبي البريج الذين انهارت قواهم نتيجة الصدمة التي تعرضوا لها من عودة المغازي بالنتيحة بعد التأخر بأكثر من 20 نقطة.
القيادة الفنية
عرف المدرب أسامة ريّان ما يحتاجه من هذه المباراة وهو عدم الخسارة بفارق كبير على الأقل إن لم يبحث عن الفوز، بالإضافة لتوزيع المجهود وضغط المباراة على كافة اللاعبين ، كما أنه عرف كيف يحافظ على ابعاد لاعبيه عن ارتكاب أخطاء شخصية كثيرة تحرمه من مجهوداتهم ، كما أنه أقحم بعض لاعبيه في الوقت المناسب من المباراة أبرزهم كامل صلاح "موليو" لإضافة رئة جديدة ومفتاح لعب جديد يستفيد من الإرهاق الذي أصاب لاعبي البريج ، في الوقت الذي لم يجد مدرب البريج أحمد حجاج ضالته في أحد لاعبي الدكة ليصنع الفارق ، بل أنه تأخر قليلاً في طلب الوقت المستقطع في الربع الثالث من المباراة والذي خسره بنتيجة 35_15.
الورقة الرابحة
بعض اللاعبين تأتي من على دكة البدلاء لتصنع لك الفارق ، وتعيدك إلى أجواء المباراة بعد كثير من المعاناة ، وهذا اللاعب هو ريّان ريّان الذي ارهق دفاعات البريج باندفاعه نحو الكرة واجادته للمتابعات الهجومية والاختراقات القاتلة بالإضافة لاستفادته من الرميات الحرة.
الربع الثالث
هذه الفترة من المباراة كانت مفصلية بالنسبة للمغازي ، إن تمكن من تعديل الفارق فيها فإن بامكانه البحث عن الفوز في الربع الرابع ، وهذا ما حدث بالفعل عندما تمكن من حسمه بنتيجة 35_15 بفارق 20 نقطة أعطت الأمل للفريق للعب على الفوز بعد وصول المباراة لنتيحة 70_69 لمصلحة للبريج.
الرميات الثلاثية
لربما لم يتمكن المغازي من احراز العديد من الرميات الثلاثية ، ولم تكن هي كلمة السر في تحقيق الفوز ، لكنها كانت نقطة سوداء في أداء لاعبي البريج الذي بإضاعة الكثير من الهجمات بالتصويب المستمر والغير مركز ، مما أفقد البريج سلاحاً قوياً ومؤثراً كان له دور كبير في فوزه في كثير من المباريات مابين القطبين.
الدفاع والهجوم
بالنظر لطريقة لعب الفريقان واسباب تحقيق أفضلية لفريق على فريق ، فإنك تجد أن تلك الأفضلية جاءت عن طريق لعب الفريق على الهجمات السريعة ، والاستفادة من تسرع المنافس في انهاء الهجمة ، وهذا يُظْهر فشل اللعب على الخطط والهجمات المنظمة، لكن دفاعياً أغلق المغازي الطريق أمام أبرز لاعبي البريج ومفتاح لعبه إبراهيم أبو رحال ، بالإضافة إلى حجز لاعبي البريج تحت السلة وابعادهم عن تحقيق المتابعات الهجومية في الربع الثالث والرابع ، عكس اداء لاعبي البريج الذين تركوا لاعبي المغازي تفعل ماتشاء بسلتهم بأكثر من طريقة.
هي بالنهاية وجهة نظر وقد تكون هناك أسباب أخرى ، والخلاصة أن الفريقان تعادلا في مرات الفوز على بعضهما هذا الموسم ولازالت البطولة لم تنتهي ، فهناك مواجهات أخرى ستحدث فيها أشياء جديدة قد تحمل الفرحة لفريق على حساب أخر.