«ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ»

رامي مهداوي.jpg
حجم الخط

شهدت مصر يوماً دموياً؛ عندما نفذت مجموعة إرهابية هجومها المفترس على مسجد الروضة في شمال سيناء، الإرهابيون فتحوا النيران بشكل عشوائي على المصلين، أثناء خطبة صلاة الجمعة، ليصل عدد ضحايا الهجوم إلى 312 مواطناً وإصابة 130 آخرين.
إن توقيت هذه العملية الإرهابية يأتي بعد توقيع اتفاق المصالحة بين حركتي "فتح" و"حماس" في القاهرة، برعاية مصرية، وهو ما أغضب بعض الدول التي كان لها علاقات مميزة مع حركة "حماس"، وهي رسالة تعبر عن اعتراض بعض الدول على هذا الاتفاق، وأيضاً بدأت السياحة في مصر تنتعش وهناك مشاريع ضخمة في طريقها للتنفيذ مثل العاصمة الإدارية وهو ما يغضب بعض الدول التي تضمر الشر لمصر!!
لا يخفى على أحد أن جمهورية مصر، وهي قلب العالم العربي وأكبر دولة عربية، مستهدفة من عدة دول تدعم الإرهاب، وفي مقدمتها التنظيم الدولي لـ"الإخوان المسلمين"، وهناك محور آخر هو الخطر الإيراني الذي يريد أن يعيد الدولة الفاطمية إلى مصر، وأخيراً الخطر الإسرائيلي الذي أيضاً يفكر في ابتلاع مصر وإقامة مشروعه وهو إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات.
وباستقراء الواقع المصري نجد _ بكل أسف _ أن ما يروجه بعض الكتاب والإعلاميين المصريين عن أن الإرهاب يلفظ أنفاسه الأخيرة هو نوعٌ من دغدغة المشاعر، وإعطاء المسكنات بغرض تطمين المصريين، بدلاً من البحث عن العلاج الناجع لتلك المشكلة، التي صارت خطراً يُهدد النسيج المجتمعي العربي، بعدما توالت الحوادث الإرهابية التي تُخلف إلى جانب القتلى والمصابين الرعب والفزع في قلوب الآمنين، وهذا ما يدفعنا للبحث عن إجابة للسؤال: هل استخدام القوة والسلاح هو الحل الوحيد لتلك المشكلة؟
الإجابة عن السؤال السابق ليست حكراً على المؤسسة المصرية، لأن الوطن العربي بكل مكوناته عليه ليس فقط الإجابة وإنما التخطيط في مواجهة هذا التطرف المخطط لتدمير بنية الدول العربية تحت مسميات مختلفة، وهذا ما حدث ويحدث أكثر من مرة في كنائس مصر وفي العديد من العواصم العربية. والمعنى أن محاربة الإرهاب ليست مسؤولية مصر وحدها، بل مسؤولية الوطن العربي بأكمله بمختلف مؤسساته وهيئاته؛ لأننا جميعاً شركاء في سفينة إن تركناها نهباً للمفسدين غرقت وغرقنا، وإن أخذنا على أيديهم نجت ونجونا جميعاً.
نعلنها عالية مدويه أننا نقف صفاً واحداً خلف الجيش المصري وجميع الجيوش العربية في معركة فرضت عليه من قوى الإرهاب، هذه القوى التي عميت بصيرتها قبل أبصارها، رغم إدراكنا أن كافه عبارات المواساة لا تنفع أمام بشاعة تلك الحادثة. تحيا مصر بأبنائها وشبابها وشعبها وجنودها البواسل.. رحم الله شهداء الوطن وحمى مصر من أعدائها في الداخل والخارج.