وتأثير قراره على مستقبل سكان القدس

هل ترتقي موجة الغضب الفلسطيني الرافضة لقرار "ترامب" إلى مواجهة عسكرية بغزة؟!

هل ترتقي موجة الغضب الفلسطيني الرافضة لقرار "ترامب" إلى مواجهة عسكرية بغزة؟!
حجم الخط

تصاعدت وتيرة الغضب الفلسطيني الرافض لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بإعلان مدينة القدس عاصمة لإسرائيل وعزمه نقل سفارة بلاده إليها.

وانطلقت مسيرات احتجاجية على كافة مناطق التماس بمحافظات غزة والضفة والقدس، حيث تحولت المسيرات إلى مواجهات بين الشبان الغاضب وجيش الاحتلال الإسرائيلي، وتبعها أيضاً إطلاق رشقات صاروخية من قطاع غزة، باتجاه الداخل المحتل، وقصف الطائرات لمواقع تابعة للمقاومة نجم عنه استشهاد مقاومين  وإصابة العشرات.

بدوره، وصف المحلل السياسي حسن عبدو، قرار الرئيس الأمريكي الخاص بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل، بوعد بلفور الجديد، مشدداً على أن أمريكا لا تمتلك الشرعية بمنح إسرائيل هذا الاعتراف.

من جانبه، قال المختص بالشأن الإسرائيلي ناجي البطة، إن قرار ترامب شرعن ما تقوم به إسرائيل من تهويد للمقدسات ومصادرة للأراضي الفلسطينية، مشيراً إلى أن ما صدر عن الرئيس الأمريكي، تجاوز كافة القرارات الصادرة عن مؤسسات الأمم المتحدة، والتي كان أخرها قرار اليونسكو، وذلك لعدم وجود أي ارتباط تاريخي بين القدس والتراث اليهودي.

تبعات القرار

بيّن عبدو، خلال حديثه لمراسلة وكالة "خبر"، أن هذا القرار سيدفع إسرائيل نحو وضع يدها على المسجد الأقصى وطرد السكان العرب أو الحصول على الجنسية الإسرائيلية، مؤكداً على أن قرار "ترامب" بمثابة عدوان على القضية الفلسطينية وإنهاء أي عملية تعايش سلمي وحل الدولتين.

وقال البطة، إن القرار له تبعات خطيرة على سكان مدينة القدس، وذلك لأن الضفة الغربية ترزح تحت نير الاحتلال الإسرائيلي، خاصة أن الاحتلال أعلن عزمه بناء 14 ألف وحدة سكنية. 

وأشار عبدو، إلى أن ترامب يعاني من مشاكل داخلية قد تؤدي لتنحيته عن رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، لذلك أراد الحصول على الدعم الإسرائيلي في معركته الداخلية، حيث إن إعلانه القدس عاصمةً لإسرائيل سعى من خلاله لاسترضاء اللوبي الصهيوني.

وأوضح البطة، أن نداءات العرب الهزيلة جاءت من منطلق الاستجداء والترجي وليست بالمستوى المطلوب لوقف قرار يخص مدينة القدس، مشيراً إلى أن نداء الضعيف لا صوت له، والقوة التي تمتلكها كوريا الشمالية، وروسيا هي صاحبة القرار والسيادة.

مواجهة عسكرية بغزة

استبعد عبدو، أن ترتقي المواجهات المندلعة بين الشبان وقوات الاحتلال الإسرائيلي على نقاط التماس إلى مواجهة عسكرية شاملة، أو تدخل المقاومة الفلسطينية بشكل أوسع، مبيّناً أن ما نراه حالياً هو حراك سلمي لن يرتقي إلى إندلاع حرب شاملة.

ورأى البطة، أن إطلاق الصواريخ من قطاع غزة، صوب الداخل المحتل بمثابة رسائل موجهة من المقاومة للاحتلال الإسرائيلي بأنها لن تسمح باغتصاب مدينة القدس.

وأكد عبدو، على أن إسرائيل هي من تسعى إلى مواجهة عسكرية بالقطاع، لافتاً إلى أن المقاومة الفلسطينية تدافع عن نفسها وعن أبناء شعبها الفلسطيني.

وشدّد البطة، على أن الظروف الحالية غير مهيأة لاندلاع حرب شاملة على غرار الحروب الثلاثة الأخيرة، بحيث تشتعل المواجهة قليلاً وسرعان ما تعود حالة الهدوء.