قال وزير الخارجية الفلسطينية رياض المالكي اليوم الاثنين إن استخدام الفيتو الأمريكي ضد مشروع القرار بشان القدس في مجلس الأمن الدولي سيثبت حالة ضعف وعزلة الإدارة الأمريكية دوليًا من قضية المدينة المحتلة.
وأكد المالكي في بيان صحفي، أن سيتم الرد فلسطيينا على الفيتو الأمريكي الموجه ضد الإجماع الدولي بالتوجه للجمعية العامة للأمم المتحدة.
ولفت المالكي إلى أن قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2334 بخصوص الاستيطان، والذي يصادف ذكرى اتخاذه اليوم، يُعتبر أهم القرارات الأممية التي صدرت خلال الثلاثين عاماً الماضية، وينوي الأمين العام للأمم المتحدة تقديم تقريره السنوي هذا اليوم أمام المجلس.
وذكر أنه يُفترض أن يظهر بدون أي لُبس مخاطر الاستيطان وما قامت به "إسرائيل" من عمليات استيطانية خلال العام الماضي في نقيضٍ كامل لمضمون وفحوى هذا القرار، ويُفترض أن يتحمل مجلس الأمن مسؤولياته حيال هذا الخرق الفاضح من قبل "اسرائيل" وتجاهلها الكامل لهذا لقرار وضرورة الالتزام به.
وشدد على أن التقرير سُيبنى عليه عندما سيتم التصويت على مشروع القرار الفلسطيني لمجلس الأمن، والذي يؤكد على عدم قانونية قرار الرئيس ترمب الأخير الاعتراف بالقدس عاصمة "لإسرائيل" وفي نقل سفارة بلاده إلى القدس، وتعارض هذا القرار مع قرارات مجلس الأمن وتحديداً قراري 478 و2334.
وأفاد أن "ما حدث في الجلسة الأخيرة لمجلس الأمن من مناقشات، وما قرأناه من بيانات أو ما شاهدناه من فعاليات ونشاطات في أرجاء المعمورة، يؤكد أن امريكا قد عزلت نفسها بالكامل بهذا القرار، وشكلت حالة إجماع دولية رافضة له ومطالبة بإلغائه، وهذا ما سوف نتلمسه اليوم عبر التصويت على مشروع القرار هذا".
وتابع "نعلم تماماً أنه كانت هناك محاولات من بعض الدول لابتزاز صيغة القرار أو في إسقاط بعض عناصره، أو حتى في تأجيل التصويت عليه، ولكن نراهن دائماً على مبدئية غالبية الدول التي تلتزم بمعايير القانون الدولي ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة الناظمة لعمل مجلس الأمن، مما يعني أننا سوف نحصل على 14 صوتاً لصالح مشروع القرار الفلسطيني".
كما قال "هذا في وقتٍ تتباهى فيه نيكي هيلي ممثلة أمريكا في الأمم المتحدة وتتفاخر بأنها سوف تستعمل حق النقض " الفيتو " ضد مشروع القرار، خاصة أنه يأتي في الذكرى السنوية الأولى للقرار 2334، والتي كانت هيلي قد أعلنت في وقتٍ سابق عن معارضتها له، وأنها سوف تعمل على إلغائه".
واستطرد" وعليه بينما تَعتبر هيلي أن استعمالها لهذا الامتياز الحصري بالفيتو مصدر فخر وقوة، سوف نُظهر لها ونُؤكد أن هذا الموقف الذي تؤكد هي عليه هو موقف فردي انعزالي ومرفوض دولياً، وذلك عندما تُصوت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم غد على حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني من خلال حصول هذا الحق العادل والمشروع على أغلبية كبرى".
واعتبر أن التصويت المقرر بالأمم المتحدة يعني وقوف غالبية دول العالم الأعضاء في الأمم المتحدة مع الحق الفلسطيني في مواجهة إنعزالية امريكا، ومواقفها العدائية ضد حقوق شعبنا المشروعة، وحمايتها للاحتلال الاسرائيلي الذي يواصل خرق القانون الدولي، وارتكاب الجرائم، وآخرها جريمة إعدام المواطن المقعد أبو ثريا في قطاع غزة.
ونوه المالكي إلى أن استعمال نيكي هيلي للفيتو "يجعلنا نتحرك نحو الجمعية العامة للأمم المتحدة، ودعوتها لجلسة طارئة تحت عنوان " متحدون من أجل السلام "، ومطالبة الدول الأعضاء في الجمعية للتصويت على نفس مشروع القرار الذي قدمناه لمجلس الأمن والذي حاربته أمريكا من خلال الفيتو.
وذكر أيضًا أن أمريكا في الجمعية العامة لن يكون بإمكانها استعمال هذا الامتياز، وسوف يُعتبر تصويت الجمعية العامة تحت مسمى متحدون من أجل السلام بنفس قيمة وأهمية قرارات مجلس الأمن الدولي، وهذا سوف يُشكل صفعة قوية لنيكي هيلي ولجميع الصهاينة الجدد الذين يدفعون الإدارة الأمريكية باتجاه هذه العزلة الدولية، ومعاداة حقوق الشعب الفلسطيني.