بدخول "الوطنية موبايل" إلى قطاع غزة، بات أمام الغزيين، لأول مرة، فرصة اختيار شبكة الاتصالات الخليوية، بعد 18 عاما من احتكار سوق القطاع من قبل شركة واحدة.
في أول يومين على اطلاقها خدماتها التجارية في القطاع في 24 تشرين الأول الماضي، انضم عشرات آلاف المشتركين لشبكة "الوطنية موبايل"، شبكة الهاتف الخليوي الأحدث في فلسطين، ورغم مرور أكثر من شهرين ما زالت شبكة معارضها وموزعيها تغص بمئات المواطنين يوميا، للحصول على الشريحة الحمراء، وحتى الآن انضم مئات آلاف المشتركين الجدد، بحسب التصريحات الأولية على ضوء الاقبال الكبير على شرائح الشركة في القطاع ليتخطى عدد مشتركي "الوطنية موبايل" حاجز المليون مشترك تقريبا، ومن المتوقع أن يكون عدد المشتركين في ارتفاع مطرد نحو كسر سقوف أخرى خلال العام 2018.
دخول "الوطنية موبايل" أنهى 18 عاما من احتكار سوق الاتصالات في قطاع غزة من قبل شركة واحدة، حرم خلالها أهالي القطاع من حرية اختيار المشغل، واجبروا على ما تقدمه تلك الشركة من برامج وأسعار متحكمة بالسوق لعدم وجود منافس.
وقال الرئيس التنفيذي للشركة د. ضرغام مرعي "استبقنا إطلاق خدماتنا التجارية في قطاع غزة بالعديد من الدراسات على مدى العامين الماضيين، وكنا نلمس انتظار الغزيين لخدماتنا، لكن ما شهدناه من اقبال في الايام الاولى لانطلاقنا هناك، وما زلنا نشهده حتى اليوم، فاق كل التوقعات".
وأضاف: "هذا يعكس مدى لهفة الغزيين للتحرر من الاحتكار، والتمتع بحرية اختيار المشغل، بعد 18 عاما من اضطرارهم للقبول بما يقدم لهم، بغض النظر عن مستوى جودة الخدمة، أو شموليتها، او اسعارها".
وأطلقت "الوطنية موبايل" خدماتها التجارية في فلسطين في 9 تشرين الثاني 2009، بشراكة بين صندوق الاستثمار الفلسطيني بنسبة 47% والوطنية الدولية للاتصالات الكويتية، التي آلت فيما بعد الى مجموعة "اوريدو"، بنسبة 53%، وطرحت اول دفعة من الاسهم لاكتتاب عام بنسبة 15% (بواقع 38.7 مليون سهم) في تشرين الثاني من العام 2010، وتستعد لطرح الدفعة الثانية من الاسهم، بواقع 35 مليون سهم، لاكتتاب ثانوي عام، في وقت لاحق من كانون الثاني الجاري، بإصدار جديد مخصص لمساهمي الشركة الحاليين كل حسب نسبة مساهمته.
وقال مرعي "انطلاق الخدمات التجارية لـ"الوطنية موبايل" في قطاع غزة تأخر لثماني سنوات، بسبب العراقيل الاسرائيلية، سواء بحجب الترددات اللازمة او بمنع ادخال المعدات من مقاسم وابراج، وفي الحصيلة، خسرت الشركة طوال هذه السنوات 40% من سوقها الطبيعي، ونجحنا في النهاية بإدخال المعدات اللازمة، والتي تشمل احدث الابراج والمعدات في عالم الاتصالات المتنقلة، لضمان خدمة بأعلى معايير الجودة من حيث نقاء الصوت في الاتصالات الصوتية، والسرعة في خدمات الانترنت حسب تكنولوجيا الجيل الثاني".
وأضاف "تحملنا للخسائر بسبب منعنا من الدخول الى قطاع غزة على مدى ثماني سنوات، يعكس مدى التزام المستثمرين بالسوق الفلسطينية، سواء صندوق الاستثمار او مجموعة "اوريدو"، علما ان الشركة تعد أكبر استثمار في فلسطين بشراكة محلية وخارجية".
من جهته، أشاد رئيس اتحاد رجال الأعمال في قطاع غزة علي الحايك باطلاق الخدمات التجارية لـ"الوطنية موبايل" في قطاع غزة، معتبرا أن "ايجاد جو من المنافسة في أي قطاع هو لصالح المواطن".
وأضاف "القطاع الخاص دائما مع المنافسة في أي قطاع، ودائما كنا مع دخول مشغل اتصالات ثاني إلى قطاع غزة، كشرط للمنافسة وتقديم خدمات إضافية، المواطن لمس هذه المنافسة منذ أن انطلقت الخدمات التجارية للوطنية موبايل، سواء لجهة الأسعار أو جودة الخدمات، لكن الجميع يعلم أن شركات الاتصالات الفلسطينية تواجه عراقيل كبيرة في ظل الاحتلال، تحد من قدرتها على تلبية كامل احتياجات وتطلعات المواطنين، خصوصا أنها ما زالت تعمل بخدمات الجيل الثاني في غزة، وحديثا حصلت على ترددات الجيل الثالث في الضفة الغربية، بينما العالم بما في ذلك الشركات الإسرائيلية باتت على وشك إطلاق خدمات الجيل الخامس".
واستبقت "الوطنية موبايل" إطلاق خدماتها التجارية في قطاع غزة باستثمارات في القطاع تجاوزت 50 مليون دولار، وهو أكبر استثمار في القطاع في ظل الحصار المفروض عليه منذ عشر سنوات.
وضمن تحضيراتها لإطلاق ناجح لخدماتها التجارية في قطاع غزة على مدى الاعوام الثلاثة الماضية، افتتحت "الوطنية موبايل" لستة معارض في القطاع، واعتمدت ثلاثة موزعين رئيسيين، و143 وكيلا معتمدا، وساهمت في خلق نحو 130 فرصة عمل مباشرة، اضافة الى آلاف فرص العمل غير المباشرة.
وفي معرض حديث الشارع عن إطلاق مشغل اتصالات جديد في قطاع غزة، أبدى العديد من المواطنين ارتياحهم للموضوع من منطلق أن وجود مشغل اتصالات متنقلة جديد في السوق يعني منافسة حقيقة في السوق، وهو لمصلحة الموطن بالدرجة الأولى، خاصة تخفيض الأسعار بشكل واضح وكبير.
وفي هذا السياق، قال الشاب الجامعي حازم آغا إن وجود الوطنية موبايل أدى لتغيير الأسعار بشكل كبير، خاصة أنها في السابق كانت حملات غزة المقدمة من الشركة الأولى سيئة جدا ولا يوجد اهتمام في المحتوى والأفكار والمتابعة والأسعار حدث ولا حرج، وذلك لأنهم يعلمون أنه لا يوجد منافس لهم ويلعبون في السوق وحدهم، لكن اليوم هذا الأمر لم يعد موجود بإطلاق الوطنية موبايل أعمالها التجارية، فالعروض أصبحت كثيرة من الطرفين والحملات متعددة، لكن أسعار الوطنية إلى الآن ما زالت الأفضل والأوفر.
ويبلغ راس مال الشركة 258 مليون دولار، سيرتفع بالإصدار الجديد اواخر الشهر الجاري الى 293 مليون دولار.
وبلغ اجمالي ايرادات الشركة في الأشهر التسعة الأولى من العام 2017 حوالي 64 مليون دولار، وحققت ارباحا تشغيلية بمقدار 5.9 مليون دولار، بزيادة 6% عن الفترة المقابلة من العام 2016، لكنها سجلت صافي خسارة بمقدار 1.8 مليون دولار نتيجة الاستثمارات التي ضختها الشركة استعدادا لإطلاق خدماتها في قطاع غزة، واستقبال خدمات الجيل الثالث، والتي بلغت مجتمعة حوالي 100 مليون دولار.
وحتى نهاية الربع الثالث من العام 2017، بلغ عدد مشتركي "الوطنية موبايل" 804 آلاف مشترك، بنمو تجاوز 7% عن نهاية الفترة المقابلة من العام 2016.