أكد الرئيس اللبناني العماد ميشال عون أن السلام لن يعم ما لم تبحث جديا مشاكل هذه المنطقة، من منطلق العدالة، لا القوة، وعبر الاعتراف بالحقوق، لا الاعتداء عليها.
وقال عون خلال استقباله أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين في لبنان اليوم الثلاثاء، بحضور سفير دولة فلسطين أشرف دبور، "إن الارتدادات لإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب نقل سفارة بلاده الى القدس، والتي تشبه القول المأثور "يهب ما لا يملك لمن لا يستحق"، بما يعنيه ذلك من اعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ودعمها في مشروعها العنصري بتهويد دولتها لا تزال تتفاعل".
وأضاف أن من حق كل دولة أن تقرر مقار سفاراتها في العالم وفقا للقانون الدولي، وبعد اتفاق الدولتين المعنيتين، ولكن اختيار القدس تحديدا، بكل ما تحمل من إرث ديني لكل الأديان السماوية، وبكل ما لها من خصوصية حتى في القرارات الدولية ذات الصلة، وما تشكل من إشكالية منذ احتلال فلسطين، "يعمّق الفجوة ويبعد السلام، ويزيد لهيب النار في الشرق".
واعتبر أن الشعور بالظلم والاضطهاد لا يمكن أن يمهّد لأي سلام، والتعنت والإمعان في الاعتداء على الحقوق لن يحل مشكلة، بل على العكس ستزداد الكراهيةـ وسيتفاقم العنف، متسائلا هل هذا هو المطلوب.. هل المطلوب شحن النفوس وإشعالها بنار الظلم والحقد لتصبح فريسة سهلة للأفكار المتطرفة وصيدا للتنظيمات الإرهابية؟
وشدد على أن الاستراتيجية التي اعتمدت "الفوضى الخلاقة" لإحداث التغيير قد أثبتت ليس فقط فشلها الذريع بل كارثية نتائجها، مشيرا الى الحاجة لاستراتيجية دولية جديدة تقوم على الحوار أولا، وعلى مقاربة جديدة تحترم حقوق الشعوب والدول، كبيرة كانت أو صغيرة، غنية أو فقيرة، قوية أو ضعيفة.
وختم عون "لا ضرورة للتذكير بأن هذه هي الأسس التي قامت عليها منظمة الأمم المتحدة- فتضع حدا للدمار وللدماء، وتلتفت الى معالجة التداعيات، وأولاها مشكلة الملايين الذين اضطروا الى ترك أوطانهم، وأرضهم، وشدوا رحالهم نحو المجهول".