كيف تناول الإعلام العبري أحداث تفجير الجنود شرق غزة؟

كيف تناول الإعلام العبري أحداث تفجير الجنود شرق غزة؟.jpg
حجم الخط

شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، حملة شرسة على قطاع غزة، استهدفت خلالها بالقصف الجوي والمدفعي عددا كبيرا من المناطق، ومواقع المقاومة.

وقال جيش الاحتلال إن حملة القصف التي شنها والتي تعتبر الأعنف منذ عدوان الاحتلال على قطاع غزة عام 2014، كانت ردا على تفجير عبوة على حدود غزة، أصيب على إثرها عدد من جنود الاحتلال.

واستشهد جراء قصف الاحتلال المتكرر المدفعي والجوي مواطنان فلسطينيان شرق مدينة رفح، فيما أصيب عدد آخر في مناطق مختلفة من القطاع.

يديعوت: الحدث الأخطر منذ 2014

ونتناول هنا أهم تداعيات ما حدث أمس السبت، في إعلام الاحتلال، حيث قال الصحفي "يوسي يهوشاع" من صحيفة "يديعوت أحرونوت": "قوة هندسية حربية وقوة من لواء غولاني اقتربتا أمس السبت 17/2/2018 من السياج المحيط بغزة، وكانت تعتزم إزالة العلم الذي زرعه المتظاهرون في اليوم السابق، هذا الإجراء يقوم به الجيش كل أسبوع، لكن هذه المرة انتهى بشكل مختلف: تحت العلم تم اخفاء عبوة ناسفة انفجرت وأصيب ضابطان وجنديان، من ضمنهم قائد الفصيل، وقوات الجيش ردت بشن هجوم واسع النطاق على أهداف حماس، بما في ذلك نفق".

وأضاف "يهوشاع": "أربعة جنود من أصيبوا في الانفجار الذي وقع على السياج الحدودي في قطاع غزة اليوم السبت، وعده الجيش أخطر حادث منذ عملية "الجرف الصامد".

وتابع: : ما هو معروف حتى الآن، يبدو أن قصاصي الاثر مسحوا منطقة الحدث ومن ثم تقدم المقاتلين من وحدة الهندسة القتالية الى العلم، في حين كان المقاتلين من غولاني يحرسونهم. وبمجرد اقتراب القوة من العلم على السياج كان هناك انفجار هائل. قد يكون هذا نتيجة التحكم به عن بعد"

هآرتس: على الجيش التحقيق

"عاموس هرئيل" في "هآرتس" العبرية، كتب حول ذات الموضوع: "سيتعين على الجيش الإسرائيلي التحقق فيما إذا كان خطأ في الاجراء هو ما قد خلق نقطة الضعف".

وأضاف "هرئيل": يبدو أن المهاجمين كانوا على دراية بالإجراءات التي يدرس بها الجيش الإسرائيلي النقاط المشبوهة وسحبوا وفق ذلك الجنود إلى الفخ، ومن المرجح أن يتم في الأسبوع القادم تطبيق سياسة أكثر صرامة لمنع الهجمات التي تتم تحت غطاء المظاهرات".

وتابع: "الوتيرة السريعة للأحداث الأمنية مستمرة، حتى لو تغيرت ساحة العمل. بعد تلك المعركة بين سلاح لجو والقوات الإيرانية والسورية على الجبهة الشمالية يوم السبت الماضي، أمس (السبت) وقعت عند الظهر حادثة خطير على الحدود مع قطاع غزة، عندما أصيب ضابطين وجنديين في انفجار عبوة وضعت على الجدار. وكما هو الحال في الجولة السابقة في الشمال، على الرغم من الخطابات الإسرائيلية القاسية والتفجيرات في غزة في الساعات الأخيرة، يبدو من المرجح أن الجانبين سيحاولان تجنب التصعيد العام".

وأوضح "هرئيل"، أنه في الانفجار أصيب أربعة جنود، بمن فيهم قائد الفصيل من لواء غولاني وضابط في وحدة لهندسة القتالية، "وهذا هو أخطر حادث منذ نهاية الجرف الصامد، في أغسطس 2014.وسيكون من الضروري دراسة إمكانية سلوك خطأ من الجيش الإسرائيلي -ربما شعور مبالغ فيه من الامن، أو عدم اتباع إجراءات السلامة الكافية:.

ويقول ايضاً "عاموس" إن "حماس" اعتادت على تنظيم هذه المظاهرات للتعبير عن الاحتجاج على الاوضاع المأساوية في القطاع ولا يوجد لها خيار اخر في هذا الوقت غير هذه المظاهرات، لكن في احيان تخرج هذه المظاهرات عن السيطرة كما حدث أمس.

وأكد "هرئيل": "إسرائيل تفاعلت بشدة مع هجوم أمس من باب ارسال إشعار لحماس بأنها لن تقبل هجوماً آخر. لكن المعطيات الأساسية للحالة في غزة لم تتغير، فالشمال يسبق غزة على الأولويات الأمنية (الحرب ستكون أكثر خطورة وتكلفة) وفي غزة، ليس لدى إسرائيل الآن أهداف استراتيجية في حالة الحرب. إسرائيل تلعب في قطاع غزة على الوقت، في محاولة لاستكمال بناء الجدار ضد الأنفاق قبل حدوث مزيد من التصعيد".

وتابع: "في الخلفية، قنبلة تدق -الظروف المعيشية في غزة تزداد سوءاً. محنة حماس تزداد شدة وخطورة، المقترنة بنقص المياه (عدم كفاية المياه، وضعف الصرف الصحي، ومحدودية إمدادات الكهرباء وارتفاع معدلات البطالة)، هذه الاسباب مجتمعة تتيح إمكانية المواجهة، على الرغم من عدم رغبة الأطراف الواضح. وإذا لم تتخذ المنظمة خطوات مماثلة لما قامت به في السابق الآن، فإن خطر الحرب سيستأنف".

"واللا": الجيش تفاجأ بنقطة الضعف

من جهته، قال المراسل العسكري لموقع "واللا"، امير بوخبوط: ""الجيش الإسرائيلي فوجئ في نقطة الضعف: الأسئلة الصعبة التي نشأت عن الانفجار".

وأضاف "بخطوط": "انفجار العبوة على حدود قطاع غزة، مما أدى إلى إصابة أربعة جنود، يجب أن يزعج القيادة الجنوبية. لان كل اصطدام يعرض للخطر مشروع الانفاق في المنطقة، يمكن أن يكون للحادث أثر على خطط الجيش الإسرائيلي الواسعة النطاق في المنطقة بأكملها".

وأكد بخطوط أنه كان يجب على قائد المنطقة الجنوبية الميجر جنرال "ايال زامير" أن يسأل نفسه، كيف وفي هذه الفترة الحساسة والمتفجرة حدث هذا الفشل العملياتي -عبوة ناسفة إصابة أربعة جنود -على السياج الحدودي لقطاع غزة. هذا الهجوم هجوم كلاسيكي، الذي كان يمكن أن ينتهي بأربعة جنود قتلى، على الرغم من التوتر والتحذيرات الواضحة. خلال مظاهرة يوم الجمعة وضع المتظاهرون العلم، وفي داخله عبوة ناسفة، وفي الوقت الذي جاء فيه المقاتلين من سلاح المهندسين، وقال انفجرت العبوة.

وتابع: "البيانات التي أعقبت الانفجار كافية للتحقيق في هذا الحادث الخطير في العمق واستخلاص دروس فورية منه، إنها حقيقة. أي تصادم أو تصعيد بعد الجهود التي وضعها ايزينكوت هناك قد يؤخر مشروع بناء الحاجز ضد الانفاق. هذه عملية تكتيكية لكن له احتماليات انعكاساتها استراتيجية، والتي قد تضرب بخطة الجيش الواسعة في المنطقة الجنوبية".