في فيديو مروع، تعرضت لاجئة عربية للطعن والتعذيب على يد شقيقها، في ألمانيا، ثم تم تصويرها وهي تنزف على الأريكة، علماً أنها حامل بالشهر الثالث، بحسب ما أفادت الأنباء الواردة من ألمانيا التي اهتزت للخبر، لما ينطوي عليه من قسوة مفرطة، بجميع المقاييس.
وتعود القصة إلى يوم الثلاثاء الماضي، حيث أقدم المدعو "عبد الرحمن" على تعذيب شقيقته وطعنها بالسكين، ثم تصويرها بالفيديو، عبر الاشتراك مع زوج أخته، سوري الجنسية، كما تقول الأخبار المتناقلة من ألمانيا.
واختلفت الأخبار في تحديد هوية الفتاة وشقيقها، ففيما قلت صحيفة "بيلد" الألمانية إن الفتاة وشقيقها، قدما إلى ألمانيا من ليبيا، قالت مصادر إعلامية ألمانية أخرى، إنهما لاجئان فلسطينيان ويقيمان في ألمانيا منذ سنوات.
وظهر في الفيديو، شقيق الفتاة وهو يهدد ما يفترض أنه "العشيق" المزعوم لشقيقته، بعد تعريضها لتعذيب وطعن بالسكين.
كما سمع صوت زوج الفتاة، في خلفية الفيديو وهو ينهال بالشتائم على "جمال" الذي تقول مواقع ألمانية إنه يعيش في منطقة مجاورة لمكان سكن الفتاة.
ونقلت وسائل إعلام ألمانية، أن هذا الفيديو الذي تظهر فيه الفتاة مستغيثة، صوّر وتم إرساله لـ"جمال" عبر تطبيق الواتس آب. ويبدو أنه هو الذي ساعد بإنقاذها، إذ لم تقل أي وسيلة إعلامية ألمانية من هو الذي ساعد بإنقاذ الفتاة، خصوصاً أنها طلبت المساعدة من شقيقها الظاهر في الفيديو، ومن زوجها الذي يرعد بتهديد العشيق المفترض بأن "دوره" هو التالي، كما يظهر في التسجيل المصوّر.
ونشرت مدونة "يورجن فريتز" الألمانية غير الربحية، تفاصيل تعذيب الفتاة، وموقع بي آي نيوز الألماني، وكذلك صحيفة "فوكوس" و"بيلد" ومواقع أخرى عديدة. إلا أن الرابط الأكبر بين جميع هذه الروايات، هو أن الشروع في قتل الفتاة، تم كـ"جريمة شرف".
أما الخلاف في التفاصيل، فيتجسد في جنسية الفتاة وشقيقها، إلا أن الغالب أنهما يحملان الجنسية الفلسطينية، وليسا ليبيين، كما ذكر بعض المصادر الألمانية والعربية، حيث فهم قول إنهما قدما من ليبيا على أنهما ليبيان، فيما هما قدما من ليبيا فعلا، إلا أنهما فلسطينيا الجنسية، كما تقول "بي آي نيوز" الألمانية ومدونة "يورجن فريتز" غير الربحية التي سردت تفاصيل الاعتداء.
هكذا نزفت الدماء مساء يوم الثلاثاء!
وأضافت "يورجن فريتز" أن الفتاة التي يرد اسمها على أنها "آلاء" تزوجت بالرجل السوري بعمر الـ 15 عاماً، ثم أنجبت منه بعمر الـ 16، ولحظة وقوع الاعتداء عليها كانت حاملاً في شهرها الثالث. وتشير المدونة غير الربحية إلى أن الفتاة كانت أرادت الانفصال عن زوجها، لأنها وقعت في حب رجل آخر، ويدعى "جمال" وهو لاجئ أيضاً، يقيم في "بيبراخ" المجاورة لمكان سكن الفتاة.
وأشارت إلى أنه في مساء يوم الثلاثاء الماضي، اجتمع الزوج والشقيق في بيت الزوجة وقررا تعذيبها، انتقاماً، والشروع بقتلها، وقام عبد الرحمن، شقيقها، بطعنها في صدرها، ثم طعنها في زاوية فمها من اليمين إلى اليسار، حيث بدأت تستغيث بالزوج المشارك بالجريمة: "أرجوك تذكر ابنك.. أرجوك من أجل ابنك". كما تقول المدونة ومواقع أخرى ألمانية.
ويتوجه الاثنان، الشقيق والزوج، بالشتائم والتهديدات إلى "العشيق" المزعوم. ويظهر علاء وهو يدخن السيجارة متباهياً بما فعله بشقيقته وهو يدخّنها، على ما يظهره الفيديو.
ألقت السلطات الألمانية القبض على الشقيق والزوج، يوم الأربعاء الماضي. وتقول المصادر الألمانية إن الادعاء العام يتعامل مع الحادثة على أنه محاولة قتل، أو شروع بالقتل، مع تأكيد على أن الفتاة تجاوزت حال الخطر وتتمتع الآن بصحة جيدة هي وجنينها.
ارتكب جريمته بعد إطلاق سراحه بساعات!
وسلطت وسائل إعلام ألمانية الضوء، على شخصية الشقيق الذي يظهر في الفيديو، وقالت إنه ارتكب جريمته بعد ساعات من إطلاق سراحه، بعد اعتقاله بتهمة المساعدة على ارتكاب أعمال عنف ضد الدولة.
وأكدت جميع المصادر الألمانية أن الجاني معروف من قبل أجهزة الأمن، حيث تم اعتقاله سابقا، للتحقيق في تورطه بالتحضير لارتكاب أعمال عنف ضد الدولة، وأنه قد خضع لإجراءات ترحيل من ألمانيا، سابقاً، إلا أن هذا الإجراء، لم يطبق في حقه، حسب وسائل الإعلام الألمانية.
الحادثة هزت الرأي العام الألماني، خصوصاً أنها وظفت في الصراع القائم هناك، حول قضايا اللاجئين، والضغوط التي تتعرض له المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، لتغيير سياستها إزاء اللاجئين.
فجاءت هذه الجريمة، بكل ملابساتها ووحشيتها، خصوصاً أن كل شخوصها من الأجانب، في صالح الأطراف التي تعمل ضد اللجوء والتضييق على اللاجئين، ولهذا عنونت بعض وسائل الإعلام الألمانية خبر الاعتداء على الفتاة، بالتالي: لماذا لم يتم ترحيله؟!