تنصب الأنظار الفلسطينية بشكل عام والغزية بشكل خاص إلى مسيرة "العودة الكبرى"، المقرر انطلاقها في 30/آذار باتجاه السلك الفاصل شرق قطاع غزة، والتي دعت إليها الفصائل لتكون بمثابة رد شعبي على صفقة القرن التي تهدد الوجود الفلسطيني على أرضه، والتي بدأت ملامحها وأول خطواتها تظهر بإعلان الرئيس الأمركي دونالد ترمب القدس عاصمة للاحتلال.
وفي هذا الجانب، رأى عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين طلال أبو ظريفة، أن هذه المسيرة تأتي في سياق استكمال العمل الكفاحي والنضالي الذي تبناه الشعب الفلسطيني في مواجهته مع الاحتلال طيلة العقود الماضية، مشيراً إلى أن هذه المسيرة بمثابة دمج بين الفعل المقاوم والعمل الجماهيري والسياسي بما يخدم حقوق شعبنا في إطار صراعه مع الاحتلال.
وقال أبو ظريفة لمراسل وكالة "خبر"، إن "هذه اللحظة التاريخية الراهنة تتطلب فعل جماهيري يوصل رسالته لكافة المؤسسات الدولية والإقليمية للتوقف أمام مسؤولياتها تجاه شعبنا"، مؤكداً على أن المسيرة بمثابة عمل كفاحي سلمي واسع سيشكل محطة مفصلية في تاريخ القضية الفلسطينية.
ردود فعل الاحتلال
بيّن أبو ظريفة، أن الاحتلال بدأ منذ فترة في إشاعة أجواء من القلق والتخوف تجاه هذه الحركة الجماهيرية الشعبية، لافتاً إلى أن الاحتلال لن يتوانى عن استخدام العنف تجاه المتظاهرين بهدف إفشال هذا المسير الكبير.
وأشار إلى أن اللجنة الوطنية تدرك أهداف الاحتلال من بث هذه الشائعات التخريبية، مضيفاً: "سنزيل كافة الذارئع من أمام الاحتلال والتي قد تدفعه لاستخدام العنف تجاه الجماهير الزاحفة".
وتابع أبو ظريفة: "لن يكون هناك أي مظاهر جماهيرية مسلحة، وسنمنع الاحتكاك مع جنود الاحتلال بأي شكل من الأشكال، وسنعبر عن سلمية التظاهر من خلال إقامة خيم على مسافة معينة"، مُشدّداً على أن اللجنة الوطنية ستحافظ على وحدة المسير بما يحمي أبناء الشعب الفلسطيني، لتفويت أي فرصة على الاحتلال لتخريب جهود الجماهير.
دور الفصائل
أوضح أبو ظريفة، أن المسير سيتخذ الطابع الشعبي بشكلٍ كامل ليعبر عن كافة مكونات الشعب الفلسطيني، لافتاً إلى أن الفصائل ستحتضن وتشارك في هذا العمل الشعبي وتدعمه، دون أن تتصدر المشهد.
ونوه إلى أن العلم الفلسطيني سيوحد كافة المشاركين في مسيرة العودة الكبري، مضيفاً: "سيتصدر مقدمة المسير النساء والأطفال والشيوخ والوجهاء والعشائر".
أهداف المسيرة
لفت أبو ظريفة، إلى أن فكرة المسير تبلورت للرد على إجراءات تصفية القضية الفلسطينية، ومنها "الحصار المطبق على قطاع غزة منذ 11 عاماً، ومحاولات طمس حق العودة من خلال تقليص الأونروا لخدماتها المقدمة لللاجئين الفلسطينين".
وأضاف: "سنوصل للعالم رسالة سياسية عنوانها شعبنا الفلسطيني لا يقبل بأي شكل من أشكال التفريط بحقه، وفي مقدمتها حق العودة إلي دياره التي هُجر منها قسراً"، قائلاً: "إذا عجز المجتمع الدولي عن تأمين حق العودة لأراضينا فإن شعبنا الفلسطيني سيمارس حقه الطبيعي بالعودة من خلال هذه المسيرة".
كما طالب المجتمع الدولي، بتقديم كافة أوجه الدعم لهذا العمل النضالي للضغط على الاحتلال والعمل على حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ووقف الإجراءات العقابية المفروضة على قطاع غزة، والتي تخالف كافة المواثيق الدولية.
عسكرية أم سلمية
استبعد أبو ظريفة، أن تكون المناورات التي تجريها كتائب القسام اليوم تحمل دلالات على أن الشعب الفلسطيني على أعتاب مواجهة عسكرية مع الاحتلال، مشيراً إلى أن مناورات القسام تندرج في إطار تنشيط الحالة العسكرية، والاستعداد الطبيعي للدفاع عن غزة في حال شن الاحتلال الإسرائيلي أي عدوان عسكري على القطاع.
وفي ختام حديثه، أشار إلى أن كافة الفصائل في قطاع غزة توافقت على خيار عدم الانجرار لمواجهة عسكرية مع الاحتلال، مضيفاً: "سنقطع الطريق على الاحتلال وسُتركز كل الجهود تجاه الفعل الجماهيري، من أجل توسيع دائرة الالتفاف الإقليمي والدولي حول الحقوق الوطنية الفلسطينية".