ورودٌ تحتضن ممرات القاعة، ولوحة كبيرة توشح الجدار، واستفهاماتٌ كثيرة، حملت الحضور القادمين من كلِّ حدبٍ وصوب، ليحصدوا زرع عامٍ كامل.
هذه الأجواء التي اصطحبت احتفال تكريم امرأة فلسطين لعام2017، والذي نظمته وزارة شؤون المرأة الفلسطينية صباح اليوم الخميس، بمشاركة وزيرة شؤون المرأة الفلسطينية الدكتورة هيفاء الأغا، ولجنة التحكيم، ونخبة من النساء الفلسطينيات المترشحات لجائزة امرأة فلسطين لهذا العام، إلى جانب تكريم الرجل المثالي الذي ساند المرأة الفلسطينية وساهم في بناء ذاتها وطموحها في المجتمع.
بدورها، أكدت الأغا على أن اختيار سفيرة فلسطين لهذا العام يأتي دعمًا للنساء الفلسطينيات، ولقدراتهن رغم الظروف الصعبة التي يمر بها الشعب الفلسطيني، إلا أنها استطاعت أن تقوم بدور الأم والزوجة والفعَالة في بناء المجتمع وتدعيمه.
وأشارت إلى أن الوزارة عمدت إلى إطلاق جانبٍ آخر من مسابقة سفيرة فلسطين، وهو اختيار الرجل المثالي الذي دعَّم دور المرأة، وتحدى معها الصعاب، والرياح العاتية التي تعصف بهم في كل خطوة، موضحةً أن هذا مؤشرٌ واضح على دور الرجل في مساندة المرأة وبناء الأسس المجتمعية التكاملية.
وفي سياق متصل، بيَّن عضو لجنة التحكيم لاختيار امرأة فلسطين، الدكتور كمال غنيم، أن هذه المسابقة تمثَّل إيمانًا من المجتمع الفلسطيني على الدور الأخَّاذ الذي تسعى إليه المرأة الفلسطينية، بطريقةٍ تميزها عن كل نساء العالم، لتكون خطوةً مميزة بين النساء في كل عام، على التميز والإبداع وصناعة المستحيل، ليكون لها الاسم والانطلاق باسم امرأة فلسطين.
لحظاتٌ حاسمة، وتوترٌ ساد في المكان، وحماسٌ علا في عيون الحاضرين، ووقع موسيقى أخذت بالقلوب والعقول، للحد الذي دفع البعض للارتجال عن مقاعدهم، ليخففوا وطأة التوتر، منتظرين الإعلان عن الرجل المثالي لهذا العام، وما هي إلا لحظات، لتعلو الزغاريد، وصوت التصفيق عاليًا على اسم السيد عطا اليازجي، الرجل المثالي الذي ساند ودعم زوجته الشاعرة أمل أبوعاصي، لتشق طريقها العلمي والعلمي رغم كل العثرات الصعبة التي اعترت طريقها.
لم يهدأ المكان، ودقائق معدودة، لتنبض موسيقى الحماس أكثر، والكلُّ ينتظر معرفة سفيرة فلسطين لهذا العام، السيدة التي فاقت كل النساء الفلسطينيات بالعطاء والتحدي والمستحيل، فمن هذه العظيمة التي استحقت هذا اللقب؟
لحماسة الموقف وتوتره، آثرت الدكتورة هيفاء الأغا، أن تعلن عن اسمها مباشرةً، لتعلو الله أكبر ، بمجرد الإعلان أن الأسيرة إسراء جعابيص هي التي فازت بلقب امرأة فلسطين لعام 2017، ليقف كلُّ الجمهور احترامًا وتقديرًا لهذه العظيمة.
وكانت وزارة الأسرى قد رشحت اسم الأسيرة إسراء جعابيص لهذا العام، تقديرًا لصمودها في سجون الاحتلال الإسرائيلي، رغم الظلم والتهم الباطلة الموجهة لها بمحاولتها تنفيذ عملية تفجيرية قرب الجنود الإسرائليين، ليسرع الجنود إلى اعتقالها بعد الحريق الذي شبَّ في سيارتها، والذي أصيبت على إثره بحروق من الرجة الأولى والثانية والثالثة، وفقدانها 8 أصابع من يدها.
ويُذكر أن وزارة شؤون المرأة الفلسطينية قد أطلقت على هذه المسابقة من بداية عام 2017، عن أكثر النساء الفلسطينيات تأثيرًا وعطاءً للمجتمع خلال هذا العام، والأمر الذي جعل هذا العام مختلفًا عن غيره، تكريمها لأبرز النساء في مجالاتٍ متعددة، ما بين المجال الإعلامي والثقافي، والمؤسسي إلى جانب المجال الفني.