مؤخراً أصبح العالم والعلم مهووسين بتلك الاختلافات الذهنية بين كلا الجنسين "الرجل" و"المرأة"، وبرز العديد من النظريات حول تلك الاختلافات، ولعل الأشهر منها ما ذكره الكتاب "الرجل من المريخ والمرأة من الزهرة".

تحدث الكتاب عن العديد من الاختلافات المعيشية والذهنية وأسلوب التفكير والاستجابة للمؤثرات الخارجية بالنسبة لكلا الجنسين، كما ظهر الكثير من الشائعات والحقائق الملغومة التي تبالغ في تلك الاختلافات، وتجعل منها نظريات علمية، على أغلب الظن ليس لها من الواقع مكان.

وحتى نؤكد ما يجب تأكيده، ونضع حداً للملابسات سنذكر تسعة اختلافات أساسية بين عقل الرجل وعقل المرأة، وكيف يعمل الدماغ لدى كل منهما، وذلك من منظور علمي بحت، وليس من وحي نبوءات أو افتراضات ليس لها واقع ملموس.

1- حجم الدماغ

دماغ الذكر عادة أكبر بنحو عشرة في المئة من دماغ الأنثى، إلا أن هذه الكتلة الإضافية لا تعطي الذكور ميزة ذهنية إضافية، بقدر أنه، وعلى حسب اعتقاد العلم، بأنها تعطيه قدرة أكبر على استيعاب كتل الجسم الأخرى العضلية والجسمية، كونها أكبر أيضاً لدى الذكور.

2- نصفا الدماغ

أغلب الرجال يستخدمون الجزء الأيسر من دماغهم، بينما تميل المرأة لاستخدام كلا النصفين بالتساوي، مما يجعلها أكثر كفاءة في التواصل من الرجل، بينما يتمتع الرجال بدقة أكبر في استقبال البيانات ومعالجتها واستخدامها؛ لأن التركيز عندهم أعلى من النساء؛ ولذا نجد أن أغلب المفكرين والعلماء هم من الرجال على الأغلب، كونهم قادرين على إتمام مهام محددة.

3- العلاقات

يعتقد أن المرأة لديها مهارات أكبر في الاتصال والتواصل، بالإضافة لكونها قادرة على توزيع الاهتمامات ضمن المجموعات بشكل أكبر، وقادرة على استلهام الحلول بشكل أفضل أيضاً، أيضاً المرأة أكثر قدرة على التقاط الإشارات العاطفية والانفعالات، ولذا يقولون "إحساس المرأة"؛ لأن المرأة تعتمد على حاستها العاطفية بشكل أكبر من الرجل، وهذا نفسه ما يخلق نوعاً من الصعوبة في التواصل العاطفي بين الطرفين.

4- المهارات الحسابية والرياضيات

يعتبر الرجال أكثر إبداعاً في الرياضيات والحساب، وذلك لأن الفصيص الأدنى من جدار الدماغ لديهم أكبر حجماً، وبالتالي فإنهم وحسب السجلات والاختبارات الموحدة يبدون تفوقاً أكبر من النساء في هذا المجال.

5- التوتر

عند مواجهة موقف متوتر، عادة ما يتمكن الرجال من وضع خطة "هاجم" أو "ابتعد"، بينما تستخدم النساء أسلوب "الاستسلام أو تكوين علاقة صداقة"، وهذا أمر فطري في تكوين كلا الطرفين، حيث تساعد هذه الميزة المرأة على تكوين مجتمعات وتربية الأبناء، بينما يحتاج الرجل أن يكون حاداً في قيادة المنزل.

6- اللغة

في المهمات التي تحتاج مهارة لغوية، تكون النساء أكثر مهارة لسبب علمي، هو أن المرأة يتحكم لديها فصا الدماغ، واللذان يحتويان كلاهما على مساحات لغوية أكبر؛ لذا نجد أن الأنثى تسبق الذكر في الكلام عند الطفولة، وتنجح في أعمال مثل العلاقات العامة والسكرتارية، والأعمال الكتابية.

7- العواطف

كون المرأة قادرة على التعامل مع ما يسمى الجهاز الطرفي أو الحوفي، وهو لديها أكثر عمقاً من الرجل، فإنها أكثر براعة في الاتصال بمشاعرها والتعبير عنها، بالإضافة إلى أنها أكثر قدرة على التواصل مع الآخرين، ولكنه في نفس الوقت يجعلها أكثر عرضة لأنواع مختلفة من الاكتئاب والمشاكل النفسية.

8- تحديد المكان

المنطقة الجدارية في دماغ المرأة هي أكثر سماكة من الرجل؛ ولذا يصعب عليها تحديد المكان وتدويره بنفس كفاءة الرجل؛ ولذا تجد معظم النساء يجدن صعوبة في تحديد مكان تواجدهن، أو توصيف الطريق الصحيح.

9- القابلية لاضطرابات وظائف المخ

يصاب الرجال بشكل أكبر بالديليكسيا، وهي من أنواع الإعاقات العقلية وتعني بصعوبة تعلم القراءة والكتابة، كما هم أكثر إصابة بمرض التوحد، وذلك أن أياً من هذه الأمراض يركز على الجزء الأيسر من الدماغ في أغلب الأحيان، بينما الاضطرابات المزاجية هي من نصيب المرأة بشكل أكبر، حيث تسهل إصابتها بالقلق والاكتئاب.

هذه هي الاختلافات العلمية الملحوظة، وعدا ذلك فإنها افتراضات كُتاب يجتهدون لتحقيق نظريات قد تكون في أغلب الأحيان وهمية.