"عاوزة أشرب يا بابا".. تفاصيل مقتل فتاة على يد والدها قبل السحور

9998891378.jpg
حجم الخط

الأمور تبدو طبيعية داخل قسم شرطة الجيزة المطل على نهر النيل، يتلقى مسؤولو القسم "تمام" بانتظام الخدمات بمختلف الميادين والشوارع الرئيسية خاصة مع قرب موعد السحور، إلا أن ثمة بلاغا بدل تلك الحالة من شرطة النجدة بالعثور على جثة فتاة داخل شقة بمنطقة المنيب.

حارة ضيقة لا يتجاوز عرضها مترين، عقارات متراصة كقطع الشطرنج، يتجمع العشرات أسفل إحداها، تصعد الشرطة درجات السلم مطالبًا الأهالي بالابتعاد عن الشقة محل البلاغ لحين انتهاء المعاينة بالاشتراك مع المعمل الجنائي وفريق من النيابة العامة.

جثة، أسلاك بلاستيكية، بقايا عصا خشبية متناثرة على الأرضية،  جثة "شيرين"، 17 سنة، بها آثار كدمات وسحجات متفرقة بالجسم.

أصابع الاتهام اتجهت صوب الأب "أيمن. ع"، 42 سنة، نقاش، خاصة مع أقوال بعض الجيران بسماعهم صوت مشادة كلامية حادة قبل الوفاة بفترة قصيرة، ليصطحب الرائد معتصم رزق، معاون مباحث الجيزة، المشبه به الرئيسي إلى ديوان القسم للتحقيق، بينما يوجه العميد طارق حمزة، مفتش مباحث غرب الجيزة، بتعيين الحراسة اللازمة على الشقة لحين انتهاء المعاينة.

"ايوا قتلتها.. بس مكنش قصدي.. كنت عاوز أربيها"، لم يحاول الأب التنصل من فعلته، وأقر بجريمته أمام رجال المباحث، موضحا أنه عشية السبت الماضي، غادرت ابنته المنزل دون علمه، وشاهدها مع شاب لا يعلم هويته.

يتوقف صاحب الـ42 سنة عن الحديث لحظات بينما تتساقط الدموع من مقلتيه محاولا استيعاب ما آلت إليه الأمور، مشيرا إلى أنه في اليوم التالي- يوم ارتكاب الجريمة- أحضر 2 لاصق طبي من صيدلية مجاورة، وصعد إلى الشقة، ووقعت مشادة كلامية حادة بينه وبين ابنته: "كتفتها بالحبال والأفيز البلاستيك، وكممت فمها، ونزلت فيها ضرب بالعصايا".

وأكد المتهم أنه لم يقصد قتلها، وكان كل هدفه ضمان عدم تكرار فعلتها، مختتما اعترافاته قائلا: "وأنا بضربها قالت لي عايزة أشرب يا بابا"، فنزع اللاصق الطبي من فمها إلا أنها فارقت الحياة متأثرة بإصابتها جراء وصلة الضرب "ملحقتش تشرب".