قال المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس" العبرية عاموس هرائيل: إن "الأوضاع الراهنة تذكرنا إلى حدٍ كبير بالوضع الذي سبق حملة الجرف الصامد، أي الحرب الأخيرة على قطاع غزة صيف العام 2014".
وأشار في تقرير نشرته الصحيفة اليوم الثلاثاء، إلى أن "الخلافات الحادة بين أعضاء الائتلاف الحكومي، خاصة وزير الجيش ليبرمان، ووزير التعليم نفتالي بينت، والاتهامات المتبادلة بينهم حول التقصير في العمل ضد حماس بغزة، تزيد الضغوطات على نتنياهو للعمل العسكري ضد قطاع غزة".
وأوضح أن "زيادة الانتقادات من الأحزاب اليمينية المشاركة في الائتلاف الحكومي، لوزير الجيش ولرئيس الأركان آيزنكوت، حول التقصير في حماية أمن سكان الغلاف، دفعت الجيش لزيادة حدة ردوده ضد حماس بالقطاع".
وزعم هرائيل، أن "التسريبات التي خرجت من الجلسة الأخيرة للكابينت، كشفت عن خلافات كبيرة بين وزير التعليم نفتالي بينت ورئيس الأركان جادي آيزنكوت، حيث يتصدر وزير التعليم في الآونة الأخيرة، تيار المطالبين بالحرب على قطاع غزة، واستهداف مطلقي الطائرات الحارقة".
وأضاف: "بينت الذي لا يخفي نواياه، بأنه يريد أن يصبح وزيرًا للجيش في الحكومة القادمة، يضغط على الجيش للرد على حماس بقوة، وقتل الأطفال مطلقي الطائرات والبالونات الحارقة، الأمر الذي زاد حدة الخلافات بينه وبين رئيس الأركان آيزنكوت، ووزير الجيش ليبرمان".
وتابع: "سرعان ما انتقل هذا الخلاف إلى وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي"، مؤكداً على أن هذه الخلافات تزيد الضغوطات على المستوى السياسي، خاصة رئيس الوزراء نتنياهو، الذي اِضّطر إلى زيارة مستوطنات غلاف غزة، بعد 3 شهور من انطلاق ظاهرة الطائرات الحارقة.
وشدّد على أن "هذه الخلافات بالكابينت، أدت لاتخاذ قرارات أكثر حدة ضد حماس بغزة، وتكليف الجيش بمحاربة ظاهرة الطائرات الحارقة، بدون تحديد تفاصيل، وبدلاً من مناقشة الحلول الاستراتيجية لقطاع غزة، قلص وزراء الكابينت وقتهم بالجلسة لمناقشة قضية عسكرية بحتة".
وأكمل المحلل العسكري للصحيفة العبرية حديثه، قائلاً: إن "الطائرات الورقية الحارقة تهديدها محدود على حياة السكان، مقابل تهديد الصواريخ والقذائف، وهذا ما تناساه وزراء الكابينت، ونشطاء وسائل التواصل الاجتماعي، وركزوا كل جهودهم لمحاربة الطائرات الحارقة، التي قد تؤدي إلى اندلاع حرباً جديدة يكون خطرها أكبر بكثير من الطائرات الورقية على حياة سكان الغلاف".
وختم حديثه: "الخلافات الداخلية والأجواء السياسية بالإئتلاف الحكومي، تشابه الأيام التي سبقت اندلاع الحرب الأخيرة على غزة، وكل الحوارات والنقاشات السياسية سواء داخل الحكومة، أو عبر وسائل الإعلام، ووسائل التواصل الاجتماعي، حول قضية الطائرات الحارقة، ستؤدي لزيادة الضغط على نتنياهو، من أجل تنفيذ عملية عسكرية ضد حماس بقطاع غزة".
ترجمة: عكا