السفير حساسيان ينتقد سياسة الغطرسة الإسرائيلية

368.jpg
حجم الخط

 انتقد السفير الفلسطيني لدى المملكة المتحدة أ.د. مانويل حساسيان في بيان صحفي سياسة الغطرسة الإسرائيلية ردا على الهجمة الشرسة التي تعرض لها رئيس حزب العمال البريطاني جيرمي كوربين بسبب زيارته للمقبرة الوطنية الفلسطينية خلال زيارته لتونس.

جاء ذلك في بيان صحفي، أكد خلاله أن" تدخّل بنيامين نتنياهو المتغطرس في السياسة البريطانية ليس مفاجئاً من شخص طالما تغاضى عن إرهاب الدولة الإسرائيلية، في المقابل، ظل جيرمي كوربين على الدوام متمسكا بقيمه الإنسانية بدعمه الشجاع لحقوق الإنسان. لقد شعرت بالفزع والصدمة عند قراءتي لمقالة عبر صحيفة "ديلي ميل" التي نشرت في نهاية الأسبوع والتي وجهت انتقاد لاذع لجريمي كوربين لمشاركته في مراسم إحياء ذكرى الشهداء الفلسطينيين في عام 2014 في تونس، فهذه المراسم هي حدث سنوي يتم تنظيمه من قبل الفلسطينيين والتونسيين سويا تخليدا لذكرى الشهداء من الفلسطينيين والتونسيين الذين سقطوا في مجزرة حمام الشط 01-10-1985 ضمن عملية إرهابية شنتها طائرات حربية إسرائيلية على مقر منظمة التحرير الفلسطينية في تونس، وراح ضحيتها 74 شهيدا من الفلسطينيين والتونسيين إضافة الى مائة جريح، حيث تم تدمير المبنى بالكامل إضافة الى المباني المجاورة ضمن عملية اطلق عليها جيش الدفاع الإسرائيلي عملية "الساق الخشبية.

هذه العملية التي تمت ادانتها من قبل مجلس الامن الدولي بشدة دون وجود اعتراض من أي عضو، عملية تعطي صورة واضحة عن العنف والإرهاب والعدوان الذي يمارسه جيش الدفاع الإسرائيلي".

 

وجاءت مشاركة كوربين ضمن دعوة وجهت له ومجموعة من البرلمانيين، وكان الوزير د. محمد اشتية أحد المسؤولين الذين رافقوا المجموعة في زيارتهم إلى المقبرة الوطنية الفلسطينية في تونس، ودفن عشرات الفلسطينيين هناك.

 

وقال كوربين" لقد قمنا بدعوة وفد دولي لزيارة مقبرتنا في تونس. فمنذ التشرد القسري للفلسطينيين في عام 1948، فان غالبية شعبنا للأسف يعيشون ويموتون كلاجئين، حيث يتم رفض السماح للاجئين الفلسطينيين بشكل روتيني بدفنهم في وطنهم وقراهم التي ولدوا بها، ولدينا مقابر وطنية في جميع أنحاء الشرق الأوسط. وضع الزوار إكليلاً بسيطاً للعمال الفلسطينيين البالغ عددهم 62 موظفاً، بمن فيهم موظفو الرعاية الاجتماعية والمعاشات، عمال النظافة، وموظفو الصيانة الذين قُتلوا في عام 1985 بواسطة قنابل فراغية أسقطتها طائرات قتالية إسرائيلية."

 

واستنكر السفير هذه الهجمة من قبل الاعلام على كوربين، مؤكدا ان كل ما قام به كوربين هو المشاركة في مراسم احياء ذكرى من قتلوا بوحشية على يد الجيش الإسرائيلي.

 

واضاف" في العام 197، اعترفت الأمم المتحدة في جنيف بمنظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، وفي المقبرة، بالإضافة إلى ضحايا القصف الإسرائيلي، دفن مسؤولون آخرون في منظمة التحرير الفلسطينية، وتم الاعتراف بهم دوليا كممثلين شرعيين للشعب الفلسطيني وليسوا ارهابيين كما تدعي اسرائيل وكانوا يعملون على تطوير الحركة الفلسطينية لتحويلها من النضال المسلح الى حركة تحررية سياسية جديدة تعمل على اعادة الحقوق والمظالم الفلسطينية عن طريق السياسة والدبلوماسية الدولية وليس السلاح".وتابع السفير" مقال الديلي ميل يشوه الحقيقة بشكل غبي وفاضح، لتضليل القارئ، من أجل تحقيق تأثيره السلبي المنشود، بامتهان انسانية الفلسطينيين وتقليل قيمة حياة الفلسطينيين، فوسائل الإعلام الموالية لإسرائيل تستخدم هذه الأساليب لقمع أي انتقاد لسياسات إسرائيل الوحشية الحالية ضد الفلسطينيين وصورتها التي تتضح بشكل متزايد كدولة فصل عنصري Apartheid".

 

واضاف" لم استغرب ان المقالة التي نشرتها نفس الصحيفة يوم امس لم تقم باي تصحيح للتضليل الذي جاءت به المقالة السابقة، ولكن إذا كنا صادقين مع إنسانيتنا، فيجب علينا أن نحزن على جميع من قتل بعنف ووحشية، اذا اخذنا ذلك بعين الاعتبار، أتساءل عما إذا كانت ديلي ميل ستتصل بعشرات الآلاف من الأرامل الفلسطينيات وارامل الذين قُتلوا بقسوة ووحشية على يد قوات الاحتلال الإسرائيلية وعملاء المخابرات الإسرائيليين منذ عام 1948؟".