وسط زغاريدٍ ممزوجةً بدموع الفرحة، وتكسوها ابتسامةُ محيا الخريجين وذويهم، والأضواء تزين المنصة فتتخذ من بريق الفرح ذاك الذي يتغلغل في أعين الخريجين مستقرًا لها، احتفلت جامعة الأقصى بتخريج فوج "الأقصى" الرابع والعشرين، تحت رعاية الرئيس دولة فلسطين محمود عباس، ومعالي وزير التربية والتعليم العالي د. صبري صيدم، ومعالي رئيس الجامعة د. كمال الشرافي.
وتحتفي الجامعة على مدار يومين متواصلين منذ مساء أمس السبت وحتى مساء اليوم الأحد، بتخريج فوج "الأقصى" داخل حرمها بمحافظة خانيونس جنوب قطاع غزّة، بحضور ممثل الرئيس محمود عباس، د. أحمد أبو هولي، والقائم بأعمال رئيس مجلس أمناء الجامعة م. علي أبو شهلا، وأعضاء مجلس الأمناء، وأعضاء مجلس الجامعة، وأعضاء الهيئتين الأكاديمية والإدارية، وأعضاء اللجنة التحضيرية، وعدد من رؤساء الجامعات وأساتذتها ومجالس أمنائها، ولفيف من أعضاء المجلس التشريعي، وقادة العمل الوطني والإسلامي، ووجهاء المحافظات والطلبة الخريجين والمكرمين وأهاليهم.
وبدأ الحفل الكبير بآيات عطرة من الذكر الحكيم تلاها السلام الوطني الفلسطيني، وقراءة الفاتحة على أرواح شهداء فلسطين، ومن ثم كلمة القائم بأعمال رئيس مجلس أمناء الجامعة م. على أبو شهلا مرحباً بالضيوف الكرام.
وأعرب أبو شهلا، عن سعادته بحفل تخريج فوج الأقصى الرابع والعشرين، متحدثاً عن تطور الجامعة منذ أن كانت معهداً للمعلمين إلى أن أصبحت أكبر الجامعات الحكومية، بل وأصبحث تضم العديد من الكفاءات الأكاديمية والإدارية.
كما أشار إلى قرار مجلس الأمناء وإدارة الجامعة القاضي بتحرير ما يقارب 17000 شهادة محتجزة منذ عدة سنوات؛ مراعاة ً للظروف الاقتصادية الصعبة للخريجين وأبناء الشعب الفلسطيني.
جامعة الفقراء
بدوره، رحب رئيس الجامعة د. كمال الشرافي بالحضور الكريم، معبراً عن شكره لأعضاء اللجنة التحضيرية التي رسمت هذه اللوحة الوطنية، وصولاً إلى إقامة هذا الاحتفال بتخريج فوج "الأقصى".
كما عبّر الشرافي، عن شكره لمعالي وزير التربية والتعليم العالي د. صبري صيدم الذي عمل وأعلن عن انتهاء أزمة جامعة الأقصى قبل عام ونصف مدعوماً من رئيس الوزراء والرئيس محمود عباس.
وأكد على أن جامعة الأقصى هي جامعة الدولة وجامعة الفقراء التي جسدت الشراكة الوطنية المبنية على أسس مهنية، واعتمدت مرجعية واحدة التزمت بالنظام والقانون.
وأشار الشرافي، إلى أن الجماعة سخرت كل امكانياتها لخدمة الفلسطينيين أينما كانوا حتى امتد عطاؤها داخل سجون الاحتلال فكان من بين الخريجين أربعة خريجين أسرى محررين وكذلك أربعة شهداء .
وشدّد على أن الشعب الفلسطيني بالرغم من الظروف الصعبة التي يمر بها فإنه لم يفقد البوصلة، فالإنسان برأيه هو الثروة الحقيقية، مبيّناً أن الجامعة تسعى للاهتمام بالبحث العلمي وتحديث مباني الجامعة، والقاعات الدراسية والمختبرات.
وأضاف الشرافي: "تم مؤخراً اعتماد العديد من التخصصات وبرامج البكالوريوس والماجستير، آملاً في الوصول إلى الدكتوراه بهدف الارتقاء بجودة العملية الأكاديمية والإدارية، والتي تتناسب مع سوق العمل".
فرحة عارمة
وأثنى عدد من الطلبة الخريجين على تجهيزات الاحتفاء بتخرج الفوج الرابع والعشرين من جامعة الأقصى، مؤكدين على أن سعادتهم بالتخرج من الدراسة الجامعية لا يمكن وصفها.
وقال أحدهم لمراسل وكالة "خبر": إن "سعادتي بالتخرج بعد دراسة استمرت 4 سنوات لا يمكن وصفها، فهذا النجاح هو ثمرة مشقة وتعب بالدارسة والمثابرة وصولاً إلى هذه المرحلة الجديدة من الحياة".
وعبّر آخر عن شكره للمولى عزوجل بالتخرج من الجامعة بعد المشقة والدراسة التي استمرت على مدار سنوات، مضيفاً "الشكر موصول لوالدي ووالدتي اللذان استمرا في دعمي طوال فترة الدراسة".
برامج جديدة
وقدم وزير التربية والتعليم العالي د. صبري صيدم، التحية لإدارة الجامعة والعاملين بها، معرباً عن اعتزازه بانتهاء أزمة الجامعة، لأن التحديات كبيرة وتحتاج إلى قيادةٍ حكيمة، وشجاعة لتحقيق الأهداف المرجوة.
وأشار صيدم، في كلمة مسجلة خلال الحفل، إلى أنه تم مؤخراً اعتماد العديد من البرامج الجديدة بالجامعة، مبيّناً أن الجامعة تسير بخطىً ثابتة نحو التطور الأكاديمي والبحث العلمي، واستحداث واستثمار المباني والمختبرات.
وفي ختام حديثه أكد صيدم، على أن الوقوف إلى جانب الجامعة الغراء وإسنادها في تحقيق رسالتها، موضحاً أن الجامعة تستحق الفرح والفرج، فهو آت لا محال بوجود القيادة العظيمة، و"بالعلم نصنع الانتصار وبالعلم تحيا الأمم".