بينما هوت العملة الفنزويلية لتصبح أوراقها لا تساوي تكلفة طباعتها، تعج شوارع المدن الكولومبية الواقعة على الحدود مع فنزويلا بنساء كثيرات جئن من أجل الحصول على مال لسد حاجات أطفالهن وأسرهن من الطعام، لكن الثمن هو أجسادهن.
وتمتلئ شوارع مدينة كوكوتا الحدودية بالفنزويليات على جانبي الطرق كجزء من تجارة الجنس التي ازدهرت في المدينة بعد الأزمة الاقتصادية في فنزويلا، وفقا لتقرير "سكاي نيوز".
وبحسب إحصاءات الأمم المتحدة، فقد غادر حوالي 3.2 مليون فنزويلي بلادهم خلال السنوات القليلة الأخيرة، هربا من الفقر الذي أطل على البلاد بعد انهيار العملة.
ومن بين هؤلاء المهاجرين، قصد 800 ألف فنزويلا كولومبيا المجاورة، حيث يستفيدون من حق الإقامة المؤقتة هناك.
وفي إحدى النوادي الليلية، كانت الغالبية الساحقة من النساء اللائي يعملن كبغايا من الفنزويليات.
وتعمل 60 امرأة في بيت للدعارة في كولومبيا، من بينهم سيدتان فقط من كولومبيا بينما البقية من فنزويلا.
وقالت إحدى الفنزويليات إنها كانت تعمل في السابق "راقصة باليه" في فنزويلا قبل الانهيار الاقتصادي للبلاد، قبل امتهان الجنس، وأضافت: "هذا عمل مخجل لكن ما الخيار الذي أملكه؟ لا بد لي من كسب المال لرعاية أطفالي وإطعامهم. لا يوجد شيء في فنزويلا".
وأوضحت: "الطريقة الوحيدة لوضع الطعام على المائدة لأطفالي هي السفر هنا إلى كولومبيا وبيع جسدي".
امرأة ثانية وهي أم لطفل عمره عام واحد، ذكرت أنها كانت تعمل مصففة للشعر قبل أن تأتي إلى كوكوتا للعمل بالدعارة، لكنها عازمة على العودة يوما ما إذا تحسنت الأمور من أجل أن تبدأ مشروعا تجاريا خاصا.
وقالت: "أي شيء سيكون أفضل من هنا. أفعل ذلك لأنني يجب أن أفعله"، مضيفة: "إذا تمكنت من القيام بشيء أفضل، سأوقف ذلك على الفور".
وتحدثت النساء عن شعورهن بالعجز والضعف واعترفن بأن خياراتهن محدودة للغاية، مع عدم وجود أوراق رسمية لمغادرة فنزويلا بشكل قانوني على المدى الطويل.
لكن مع ذلك، فإن الزحام في شوارع كوكوتا أيضا لا يزال يتسع لهؤلاء الذين يبحثون عن خيارات أخرى وحياة أفضل، بعيدا عن تجارة الجسد.