غباشة في الرؤية لما هو قادم، عبارة ستقرأها بشكلٍ واضح في عيون الشعب الفلسطيني بقطاع غزّة، فضبابية المشهد وتضارب تصريحات القيادة الفلسطينية بين تشاؤم وتفاؤل، أوقعت المواطنين في حيرة من أمرهم.
وتتصاعد الأزمات في قطاع غزّة بشكل مستمر وتتضاعف معاناة الغزّيين مع استمرار الحصار الخانق، حيثالحصار يطبق أنيابه على جسد غزّة دون وجود بصيص أمل في إمكانية بدء مرحلة جديدة يتم خلالها إنهاء الانقسام وتحسين أوضاع الناس المعيشية.
في تقرير أعده مراسل وكالة "خبر"، قال أحد المواطنين: إن "الأمل بوجود حلول لأزمة قطاع غزة في الوقت القريب لم يعد موجود في الشارع الغزيّ، حيث أن اليأس والاحباط سيد الموقف لدى الشعب".
وأكد على أنّ "غالبية أبناء الشعب الفلسطيني فقدوا الثقة بالنظام السياسي الفلسطيني بمجمله"، مُشيرًا إلى أنه على مدار 12 عاماً لم يُسمع من القيادة الفلسطينية إلا وعودات على ورق.
وتابع: "المستقبل في قطاع غزة أصبح مجهول بالنسبة لكافة الفئات، حيث أن جميع الخيارات والسبل لإيجاد حل لهذه المعاناة ارتطمت بعرض الحائط"، مضيفًا "لم يتبقى لدينا إلا الاستمرار في المعاناة أو البحث عن طريق للهجرة".
من جانبه، قال المحلل والكاتب السياسي أكرم عطا الله: "بعد تتالي الانتكاسات السياسية والانسانية على قطاع غزة، وفشل النظام السياسي في خلق حلول واقعية، لم يعد المواطن يتعاطى بجدية عالية مع تصريحات القيادة الفلسطينية".
وأشار عطا الله، خلال حديثه لمراسل وكالة "خبر"، إلى أنّ حجم الصراع والمصطلحات العنيفة المتبادلة بين أطراف الانقسام أحدثت شرخ وتمزق في النسيج الاجتماعي الفلسطيني، زاد من تعقيد المشكلة في قطاع غزّة.
الجدير ذكره أنّ قطاع غزّة يُعاني منذ 12 عاماً ويلات الانقسام والحصار الإسرائيلي، والتي أدت إلى تفاقم الأوضاع المعيشية وانعدام الأمل لسكانه في العيش بحرية وكرامة، جراء انقطاع الكهرباء، وعدم توفر فرص عمل للخريجين، وإغلاق المعابر، وخصومات رواتب موظفي السلطة الفلسطينية.