يرقب المواطن الفلسطيني في قطاع غزّة الأوضاع الحالية بعد عملية اقتحام قوة إسرائيلية شرق خانيونس واغتيال قائد بكتائب القسام، بحالةٍ من الحذر الشديد، في ظل التخوف من إمكانية نسف جهود التهدئة والانتقال إلى التصعيد مجدداً.
قال المحلل السياسي طلال عوكل، في تصريح خاص بوكالة "خبر"، اليوم الاثنين: إنّ "السيناريوهات لم تتبدل؛ لأنّ كافة الأطراف تسعى لاستمرار التهدئة"، لافتاً إلى أنّ المؤشرات الحالية تؤكد على أنّ الطرفين لا يرغبان بالتصعيد الواسع".
ورأى المحلل السياسي حسام الدجني، أنّ المقاومة ستحاول احتواء المشهد والتركيز على فضح إسرائيل وانتهاكها للتفاهمات والدور المصري والأممي، خاصة أنّ إسرائيل ضربت بعرض الحائط كل التفاهمات، وهذا الأمر سيتعزز في غضون الساعات القادمة.
وأشار عوكل، إلى إمكانية وجود بعض الخروقات بين الحين والآخر، ولكّن هذا الأمر لا ينفي أنّ التفاهمات أصبحت واقع على الأرض، لذلك كانت جولة أمس مسؤولة عنها إسرائيل، واعترفت بذلك.
واتفق الدجني، مع عوكل، حول أنّ الطرفين غير معنيين بتصعيد الأمور إلى حرب أو مواجهة عسكرية كبيرة، مرجحاً في ذات الوقت إمكانية التصعيد المحدود والمؤقت.
السيناريوهات المحتملة
بيّن عوكل، أنّ المقاومة حصلت في ذات الوقت على رد أولي، بعد أنّ قتلت ضابط إسرائيلي كبير وجرحت آخر، مضيفاً "هذه الجولة لا يمكن أن ترتقي لتصعيد شامل، خاصة أن الوسطاء متواجدين باستمرار وبفاعلية".
أما الدجني، فتوقع أنّ السيناريو الأبرز خلال الفترة القادمة، هو تغطية إسرائيل على فشلها ومحاولة توظيف هذا الفشل للنيل من بعض القيادات الإسرائيلية السياسية مثل "ليبرمان"، كون هذه العملية تشكل مدخلاً مهماً لبعض الأحزاب الإسرائيلية لمهاجمته، وفي نفس الوقت فإنّ نتنياهو سيحاول التنصل من هذه العملية خاصة أنّه كان متواجداً خارج الأراضي المحتلة.
توقيت العملية
قال الدجني، لوكالة "خبر": إنّ "التصعيد قد يخدم الاحتلال في الساعات القادمة للتغطية على الفشل الإسرائيلي، لأنّ نتنياهو هو من يسعى لإتمام تفاهمات التهدئة، قبل الانتخابات الإسرائيلية لتكون مدخلًا لنجاحه في الانتخابات المقبلة".
فيما توقع عوكل، أنّ تُوظف حركة حماس هذا الانتهاك الإسرائيلي لتحسين شروط التهدئة، موضحاً أنّ نتنياهو يخشى بأن تتصاعد الأمور وتنحرف عن الطريق الذي أراده فيما يتعلق بالتهدئة.
وأكد على أنّ عودة نتنياهو السريعة من فرنسا لا تعني بدء قرار الحرب بالمطلق، متوقعاً أنّ يتبع هذه العملية تحقيقات في إسرائيل على خلفية فشلها الكبير.
واُستشهد 7 مقاومين مساء الأحد، بعد اشباكات مسلحة اندلعت بين المقاومة وقوة إسرائيلية تسللت إلى شرق خانيونس لاغتيال أحد قيادات كتائب القسام، ما اضطر الاحتلال لاستخدام الطائرات للتغطية على قوته ومساعدتها على الانسحاب.
يُشار إلى أنّ المقاومة الفلسطينية أطلقت منذ مساء الأحد، وابلاً من الصواريخ صوب مستوطنات "غلاف غزّة"، حيث سُمع مباشرة أصوات انفجارات في أماكن سقوط الصواريخ، رداً على العملية العسكرية لجيش الاحتلال شرق خانيونس