معطى:
ضم الكل = ثنائية القومية.
دولة يهودية = تقسيم الارض أو الترحيل.
أنت الذي تسمى يمينيا متطرفا؟ أنت تتبنى ضم الضفة كلها – نابلس، جنين وكل ما تبقى؟ سر في ذلك حتى النهاية. على أن نأتي لنوضح المعنى، نقشر كل الطبقات ونبقى مع الحقيقة العارية: اذا لم تكن مع الترحيل، فان الضم الشامل معناه أننا انتهينا من هذا المقطع الذي يسمى «دولة يهودية». قل من الآن فصاعدا «اسراطين»، ومن لا ينشد «تكفا بلادي» لا يمكنه أن يعين قاضيا، ومع رفع العلم (نجمة داود على خلفية سوداء، بيضاء، خضراء، مع مثلث أحمر في الجانب) سيكون الجمهور مطالبا بأن يقف على قدميه. وحتى لو لم تضم رسميا كل المنطقة ويستمر الوضع الحالي، آجلا أم عاجلا ستكون هنا ثنائية القومية.
معطى:
انسحاب كامل = خطر كبير جدا لا يساوي اتفاق سلام، هدوء وسكينة.
دولة ثنائية القومية = حياة مريحة للعرب ولا تسمح بحياة لليهود.
وأنت ايها اليساري المتطرف، تعال نفترض أننا أخلينا كل شيء، والضفة كلها ستكون «نقية» من اليهود، بل واضافة الى ذلك سنطلب المغفرة، على أنه في 1948 اراد العرب تصفيتنا جميعا ولم ينجحوا، ودفعوا لقاء ذلك ثمنا تافها مقابل ما كان سيحصل لنا لو أنهم انتصروا في الحرب التي بدأوا فيها. وبعد كل هذا، ماذا تفكر بانه سيحصل في اليوم التالي؟ الا تفهم بان الهدوء لن يكون لنا؟ وماذا ستقول عندما ستبدأ العمليات؟ ستشرح بان هذه مجرد منظمة عاقة؟ وعندما يأتي الطلب للعودة الى الشيخ مؤنس ويافا واسدود والمجدل وغيرها وغيرها، ماذا ستقول عندها؟ كيف ستقترح اشباع جوع هذه النبتة المفترسة؟
واذا كنت يساريت من النوع الاكثر راديكالية، وتؤيد دولة واحدة للجميع، لان القومية هي نزعة قديمة تعود الى القرن العشرين، وكل هذا المقطع الديني يعود الى ما قبل الميلاد، فاعرف بان الاغلبية المطلقة من الجمهور الذي تتوق انت جدا للاندماج به لا يرى الواقع مثلك. فخلطك بهم هي فكرة جيدة مثل خلط الزعماء، مثلا أن يقضي المغتصبون عقوبتهم في نافيه ترتسا (سجن النساء)، فالفصل بين الجنسين مرفوض جدا.
الاستنتاجات:
لا يمكن الانسحاب من كل المنطقة وفي الوقت نفسه عدم ضمها كلها. اذا استمرا الوضع القائم ستكون هناك ثنائية القومية. اذا لم تكن الدولة يهودية بل ثنائية القومية، لن يطيق اليهود العيش فيها، ومثلما رأينا في نهاية الاسبوع الماضي احيانا ايضا لا يطيق العرب ذلك. وعلى أي حال فانها لن تكون ايضا ديمقراطية، انظروا من حولكم وابحثوا لتجدوا ديمقراطية ما في المنطقة. لن تجدوا.
ايها اليميني المتطرف اعلم: الابرتهايد أسوأ من الترانسفير (الترحيل). اذا كنت تريد كل الارض، وتريد دولة يهودية، فكن مستقيما مع نفسك، واقطع كل الطريق، وقل علنا انك تريد ترانسفير.
ايها اليساري المتطرف انتبه: الفلسطينيون يعانون اساسا بسبب الفلسطينيين. لن يرضيهم شيء، إذ ان خرابنا هو ما يريدون وليس بناءهم. اذا لم يكن ممكنا الوصول الى أي شيء، سنقترح حلا مرحليا منطقيا ونتدبر أمرنا على الاقل مع الأميركيين والاوروبيين.
عن «يديعوت»