انتهت جولة التصعيد التي شنها الاحتلال الإسرائيلي، عقب تسلل مجموعة من وحدة "ماجلان" العسكرية شرق مدينة خانيونس جنوب قطاع غزّة، حيث بقيت حالة "اللا هدوء واللا سلم" هي سيدة الموقف، وسط تخوفات من غدر إسرائيلي يلوح في الأفق، خاصة أنّ المقاومة كبدت الاحتلال على مدار يومين متتاليين خسائر فادحة.

قال الباحث والمختص في شؤون الشرق الأوسط حسن عبدو: "بعد عدوان عام 2014 حدثت حالة من الهدوء مقابل هدوء ما بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال الإسرائيلي، لكّن استمرار الحصار الإسرئيلي على غزّة، أدى لوجود حراك شعبي قرب الحدود الشرقية للقطاع"،  في إشارة إلى "مسيرات العودة وكسر الحصار".

من جهته، بيّن المحلل السياسي والمختص في الشؤون الإسرائيلية ناجي البطة، أنّ "حالة اللا حرب واللا سلم التي يشهدها القطاع، ناجمة عن عدم وجود اتفاق سياسي يحدد التزامات كافة الأطراف"، مضيفاً "طالما لا يوجد اتفاق ينظم العلاقة ما بين الاحتلال الاسرائيلي والمقاومة الفلسطينية وعلى رأس ذلك فك الحصار، ستبقى هذه الحالة تراوح مكانها".

وتابع عبدو، خلال حديثه لوكالة "خبر": أنّه "بعد تدخل أممي وعربي والمساعي التي بُذلت لفك الحصار، بدأ الوضع المعيشي بغزّة يتحسن، سيما وقد سمح الاحتلال بإدخال بعض الموارد الأساسية، علمًا بأنها تعتبر بمثابة استحقاق لسكان القطاع".

واعتقد البطة، أنّ اجتماع الكابينت الأطول في تاريخه الذي عُقد يوم أمس، بمشاركة كافة رؤساء الأجهزة الأمنية وعلى رأسهم جهاز الشاباك وإلحاق رئيس الموساد (يوشي كوهين) في الفترة الثانية للجلسة، يدلل على وجود نية لدى الاحتلال بممارسة سياسة الاغتيالات للقيادات سواء داخل أو خارج فلسطين، مع الحفاظ على عدم ترك الأدلة.

غدر الاحتلال

رأى عبدو، أنّه "عقب انتهاء الحدث الأمني الذي وقع قبل يومين شرق مدينة خانيونس والذي يعتبر طعنة في الظهر لكل الجهود الأممية، وحالة التصعيد التي شهدها القطاع، من المتوقع العودة إلى حالة هدوء مقابل هدوء، والسير وفق سيناريو يحد من الحصار المفروض على القطاع".

وأوضح البطة، أنّ الحرب القادمة ستكون ليست بالسهلة، حيث ستتسم بالتعقيد والصعوبة، خاصة أنها ستبدأ من حيث انتهت الجولة الحالية، كما ستكون بشكلٍ غير مسبوق، لأنّ الاحتلال سيكون في حالة إما أكون أو لا أكون، داعياً المقاومة إلى إدراك هذا الأمر جيداً.  

وبالحديث عن الغدر الإسرائيلي في عام 2012 لحظة اغتيال قائد أركان كتائب القسام أحمد الجعبري، قال عبدو: "على المقاومة أنّ تتوقع كافة السياريوهات، حيث إنّه من الممكن أن تلجأ إسرائيل إلى التصعيد، خاصة في ظل حالة التوتر التي تشهدها جبهة الاحتلال الداخلية".

وأشار البطة، إلى أنّ الجولة الأخيرة، كانت في صالح المقاومة، لذلك المطلوب هو الحفاظ على ما تم إنجازه، وعدم الانسياق إلى ما لا يريده المواطن في غزّة، مؤكدًا على أنّ الاحتلال الإسرائيلي يشعر بالإهانة، ومن المتوقع أنّ يُمارس ما لا يتمناه الفلسطيني في قتل أعداد كبيرة من الأبرياء.

غياب الاتفاق السياسي

لفت عبدو، إلى أنه "إذا استمرت إسرائيل بحصار غزّة، والاستخفاف بالدم الفلسطيني، سنعود إلى حالة الحرب وعدم الاستقرار"، منوهًا إلى أنّ حالة اللاهدوء واللا سلم التي نشهدها في الأثناء، خاصة في ظل استمرار مسيرات العودة، ناجمة عن الإغلاق الإسرائيلي المحكم منذ 12 عامًا على التوالي.

وأوضح البطة، أنّ مسيرات العودة، يجب أنّ تأخذ طابع جديد وأنّ تكون تحت السيطرة، مع الحفاظ على عدم عسكرتها، فذلك ليس في صالح الشعب الفلسطيني، مردفًا: "يجب أنّ يتم إعادة دراسة جدوى المسيرات، علمًا بأنه يجب أن تتكيف مع المرحلة المقبلة ويكون عنوانها (تقليل خسائر الشعب الفلسطين المادية والبشرية)".

يُذكر أنّ 14 شهيدًا ارتقوا في غزّة خلال اليومين الماضيين، 7 منهم جراء الحدث الأمني في خانيونس، و7 إثر قصف الاحتلال المتواصل على أماكن متفرقة في قطاع غزّة.