قال عضو المكتب السياسي بالجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، طلال أبو ظريفة: إنّه "من الخطأ اعتبار أنّ الجهود المصرية الأخيرة بملف المصالحة بين حركتي فتح وحماس قد فشلت".
وأضاف أبو ظريفة، في تصريح خاص بوكالة "خبر" اليوم السبت، أنّ "عقبات عديدة تعترض طريق المصالحة في ظل التحديات السياسية الراهنة، التي تواجه المشروع الوطني الفلسطيني، في ظل انجازات كبيرة حققتها مسيرات العودة الكبرى في غزّة، وصمود الخان الأحمر بالقدس المحتلة".
وبيّن أنّ أهم أساسيات الاستفادة من التضيحات التي قدمها الشعب الفلسطيني هو الوحدة الوطنية، مؤكداً على أنّ مصر مستمرة في جهودها، ولم تتوقف يوم من أجل إتمام المصالحة وإنهاء الانقسام بين حركتي فتح وحماس.
وأشار أبو ظريفة، إلى أنّ القوى الديمقراطية ومؤسسات المجتمع المدني، ستُنظم في الثامن من ديسمبر الحالي وقفة في ذكرى انتفاضة الأقصى، رفضاً لممارسات الاحتلال، وللمطالبة بتسريع تنفيذ الاتفاقات الموقعة عبر إطار وطني شامل للكل الفلسطيني يفتح الطريق أمام حكومة وحدة وطنية.
وفي ختام حديثه، أشاد أبو ظريفة، بالجهود المصرية التي عادت تواكب ملف المصالحة من جديد، من أجل بدء حوار شامل يجمع الكل الفلسطيني على طاولة المفاوضات لإنهاء الانقسام.
وأنهى وفدي حركتي حماس وفتح الأسبوع الماضي، زيارتين منفصلتين إلى القاهرة، التقيا خلالهما بمسؤولي المخابرات المصرية لبحث ملف المصالحة، وتطبيق الاتفاقات الموقعة في عامي 2011م و2017م.
وعقب إنهاء زيارة وفد حركة فتح، قال مسؤول ملف المصالحة بالحركة وعضو لجنتها المركزية، عزام الأحمد: إنّ "القيادة الفلسطينية لا تثق بحركة حماس، لأنّها متأكدة من عدم جديتها بإتمام المصالحة وإنهاء الانقسام".
وتابع الأحمد خلال لقاء رصدته وكالة "خبر" عبر تلفزيون فلسطين، أنّ تصريحات حركة حماس أثناء تواجد وفد حركته بالقاهرة هدفها التويش على جهود مصر لإنهاء الانقسام، موضحاً أنّهم "لم يسمعوا من المصريين عن التسريبات التي كشفتها قناة الميادين بخصوص المصالحة".
وأكد على أنّ جهات عديدة تسعى لاستمرار الانقسام، وأنّ بعض وسائل الإعلام سربت ملفات عن الحوارات ليست صحيحة، بالتزامن مع تصريحات سلبية لقيادات من حركة حماس.
ونوه الأحمد، إلى أنّ كل ما أُشيع من تسريبات عن المصاحلة خلال الأيام الماضية لا أساس له من الصحة، قائلاً لعضو المجلس الثوري بحركة فتح د. عبد الله عبد الله، رداً على قوله بأنّ وفد الحركة ذهب للقاهرة لاستلام ورقة فقط: "نحن مخولون بالملف مع مصر، ولم نذهب لاستلام ورقة".
وأردف: "مصر تريد الحفاظ على المؤسسات الشرعية الفلسطينية ووحدة التمثيل، ولا توجد عقوبات على غزّة، قائلاً: "حركة فتح وقعت على اتفاق المصالحة بتاريخ 2011/5/4 قبل حركة حماس والفصائل بسنة ونصف، وبعد التوقيع بدأوا بوضع العراقيل".
فيما رد حركة "حماس" على تصريحات الأحمد، بالقول: إنّ "تصريحات عضو اللجنة المركزية بحركة فتح عزام الأحمد انقلاب واضح على جهود مصر لتحقيق المصالحة"، مُشيراً إلى أنّ تصريحاته تحمل تهديداً صريحاً لسكان قطاع غزّة، وفق تصريحه.
وأضافت الحركة، في تصريح وصل وكالة "خبر"، رداً على تصريحات للأحمد أكد فيها على عدم ثقة حركته بـ"حماس" كشريك في حكومة وحدة، أنّ تصريحات الأحمد فيها إساءة لكل من يقف مع غزّة المحاصرة، ويدعم أسر شهداء وجرحى مسيرات العودة وكسر الحصار.
وأشارت إلى أنّها "تعكس سوء نوايا هذا الفريق المتنفذ في حركة فتح، كونه المتضرر الأكبر من نجاح الجهود المصرية والوطنية لتحقيق وحدة شعبنا وإنهاء حصار غزّة"، وفقاً لبيان صدر عن الحركة على لسان برهوم.
وتابع بيان حماس: "لن نلتفت إلى هذه الأصوات النشاز، وسنبقى على عهدنا مع شعبنا لتحقيق وحدته، ومع غزّة لكسر حصارها وإنهاء معاناة أهلها، وسنتعاطى بكل جدية وإيجابية ومسؤولية وطنية مع كل الجهود المبذولة وفي مقدمتها الجهود المصرية لتحقيق آمال شعبنا في الوحدة وإنهاء حصار غزّة".
يُذكر أنّ جمهورية مصر العربية ترعى ملف المصالحة منذ سنوات، حيث وُقعت اتفاقات عديدة فوق أراضيها، وكان آخرها اتفاق 12 أكتوبر 2017م، الذي توقف عقب تفجير موكب رئيس الوزراء د. رامي الحمد الله، في منتصف مارس الماضي لحظة وصوله إلى غزّة.