ودلالاته؟

تحليل قراءة في فشل مشروع "أمريكا" بإدانة المقاومة الفلسطينية؟!

تحليل: قراءة في فشل مشروع الولايات المتحدة بإدانة المقاومة الفلسطينية؟!
حجم الخط

رفضت الجمعية العامة للأمم المتحدة، مشروع القرار الامريكي الذين يدين حركة حماس، وذلك بتصويت 87 لصالح القرار، مقابل 57 صوتواً برفضه، وامتناع 33 دولة عن التصويت، بعدما اشترطت الجمعية حصول المشروع على ثلثي الأعضاء من أجل تمريره. 

الأوساط الفلسطينية رأت في القرار انتصاراً دبلوماسياً جديداً، وتأكيداً على دعم النضال الفلسطيني في وجه الاحتلال الإسرائيلي، حيث اعتبرت أنّ المشروع الأمريكي يتساوق مع جرائم إسرائيل ويسعى لإدانة الضحية وتكريم الجلاد.

انتصار تكتيكي وإجرائي

أكد المحلل السياسي جهاد حرب، على دعم دول العالم للقضية الفلسطينية، باعتبار أنّ المقاومة جزء من القانون الدولي، مُشيراً إلى أنّ قرار الخميس الماضي بمثابة فشل للإدارة الأمريكية وسياساتها، ومحاولتها الحثيثة لتجريم الفلسطينيين ومنح إسرائيل مزيداً من الحصانة داخل الأمم المتحدة.

من جهته، قال المحلل السياسي هاني حبيب: إنّ "ما حدث ليس انتصاراً فلسطينياً فحسب، بل هناك فشل أمريكي تمثل في عدم مقدرتها على تمرير مشروع إدانة حركة حماس وفصائل العمل المسلح في قطاع غزّة".

وأضاف حرب، خلال حديثه لـ"خبر"، أنّ فشل القرار بمثابة انتصار تكتيكي وإجرائي، خاصة أنّ المجموعة العربية والبعثة الفلسطينية في الأمم المتحدة تدركان أنّ الولايات المتحدة لا تستطيع تجميد ثلثي أعضاء الجميعة بقرراها المتعلق بتجريم المقاومة.

ورأى حبيب، في حديث خاص بـ"خبر"، أنّ الانتصار الفلسطيني في الأمم المتحدة له دلالة كبيرة تجلت في المجتمع الدولي، وأولها أنّه بالرغم من كافة التحولات والاستقطابات والابتزاز الأمريكي لدول العالم، إلا أنّ المجتمع الدولي ما يزال مؤيد وداعم للقضية الفلسطينية.

واعتبر حرب، أنّ التصويت داخل الجميعية العامة بهذا المشروع، كان يفصل بين القضية الفلسطينية وحركتي حماس والجهاد الإسلامي، اللتان تم وضعهما على لائحة الإرهاب في دول الاتحاد الأوروبي.

ولفت حبيب، إلى أنّ الدلالة الأهم تجلت من خلال وقوف منظمة التحرير بالأمم المتحدة في موضع الدفاع عن حركة حماس، باعتبارها جزء من النسيج الوطني الفلسطيني، مُبيّناً في ذات الوقت أنّ الدعم الدولي للقضية الفلسطينية تراجع على الرغم من عدم تمرير المشروع الأمريكي.

وشدّد حرب، على أنّ الانقسام الفلسطيني أضعف الجبهة الداخلية والمتضامنين عند الحديث عن قضايا شائكة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مضيفاً "هذا الأمر شاهدناه من خلال تصويت 87 دولة لصالح القرار الأمريكي، فيما يتعلق بإدانة حركات المقاومة بغزّة".

وقال حبيب: إنّ "الاتحاد الاوروربي قدم موقفاً سابقاً من حركة حماس في التصويت على المشروع الأمريكي، وبالتالي التصويت الأوروبي لا قيمة له لأنّه خضع للإدارة الأمريكية، بعد فشله في تعديل نص المشروع".

المطلوب فلسطينياً 

دعا حرب، إلى قراءة كيفية تصويت أعضاء الجمعية العامة على المشروع الأمريكي وانتمائتهم الجغرافية والمؤسسات السياسية الإقليمية، موضحاً أنّ الولايات المتحدة استطاعت تُجميد دول الاتحاد الأوربي، باعتبارها ذات ثقل مهم على الساحة الدولية وفي الصراع العربي الإسرائيلي.

فيما طالب حبيب، بالتقاط فرصة وحدة الموقف الفلسطيني، والعمل من أجل إنهاء حالة الانقسام، داعياً إلى تفعيل الدبلوماسية الفلسطينية لقراءة جملة التحولات على المواقف الدولية لتعزيز الوحدة الوطنية.