منذ أنّ أعلنت إسرائيل بدء عملية "درع الشمال" للكشف عن أنفاق زعمت أّنها تمتد من جنوب لبنان إلى مستوطنات شمال فلسطين المحتلة، يرقب الجميع ما ستؤول إليه العملية تحسباً من إمكانية اندلاع مواجهة عسكرية شاملة على غرار عام 2006.
أوساط إسرائيلية اعتبرت أنّ ما يجري على الحدود اللبنانية بمثابة خطوة دراماتيكية يُسوقها نتنياهو لتبرير فشل حكومته في ردع غزّة خلال التصعيد الأخير، وذلك بالتزامن مع تحذيرات أطلقها حزب الله اللبناني يُحذّر فيها الاحتلال من ارتكاب أي حماقة ونشر قوات إضافية على الحدود الجنوبية لسوريا.
الهدوء سيد الموقف
قال الخبير العسكري اللواء واصف عريقات: إنّ "الهدوء هو سيد الموقف بالجبهة الشمالية"، مُستدلاً على ذلك باستمرار محالة الهدوء منذ عام 2006 إلى العام الحالي 2018، على الرغم من شنّ إسرائيل عدداً من الحروب على قطاع غزّة، بالإضافة إلى تمسك الطرفين بهذه الحالة.
فيما رأى المختص في الشؤون الإسرائيلية د.عمر جعارة، أنّ باب الاحتمالات ما زال مفتوحاً، خاصة أنّ إسرائيل تريد البحث عن مزيد من الأنفاق، وتعتزم مواصلة نشاطها وصولاً إلى اكتشاف كل الأنفاق ومعالجها، وفي ذات الوقت تُحمل المسؤولية الكاملة للحكومة الللبنانية.
وبيّن عريقات، خلال حديثه لوكالة "خبر"، أنّه على الرغم من امتلاك سوريا مخزون استراتيجي من الأسلحة الكيماوية، إلا أنّ الهدوء يبقى هو السمة الأساسية، مضيفاً "نحن لسنا مع الهدوء أو ضده في الجبهة السورية".
وأشار جعارة في حديث خاص بـ"خبر"، إلى أنّ تحالف نتنياهو ما يزال يُعاني أزمات كبيرة، ويسعى إلى تصدير أزماته لأنفاق حزب الله، ما يجعل كافة الاحتمالات مفتوحة، مؤكداً على أنّ الأوضاع متدحرجة وربما يفقد الجميع السطيرة عليها.
مسؤولية أي مواجهة
اعتبر عريقات، أنّه في حال ثبوت مسؤولية إيران عن تسليح حزب الله، فستبقى إيران هي سيدة الموقف، قائلاً: إنّ "سلاح الجو الإسرائيلي قتل قوات إيرانية داخل الأراضي السورية، واغتالت إسرائيل الكثير من الإيرانيين داخل وخارج إيران، لماذا لم ترد إيران على إسرائيل؟، فالإجابة هي أنّ الحالة العامة تتسم بالهدوء في الجبهة الشمالية".
وتابع جعارة، أنّ "الوضع الحالي متدحرج وربما يخرج عن السيطرة، أو نشهد اعتداءً محدوداً، وهذا الأمر لا ينفي إمكانية توسعه إلى مواجهة شاملة"، مُرجعاً ذلك إلى وجود إشارات تُفيد بنية إسرائيل تصعيد الموقف، خاصة بعد اجتماع نتنياهو مع وزير الخارجية الأمريكية في بروكسل.
وأضاف عريقات: "لو سألنا مدير الاستخبارات الإسرائيلي السابق آفي ديختر، الذي طارد يحيى عياش لمدة 15 عاماً، هل تعتبر إسرائيل أنّ سياسة الاغتيالات سلاح استراتيجي؟، بالتأكيد ستكون إجابته هو ليس إستراتيجي أو تكتيكي، بل هي مرحلة لأنّ الاغتيال يُنهي حياة شخص ويعود آخر ليمارس ذات المهام شخص آخر".
وأوضح جعارة، أنّ ضُعف نتنياهو جعله غير قادر على خوض غمار الحرب، ولكن إذا ما تعرضت إسرائيل إلى الخطر فقد يضطر إلى التصعيد العسكري، مُشيراً في ذات الوقت أنّه لا يوجد علاقة بين الجبهتين الشمالية والجنوبية.
ولفت عريقات، إلى أنّ الجبهة الشمالية لم تتدخل في تصعيد إسرائيلي ضد قطاع غزّة على مدار الأعوام الماضية، لذلك من المفترض ألا يكون للمقاومة الفلسطينية أي تدخل في الجبهة الجنوبية حال تدحرج الأوضاع إلى مواجهة عسكرية شاملة.
يُذكر أنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي، أعلن في الرابع من ديسمبر الحالي، بدء حملة "درع الشمال" لكشف وإحباط أنفاق، قال: إنّ "حزب الله" حفرها إلى داخل إسرائيل، حيث زعم اكتشافه نفقين هجوميين حتى اللحظة.