كشف نائب أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح، د. فايز أبو عيطة، أنّ رئيس الحكومة المكلف د. محمد اشتية سيلتقي غداً الثلاثاء، بثوري فتح في رام الله لبحث تشكيل الحكومة وسُبل إسنادها.
وأوضح أبو عيطة، في حديثٍ خاص بوكالة "خبر"، أنّه سيجري خلال اللقاء بحث أفكار مهام الحكومة تتعلق بكيفية إنجاحها والدور المطلوب منها خلال المرحلة المقبلة، مُشيراً إلى أنّ المجلس الثوري هو صاحب التوصية بحلّ حكومة تيسير الأعمال وتشكيل أخرى تقودها شخصية من اللجنة المركزية لحركة فتح.
وأضاف: "المجلس الثوري بصفته التنظيمية والحركية الكبيرة سيتشاور مع اشتية في سبل تشكيل الحكومة وآليات عملها وبرنامجها المقبل والذي سيتركز على التصدي لمؤامرات تصفية قضية الشعب الفلسطيني ومشروعه الوطني".
وأشار أبو عيطة، إلى أنّ تشكيل الحكومة جاء في ظل ظروف صعبة للغاية، على الصعيدين الاقتصادي بسبب الحصار المالي، والسياسي بإجراءات الإدارة الأمريكية وحكومة الاحتلال اليمنية المتطرفة، مُبيّناً أنّ المطلوب من الحكومة في الوقت الراهن هو تنفيذ كل جهد ممكن من أجل التصدي للحصار الحالي.
وأكّد على ضرورة تكاتف الجهود من كافة الفصائل لإنجاح الحكومة في دورها المهم القائم على إفشال صفقة القرن وتحقيق الوحدة الوطنية وإجراء الانتخابات البرلمانية كمقدمة لإنهاء الانقسام، مُعتبراً أنّ الانتخابات أقصر الطرق لإتمام المصالحة الفلسطينية.
موقف حماس
رأى أبو عيطة، أنّ حركة حماس خارج التشكيل الوزاري، مٌشيراً إلى أنّ الحكومة ستستعيد الوحدة الوطنية من خلال إجراء الانتخابات في كافة الأراضي الفلسطينية.
وعبّرت حركة حماس عن رفضها قرار الرئيس عباس تشكيل حكومة برئاسة د. اشتية، مُعتبرةً أنّ الحكومة المنوي تشكيلها فئوية، ولن تحظى بأي شرعية وطنية.
ولفت أبو عيطة، إلى أنّ أبرز مهام الحكومة هو التحضير لإجراء الانتخابات البرلمانية الفلسطينية، موضحاً أنّ حركته ترى في الانتخابات المدخل الرئيس لتحقيق المصالحة وإنهاء حالة الانقسام الراهنة.
ودعا حركة حماس إلى تسهيل مهمة لجنة الانتخابات المركزية، ومنح الحكومة المنوي تشكيلها برئاسة اشتية دورها في إنهاء الانقسام، مُبيّناً أنّ إجراء الانتخابات في غزّة يتطلب من حماس إجراءات عملية على الأرض.
وأوضح أبو عيطة، أنّ اشتية يسعى لتشكيل الحكومة من فصائل منظمة التحرير دون إشراك حركة حماس ضمن أطرها الوزارية، منوهاً إلى أنّها حكومة سياسية بامتياز يجري تشكيلها في ظل ظروف غاية في التعقيد.
أموال المقاصة
قال أبو عيطة: إنّ "القيادة تبحث عن بدائل توفر مقومات الصمود للشعب الفلسطيني، مُؤكّداً على أنّ برنامج الحكومة المقبلة قائم على الاشتباك المباشر، ومواجهة اليمين الإسرائيلي المتطرف الذي استولى على الأموال الفلسطينية.
وشدّد على ضرورة مشاركة كافة أطياف الشعب الفلسطيني في برنامج مواجهة الاحتلال، وتوفير حاضنة حقيقية لنجاح حكومة فصائل منظمة التحرير في أهدافها الوطنية، القائمة على التصدي لكل المؤامرات التي تُحاك ضد القضية الوطنية العادلة.
الجدير ذكره أنّ الرئيس الفلسطيني محمود عباس، كّلف أمس الأحد، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح د. محمد اشتية بتشيكل حكومة جديدة تضم فصائل منظمة التحرير بمعزل عن حركتي حماس والجهاد الإسلامي.