والمشهد القادم

تحليل "مسيرات العودة" بين إنجازات وإخفاقات عامٍ كامل من المقاومة الشعبية!

تحليل: "مسيرات العودة" بين إنجازات وإخفاقات عامٍ كامل من المقاومة الشعبية!
حجم الخط

غزّة - خاص وكالة خبر - محمود غانم

يُصادف اليوم 30 مارس من كل عام ذكرى يوم الأرض، بالإضافة إلى الذكرى السنوية الأولى لانطلاق مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار في قطاع غزّة، والتي أحياها الشعب الفلسطيني بتظاهرات حاشدة انطلقت اليوم في غزّة والضفة والقدس.

الإنجازات

قال المحلل السياسي جهاد حرب، إنّ أهم انجازات المسيرات هي تسليط الضوء على الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزّة، وتبني جميع الفصائل الفلسطينية المقاومة الشعبية باعتبارها أحد وسائل النضال الممكنة في مواجهة الاحتلال، وعدم الارتكان لوسيلة محددة في عملية المقاومة.

من جهته، طالب المحلل السياسي طلال عوكل، القائمين على مسيرات العودة بإعادة تقييمها والذهاب إلى ما هو أبعد، مُعرباً عن أمله في أنّ تلتزم "إسرائيل" في تطبيق التفاهمات، لأّن هناك شكك في إمكانية التزامهها كون الذريعة هي التوجه لانتخابات "إسرائيلية". 

وأضاف حرب لوكالة "خبر"، أنّ مسيرات العودة وحدت جميع أطياف الشعب الفلسطيني خاصة في قطاع غزّة، مشيراً إلى أنها ابتكرت الطرق والوسائل والأدوات الواسعة في مقاومة الاحتلال "الإسرائيلي". 

ورأى عوكل، أنّ مسيرات العودة يجب أنّ تكون قوة حقيقة على الأرض في دفع ملف المصالحة إلى الأمام، مُستذكراً أنّ الهيئة قد أعلنت سابقاً أنها وطنية ونشاطاتها متزامنة في القدس والشتات والضفة، ولكن هذا لم يحدث بسبب الانقسام.

الإخفاقات

رأى حرب، أنّ مسيرات العودة استخدمت كوسيلة ضغط على الاحتلال الإسرائيلي لتحسين شروط الحياة في قطاع غزّة من تخفيف الحصار وليس إنهاءه، مضيفاً: "هذا ما شهدناه في الأيام الأخيرة من مباحثات غير مباشرة مع الاحتلال".

أما عوكل فقد بيّن أنّه في حال نجحت هذه التفاهمات فإنّها لن تحل مشاكل قطاع غزّة، مطالباً بإتمام المصالحة وتوسيع دائرة المجابهة السلمية مع الاحتلال. 

وأضاف حرب: "حجم الشهداء والتضحية عالية مقارنة بالنتائج التي توصلنا إليها، وبالتالي لا بد من السعي إلى تخفيف حجم الضحايا من شهداء وجرحى المصابين في مسيرات العودة". 

وأشار عوكل، إلى أنّ التفاهمات تنص على مرور إحياء الذكرى السنوية الأولى بدون أي عنف، ولكن من الواضح أنّ خروقات شنّها الاحتلال ضد المتظاهرين ما يخالف ما جرى التوافق عليه.

المطلوب فلسطينياً 

دعا حرب، إلى مشاركة واسعة وتناغم ما بين الضفة وقطاع غزّة في عملية المقاومة الشعبية باعتبارها أحد الأدوات المهمة في مقاومة الاحتلال "الإسرائيلي".

وأكّد عوكل، على أنّ ما تم الاتفاق عليه عبارة عن حلول مؤقتة، لافتاً إلى أنّ "إسرائيل" لديها أهداف تُريد تحقيقها بينها "استمرار الانقسام الفلسطيني، واستمرار الأوضاع كما هي في غزّة، وفرض وقائع لإقامة الدولة الفلسطينية في غزّة".

وطالب حرب، بتوحيد الصف الفلسطيني باعتبار الوحدة هي العامل الرئيسي لدعم صمود الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال، ودون ذلك تبقى العملية منقوصة وضعيفة أمام المجتمع الدولي.

المشهد القادم 

أعرب عوكل، عن تخوفه من تلكؤ "إسرائيل" في تطبيق التفاهمات أو التراجع عنها خاصة بعد إحياء هذا اليوم وارتقاء شهداء وإصابة المئات، وأنّ غالبية التفاهمات التي جرى الحديث عنها بحاجة إلى وقت زمني لتطبيقها.

وأوضح حرب، أن هناك مرتكزين رئيسين للمشهد القادم، وهما: "الذهاب إلى التصعيد العسكري بعد ارتقاء الشهداء، أو الاعتماد على شكل الحكومة الإسرائيلية القادمة، بالذهاب إلى حكومة يمينية متشددة أو حكومة وسط يمين تُعيد النظر في سياسات نتنياهو بشأن عملية السلام".