دائماً ما يتخطى أبناء غزّة ذكوراً وإناثاً كافة الصعاب من أجل الوصول إلى الهدف المنشود وتحقيق الذات، رغم كافة المعيقات التي تواجههم بسبب استمرار الحصار "الإسرائيلي" المفروض منذ ما يقارب "13" عاماً.
الفتاتان ناريمان مهنا "23 عاماً"، ولينا الحرتاني "26 عاماً" الحاصلتان على دبلوم "خياطة وتفصيل ملابس" قررتا افتتاح مشروعهما الخاص بعد أنّ التقتا خلال دورة إدارة المشاريع الصغيرة باتحاد الكنائس لدراسة "دبلوم الخياطة".
روت "لينا وناريمان" لمراسلة وكالة "خبر" كيفية إنشاء حلمهما في تكوين مشروعهما الخاص، رافضتان في ذات الوقت إطلاق مسمى "خياطة" على العمل الخاص بهما، نظراً لأنّها تُقلل من قيمته.
وبدأت تفاصيل قصة نجاحهما بحلم كل منهما في تكوين مشروع خاص لتصميم الأزياء كما أرادتا تسمية عملهما، وبعد انتهاء الدورة التدريبية قررتا إنشاء المشروع بعد عمل دراسة جدوى مستفيضة لحساب تكلفته.
وبيّنت الفتاتان أنّ الموهبة هي التي جمعت بينهما لإنشاء مشروع تصميم الأزياء، مع استمرار العمل على تنمية المهارات العلمية والعملية، وفي ظل تأييد ودعم أهلهما لبدء خطوة جريئة في حياتهما الشخصية.
وجرى افتتاح المشروع بتمويل جزئي من "اتحاد الكنائس" الذي يسعى لتنمية مهارات فئة الشباب، بفرص عمل مدتها ستة شهور، ودورات مشاريع صغيرة، ودعم جزئي للمشاريع الشابة كنوع من الدعم.
وأشارتا إلى أنّ الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزّة كان له أثراً بالغاً في تأخير أعمالهما، وذلك لعدم توفر بعض أنواع الأقمشة في القطاع، لكّنهما استطاعتا تخطّي هذه النقطة بإيجاد أنواع قريبة لأقمشة الملابس التي يجري تنفيذها.
وكشفتا أنّ مواقع التواصل الاجتماعي كان لها دوراً كبيراً في لفت انتباه المتابعين إلى مشروعهما، حيث يتم عرض بعض أعمالهما على صفحات مخصصة ما يجذب الزبائن لطلب قطع مشابهة.
وبالحديث عن الصعوبات التي واجهتهما، أكّدتا على أنّ انقطاع التيار الكهربائي من أهم عوامل الإعاقة في إنجاز أعمالهما، بالإضافة إلى عدم توفر بعض أنواع الأقمشة في قطاع غزّة، ورفض الاحتلال السماح بإدخال معدات متطورة، وأيضاً تردي الأوضاع الاقتصادية.
وأضافتا: "أطلقنا على المشروع اسم (run way fashion) لأنّها تعني منصة العرض التي تمشي عليها عارضة الأزياء، وما نسعى إليه هو أن يكون المشروع منصة لعرض الأزياء في المستقبل القريب".
ونوّهتا إلى أنّ حبهما القوي لعملهما وإصرارهما على النجاح كان دافعاً أساسياً في وصول المشروع إلى ما هو عليه الآن، متمنيتان أنّ تفتتحا سوياً مركزاً لتدريب الفتيات على فنون تصميم الأزياء.
وفي ختام حديث الفتاتين وجهتا رسالة لشباب وفتيات غزّة بالاستمرار في المحاولة حتى النجاح رغم كافة المعيقات، مُؤكّدتان على أنّ ما سعين إليه هو النجاح في أرض الوطن وليس خارجه.