منذ ساعات الصباح الباكر، تجتهد الفلسطينية صابرين سنونو صاحبة الـ (41عاماً) لتبدأ بممارسة عملها داخل مشروعها العائلي الصغير بإعداد وتجهيز كافة وجبات الطعام المطلوبة منها على مدار اليوم.

"سنونو" مطعم أنشأته عائلة صغيرة مكونة من الأب والأم وأربعة من الأبناء، تشاركت الأم العمل مع أفراد عائلتها وذلك لنجاح تجربتها الأولى بالعمل على تلبية طلبات الزبائن "أونلاين"، ورغبة منها في توفير فرصة عمل لأبنائها في ظل انعدام التوظيف في قطاع غزّة، وتردي الأوضاع الاقتصادية التي طالت الجميع.

بدأت فكرة مشروع صابرين منذ ما يقارب "5" سنوات، حيث كانت في البداية تتلقى طلبات الزبائن من خلال صفحات على موقعي التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و "انستغرام"، حاولت التسويق لمنتجاتها من البيت بشكل جيّد إذ أنّ الكثير من الناس تقبلوا الفكرة، وكان المشروع ناجحاً.

وقالت صابرين لـ "وكالة خبر": "لم أكن أتوقع النجاح الذي ناله مشروعي، لذلك فكرت القيام بعمل أفضل من الاستمرار بالبيت، توقّفت عن العمل فترة معينة لظروف خاصة، وعندما فكرت أعود ثانية للعمل كنت حريصة أنّ تكون عودتي قوية بشكل كبير ومفاجئ لزبائني وغيرهم، وكانت النتيجة معي مطعم سنونو حالياً".

تبلور الفكرة

جاءت الفكرة بـ "مزحة" خلال جلسة عائلية، حيث قامت بمشاورة أبنائها على افتتاحها مشروع طبخ صغير على الإنترنت، نظراً لامتلاكها موهبة الطبخ وتنميتها لهذه الموهبة وتدعيمها بالدورات العملية، حيث نالت الفكرة على إعجاب عائلتها وإذ بهم يشجعونها ويفتتحون لها صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي كي تنشر جميع أعمالها والوجبات التي تعدّها، للبدء باستقبال الطلبات من الزبائن.

 وقالت صابرين والضحكة لم تفارق مبسمها: "اللعبة قلبت جد"، موضحةً أنّها بدأت بالتسويق لأعمالها كما ساعدها في ذلك معارفها وأصدقائها حتى انتشرت صفحتها الإلكترونية بشكلٍ واسع.

وأردفت: "كنت أعمل بالبيت كافة المأكولات والوجبات، وجميع أنواع المعجنات، والأرز بأنواعه، والحلويات بأكملها ضمنها (الكعك والمعمول) والكرش أيضاً، إلى جانب أنني كنت أعمل أي شيء يطلبه الزبون".

شعور بالسعادة ينتاب صابرين حين تتلقى رد زبائنها على الوجبة التي أعدتها لهم حيث تشعر بالفخر من نفسها أنها استطاعت الوصول إلى هذه المرحلة، حتى أنها كانت تتقبل الانتقاد وتعمل فوراً على تحسين الأداء حتى تُخرجه بشكل أفضل لإرضاء الزبائن.

مجازفة كبيرة

وبيّنت صابرين أنّ افتتاح المطعم كان مجازفة كبيرة، لكنها أرادت حماية عائلتها من عدم استقرار الوضع الاقتصادي في غزّة، خاصة أنّ لديها اثنين من الشباب خريجين وفرص العمل في القطاع معدومة، مضيفة: "لذلك ورغم عدم توفر كامل المبلغ الذي اضطررت إلى استدانته أصريت على تنفيذ المشروع الذي حاز على صدى ونجاح كبير رغم قصر مدة افتتاحه".

إلى جانب تلك الدوافع، حصولها على تمويل جزء من مشروعها من قبل مؤسسة أجنبية تواصلت معها عبر الإنترنت ودفعتها للمشاركة والتسجيل في تمويل المشاريع النسائية الصغيرة، كان الدافع والمشجع الكبير لافتتاح مطعم "سنونو".

وأوضحت صابرين: "حبينا يكون اسم المطعم مقتبس من اسم عيلتنا سنونو، كما أن من يعمل به جميع أفراد العائلة، بالإضافة إلى أن العائلة هي من فكّرت وقامت بترتيب وتزيين المطعم وصناعة الديكور بيدها".

وجبته الشهيرة

يتميز المطعم بوجبته المشهورة "سنونو" المقرمشة وهي عبارة عن عجينة "كلاج" محشوّة دجاج بالخضار مع الجبنة والكريمة، بالإضافة لمجموعة من الوجبات: "فخار دجاج بالكريمة، وجبة بيكاتا، وجبة ألاكينت مع أرز وغيرها، ومجموعة من الساندويتشات: تشكين بيتزا، كاري، باربكيو، فاهيتا وغيرها الكثير"، إلى جانب توفر وجبات الدايت، والحلويات بكامل أنواعها.

أعمال موزّعة

وأشارت صابرين إلى أن زوجها هو من علمها أساسيات الطبخ إلى أن نمت من نفسها وطورت موهبتها من خلال الاطلاع على وصفات الطبخ من الإنترنت إلى جانب حصولها على بعض الدورات في المجال الذي لطالما أحبته، لافتةً: "زوجي هو من يتولى إدارة المكان بأكمله، أنا من أقوم بإعداد كافة الطلبات من الصباح الباكر وحتى ساعات العصر، ويستلم بعدها ابني أحمد إعداد الوجبات في المطبخ بمساعدة شيف ويكون أيضاً بارمان للمشروبات والعصائر والحلويات، أما محمود فمن مهمته الحسابات وخدمة الزبائن".

وتسعى صابرين إلى تطوير المشروع وتوسيعه، نظراً لازدياد عدد الزبائن في حين أنّ المطعم صغير جداً لا يتسع لجميع أعدادهم وهذا ما يسبب لنا الإحراج.