يقع على عاتق القبائل والعشائر ورجال الإصلاح دورًا هامًا وبارزًا في مواجهة التحديات التي تواجه المجتمع الفلسطيني، حيث يدخل دورهم في معالجة القضايا الوطنية والاجتماعية، فلا شك أنهم من المكونات الأساسية في بناء المجتمع وحمايته، وأصحاب دور مكمل في دعم مسيرة النضال الوطني الفلسطيني من خلال معالجة مشكلات المجتمع بمختلف أشكالها حفاظًا على تماسكه ولحمة أبناءه.
وقال المفوض العام للعلاقات الوطنية والعامة للهيئة العليا لشؤون العشائر عاكف المصري، إن القضية الفلسطينية تمر في أخطر مراحلها، فالحالة السياسية والاقتصادية والاجتماعية ليست واحدة أفضل من الأخرى.
وأضاف المصري في حوار خاص مع مراسل وكالة "خبر" الفلسطينية اليوم السبت، أن هناك تراجعًا واضحًا في التعاطل الدولي والعربي مع القضية المركزية لهم في ظل تقدم المشروع الصهيوني على المستوى الدولي نتيجة تهافت بعض الأنظمة العربية للتطبيع مع الكيان الصهيوني.
وأكد على أن الانقسام المدمر ساهم وبشكل كبير في إضعاف وتشويه صورتنا أمام العالم، مشيرًا إلى أنها نكبة تضاف إلى نكبات الشعب الفلسطيني، لافتًا إلى أن المناكفات السياسية انعكست على الجانب الاقتصادي والاجتماعي بشكل خاص، حيث أثرت بشكل سلبي على القضايا الحياتية والمعيشية للمواطن.
وفيما يتعلق بدور العشائر في دعم القضايا الوطنية، أفاد المصري بأن الهيئة العليا لشؤون العشائر نظمت العديد من الفعاليات والمؤتمرات الشعبية الداعية إلى إنهاء الانقسام كمحاولة للضغط على أطرافه ودعوتهم إلى الاستجابة لصوت المجتمع المطالب باستعادة الوحدة، كما وأعلنت الهيئة عن استعدادها الكامل بالعمل مع القوى الوطنية والإسلامية في ملف المصالحة المجتمعية في إطار دعم الجهود الرامية إلى الحفاظ على تماسك ولحمة المجتمع الفلسطيني.
وأشار إلى أن الهيئة ساهمت في إنشاء رأي عام واعٍ ومستنير مساندًا للقضية الفلسطينية ومعززًا لمكانتها من خلال التواصل مع مؤسسات وشخصيات وطنية وشعبية وإعلامية مصرية إضافة لتنظيم مؤتمرات دعمًا للمصالحة.
أما ما يتعلق بدور العشائر في الجانب المصري أوضح المصري أن تفاقم الوضع الاقتصادي والانسداد السياسي والتأزم الاجتماعي زاد من المشاكل العائلية بين المجتمع الغزي كنتيجة لهذا المشهد البائس، حيث تلجأ العوائل لحل خلافاتهم عن طريق هيئة العشائر ولجان الإصلاح الممتدة في كافة مناطق قطاع غزة، وذلك لما لها من تأثير وبصمات واضحة بين العائلات.
ووجه المصري رسالته إلى جمهورية مصر الشقيقة راعية ملف المصالحة بضرورة الضغط على طرفي الانقسام والإعلان عن الطرف المعطل لتنفيذ الاتفاقيات الموقعة.
وبدوره أكد الأمين العام لاتحاد القبائل العربية فرع فلسطين حماد أبو فرية، على أن رجال الإصلاح والشخصيات الوطنية لهم دورًا كبيرًا في حماية المجتمع الفلسطيني من النزاعات الداخلية، لافتًا إلى أن دورهم لا يقتصر على الجانب الاجتماعي فقط بل يشمل الجانب الوطني والسياسي أيضًا.
وأوضح أن اتحاد القبائل العربية عبارة عن حركة ثقافية اجتماعية تلعب دورًا هامًا في الساحة الفلسطينية على مستوى تفرعاتها، كما له دور أساسي وميميز في رفض كافة المشاريع التصفوية التي تسعى للنيل من وحدة الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة.