بالتفاصيل : ما هي العملية القسامية التى كشفتها إسرائيل ووصفتها بالسيناريو الخيالي .. ؟!

القسام
حجم الخط

 نقلت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية عما تسمى فرقة غزة في جيش الاحتلال أن كتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس تنوي تنفيذ عملية كبيرة جنوب الأراضي المحتلة، مشيرة إلى أنّ القسام لم تبلغ القيادة السياسية للحركة عن تفاصيل العملية حفاظًا على السرية.

وزعم تقرير صادر عن الصحيفة أن القسام يقوم بتجهيز الأنفاق ويطلق الصواريخ التجريبية ويتدرب بشكل جيد للتعامل مع إسرائيل بشكل مختلف عن أي مواجهة سابقة بينهما.

وادعى التقرير أنّ حماس غير راضية عن نتائج المواجهة الأخيرة مع الاحتلال خلال حرب غزة الأخيرة، معللة ذلك بأنّ حماس تريد فك الحصار كاملاً، وإنهاء الأزمة الاقتصادية في غزة.

وفي هذا السياق، قال محلل الشؤون العربية في موقع "واللاه" العبري، آفي يسخاروف إنّ حماس تخطط خلال المعركة المقبلة للانقضاض باتجاه المستوطنات، أو مواقع عسكرية، بهدف القضاء على عدد أكبر من الجنود والمستوطنين.

وأضاف أنه بالعين المجردة من الممكن رؤية ظاهرة جديدة تدور قريبًا جداً من الحدود مع غزة، المزيد من عناصر حماس يتحركون على بعد مئات الأمتار من السياج الحدودي.

وتابع: "وجزء منهم يعملون في الجانب الآخر من الحدود في إطار النشاطات الأمنية الاعتيادية، بينما يتدرب آخرون في المعسكرات المقامة قريباً جداً من الحدود، كالموقع الذي أقيم على أرض مستوطنة "دوغيت".

وأشار إلى أنّ هناك احتمالية لا يمكن استبعادها أن هذه التحركات تهدف لأن يعتاد جيش الاحتلال هذه التحركات رغمًا عنه، ووجودهم على بعد 300 متر من الحدود يمنحهم الفرصة للانقضاض المفاجئ إلى داخل المستوطنات حال اندلاع حرب أو تصعيد.

وأردف في المقابل من الممكن أنْ يكون هدف تلك التدريبات، هو خلق حالة ردع أمام جيش الاحتلال على الحدود مع قطاع غزة.

وقال بات من الواضح أنّ حماس تدرب قواتها في الآونة الأخيرة، ليس فقط على إطلاق الصواريخ أو عمليات الكوماندوز الخاصة من البحر،  بل على خطط المشاة والقتال في المناطق المأهولة داخل المستوطنات، وذلك في إطار فصيل سريّ، بل حتى كتيبة.

وأضاف أنّ محاولات حماس لاقتحام مستوطنات حدثت بالفعل خلال الحرب الأخيرة، خلال الاقتحام الذي تمّ من البحر، وكذلك نية القيام بعملية كبيرة عبر الأنفاق التي حفرت بمنطقة كرم أبو سالم.

وأشار إلى أنه من المحتمل أن تقوم حماس بخطوة إضافية إلى الأمام وكجزء من عملية البدء بالحرب، وأنْ تحاول مباغتة إسرائيل بانقضاض العشرات من رجال القسام باتجاه السياج الحدودي وخطف جنود.

وتساءل الكاتب هل هذا سيناريو خيالي؟ مشيرًا إلى أنه في إحدى التدريبات التي أجرتها حماس تمّ رصد أكثر من 100 عنصر سويةً، وهم يتدربون على الانقضاض والاقتحام، على حد قوله.

وتابع قائلاً إنّه بشكلٍ موازٍ  تواصل حماس التمسك بوسائل أخرى لتستخدمها في الحرب المقبلة: أعمال الكوماندوز، إنتاج مكثف لقذائف الهاون قصيرة المدى بما فيها ذات الرؤوس المتفجرة الكبيرة، وبالتأكيد مشروع الأنفاق، جميع ذلك يهدف بالأساس إلى خلق حالة ردع أمام جيش الاحتلال.

إلى ذلك، قال عضو الكنيست الإسرائيليّ عومري بارليف، قائد وحدة (مطكال) النخبويّة سابقًا، قال إنّ حالة الردع الإسرائيلية دفنت بين الكثبان الرملية في غزة، ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير جيش الاحتلال موشيه يعلون عاجزين عن الرد على حماس.

وأضاف بارليف في تصريحات لصحيفة "معاريف" العبرية إنّ نتنياهو ويعلون يدفنان رؤوسهما في الرمال، عجزا عن الرد على حماس، وحفر الأنفاق كما هو، وإطلاق الصواريخ مستمرة في السقوط في مستوطنات الجنوب والرد الإسرائيلي أصبح فاترًا باستهداف عقارات فارغة، وبعدها اكتفينا بقصف كثبان رملية، على حدّ تعبيره.

وتابع قائلاً إنّه كان يجب ربط إعمار غزة وفتحها على العالم الخارجي مقابل تجريدها من السلاح، لكن عجز يعلون ونتنياهو سيوصلنا إلى حرب جديدة مع حماس ربمّا تكون أكثر صعوبة من سابقاتها.

وخلُص بارليف إلى القول إنّ نتنياهو ويعلون كان يجب عليهما أخذ زمام المبادرة بعد الحرب الأخيرة خاصة في ظل وجود ائتلاف إقليمي مساعد مثل مصر والسلطة الفلسطينيّة والسعودية، على حدّ تعبيره.

وذكرت صحيفة رأي اليوم أن الخبير الإستراتيجيّ الإسرائيليّ، شلومو بروم، من مركز أبحاث الأمن القوميّ التابع لجامعة تل أبيب، رأى أنّ لإسرائيل مصلحة حقيقية في تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار مع حماس، لافتًا إلى أنّ الوضع بقطاع غزّة هو قنبلة قابلة للإنفجار في أيّ لحظة، وبالتالي، فإنّ إسرائيل مُلزمة بالعمل على تحسين الأوضاع في القطاع.

وعبّر عن شكوكه الكبيرة في أنّ حكومة نتنياهو الحاليّة معنية أوْ قادرة على حلّ المشاكل مع حماس، وبالتالي فإنّه لا نيّة لديها بالتوصل إلى هدنةٍ طويلة الأمد مع حماس، وأنْ تدفع ثمن ذلك، على حدّ تعبيره.

وقال إنّ المُحاولات لتثبيت الهدنة ستستمر، ولكن من غير المؤكّد أنّها ستنجح، مُحذّرًا في الوقت نفسه من أنّ رفع سقف التوقعات لتحسين دراماتيكيّ في الأوضاع بالقطاع هو خطير للغاية، لأنّ الفشل في ذلك سيؤدّي لتأجيج الأوضاع في المنطقة، وسيزيد من احتمالات اندلاع المُواجهة المُقبلة مع حماس، على حدّ تعبير الباحث الإسرائيليّ.