قبل ساعات من ضرب إعصار "هاغيبس" شواطئ اليابان، فجر يوم السبت 12 أكتوبر، شهد السكان المحليون منظراً نادراً تحولت فيه السماء إلى اللون الأرجواني المدمج مع الوردي.
وتوجه السكان إلى مواقع التواصل الاجتماعي لتبادل صور الظاهرة الغريبة التي وقعت مع اقتراب العاصفة، وبلغت سرعة رياحها (180 كلم/الساعة)، وارتفعت فيها الأمواج إلى 12 مترا، بالإضافة إلى هطول الأمطار.
وتنبأ البعض بأن لون السماء الغريب كان بمثابة نذير شؤم يعد بدمار قادم، لكن السماء الأرجوانية هي في الواقع حدث يسبق أو يلي الإعصار أو العاصفة القوية، نتيجة لظاهرة الطقس المسماة "التبعثر"(scattering) .
ويحدث "التبعثر" عندما تؤثر الجسيمات والجزيئات الصغيرة في الجو باتجاه الضوء، ما يؤدي إلى تشتته.
وتميل العواصف والأمطار الغزيرة إلى التخلص من الجزيئات الكبيرة، التي تمتص المزيد من الضوء وتنتشر عبر الأطوال الموجية بشكل متساو، ما يؤدي إلى ظهور درجات حرارة منخفضة، وهو بالتالي ما يجعل الألوان الحقيقية للسماء أكثر حيوية.
وأوضحت عالمة الأرصاد الجوية الأمريكية، لورين راوتينكرانز، أن هذه الظاهرة شوهدت في فلوريدا بعد إعصار "مايكل" في عام 2018.
وأضافت: "عندما ينزل ضوء إشراق أشعة الشمس إلى الأرض، فإن معظم ألوان الطيف قادرة على الوصول إلى السطح دون انقطاع، لكن الأطوال الموجية الأقصر (الأزرق والبنفسجي)، منتشرة في كل اتجاه، وهذا الضوء ينتعش من جسيم إلى جسيم حتى يصل في النهاية إلى عيوننا".
وتابعت قائلة إن الهواء يصبح مشبعا للغاية، مع ارتفاع نقاط الندى واقتراب الغيوم من الأرض، وإذا كانت الشمس وقت الشروق أو وقت الغروب، فبإمكاننا رؤية اللون الحقيقي للسماء.
وقالت راوتينكرانز: "هذا المزيج يسمح لأعيننا برؤية ألوان السماء الحقيقية، لأن اللون البنفسجي موجود هناك، ولكننا لا نستطيع رؤيته عادة".
وعلى الرغم من أن الألوان الأرجوانية والزهرية الزاهية للسماء ذات خلفية جميلة ومثيرة، إلا أنها تخفي في الواقع وعدا بالدمار الذي سيجلبه الإعصار إلى المنطقة.