مع ارتفاع وتيرة التهديدات الإسرائيلية بشنّ حرب مفتوحة ضد قطاع غزّة، وتشابه الأجواء الحالية إلى حدٍ كبير مع أجواء ما قبل الحرب الأخيرة على القطاع في صيف العام 2014، وذلك في ظل استمرار التصعيد المؤقت الذي تشنّ فيه طائرات الاحتلال غارات ضد أهداف في القطاع ينجم عنها خسائر وشهداء، وإطلاق المقاومة الصواريخ صوب مستوطنات الغلاف.
وفي ظل المطالبات الحكومية الإسرائيلية بشنّ عملية عسكرية واسعة النطاق ضد قطاع غزّة، تشمل الدخول البري، والتي جاءت على لسان وزير الأمن الداخلي جلعاد أردان وغيره، بات المواطن الفلسطيني يعيش حالة من الترقب الحذر لما ستؤول إليه الأوضاع.
الخبير في الشأن العسكري، اللواء واصف عريقات، قال: إنّ "العملية العسكرية جزء من عقيدة إسرائيل العسكرية، القائمة على العدوان وإبقاء الغير تحت الضرب، حيث تعودت على تصدير أزماتها من خلال الحروب، ومن أبرزها الأزمة الإقليمية، وخلافات الجيش، والانتخابات، وعدم المقدرة على تشكيل حكومة".
من جهته، أوضح المختص في الشأن الإسرائيلي، عليان الهندي، أنّ الأوضاع الحالية قائمة على التطورات فوق الأرض، بحيث إذا قُتل مستوطنين في إطلاق الصواريخ فقد تندلع مواجهة عسكرية شاملة، مُتوقعاً اندلاع مواجهة شاملة في ظل توتر الأجواء السياسية "الإسرائيلية" وحالة الصراع الراهنة بين نتنياهو وغانتس.
وبيّن عريقات خلال حديثه لوكالة "خبر" أنّ الأزمات "الإسرائيلية" الراهنة قد يتم تحويلها إلى عدوان عسكري، مُضيفاً: "هناك أصوات تقول إنّ العملية العسكرية لن تُجدي نفعاً، وبتقديري مستبعدة في الوقت الحالي، ولكنّ أمام القيادة اليمينية المتطرفة فإنّ الأبواب مفتوحة لإمكانية اندلاع المواجهة العسكرية".
وتابع الهندي: "ربما يتخذ نتنياهو قرار التصعيد التدريجي الذي سيُؤدي إلى حرب، خاصة أنّه قبل 10 أيام اتخذ مثل هذا القرار، في ظل اعتقاده أنّ الحرب ستؤدي إلي نجاحه في الانتخابات وتشكيل الحكومة"، مُنوّهاً في ذات الوقت إلى أنّ الاتصالات التي جرت خلال الأيام الأخيرة أعادت الأمور إلى سابق عهدها.
المواجهة الشاملة
وحول إطلاق الصواريخ قبل أيام، أكّد عريقات على ضرورة توحيد قرار المقاومة الفلسطينية وعدم إعطاء إسرائيل الأعذار، مُوضحاً أنّ القيادة السياسية في "إسرائيل" غير قادرة على إقناع العسكريين، وذلك لعدم مقدرة جيش الاحتلال على استعادة قوة الردع.
ورأى الهندي أنّه لا مفر من المواجهة الشاملة، لأنّ "إسرائيل" تعتقد أنّ غزّة عائقاً أمام حياتها في الوقت الراهن، لكنّ القيادة العسكرية لدى الاحتلال ترى بأنّ التهدئة هي الحل الأمثل.
ولفت عريقات إلى أنّ فرص التهدئة تتساوى مع العدوان، خاصة أنّ "إسرائيل" غير معنية بالتصعيد العسكري، مُبيّناً أنّ المواجهة قد تندلع في حال إطلاق صواريخ من غزّة ومقتل مستوطنين، أو تنفيذ الاحتلال عملية اغتيال، ومع ذلك فإنّ كلا الطرفين لا يرغبان بالتصعيد.
وقال الهندي: إنّ "إسرائيل تُحمل حماس مسؤولية ما يجري في غزّة، ومع ذلك فإنّ التركيز الأخير كان على شخص بهاء أبو العطا، وفي حال نفَذّت عملية اغتيال ستندلع المواجهة"، مُتوقعاً في ختام حديثه اندلاع مواجهة شاملة تؤدي إلى خسائر كبيرة.
يُذكر أنّ المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية "الكابينت" عقد أمس اجتماعًا بشأن الوضع الأمني في قطاع غزّة، حيث قرر عدم المبادرة والانجرار في عملية عسكرية بالقطاع، والتركيز على الجبهة الشمالية مع سوريا ولبنان.