يسعى المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الاستراتيجية – مسارات إلى خلق بيئة شبابية متنوعة ومتنورة في الفكر والثقافة وذلك من خلال اتاحة الفرصة للشباب الفلسطيني في المشاركة ببرامج تدريبية تزيدهم وعياً ومعرفة، وطرح وجهة نظرهم حول مجمل القضايا السياسية المختلفة التي لها علاقة مباشرة بالنظام السياسي ومنظمة التحرير الفلسطينية، إضافة إلى أهمية تعلم الفكر الجمعي والتشارك وأثارهما الإيجابية في عملية البناء السياسي والوطني السليم، ومناقشة الأفكار البناءة لتجاوز الأزمة وحالة التشظي داخل مكونات الشعب الفلسطيني.
عادة ما تطلق البرامج التدريبية حول مجموعة من القضايا الأساسية التي تهم الشباب الفلسطيني ولا سيما عملية اشراكهم في صنع القرار السياسي الفلسطيني والتمثيل داخل الهيئات، إضافة إلى الاتفاق على سبل مواجهة التحديات التي تواجه الشعب والقضية الفلسطينية برمتها.
فلا شك أن حالة التشظي الحاد بين مكونات الشعب الفلسطيني أثرت بشكل سلبي على واقع عمل وأداء مؤسسات (م ت ف) باعتبارها البيت المعنوي والجامع للكل الفلسطيني، وتراجع كبير في الدور الوظيفي للسلطات الحاكمة، مما أظهرت انعكاسات سلبية على واقع الحياة الفلسطينية بشكل عام.
ففي ظل البرامج التدريبية المنظمة والمكثفة من قبل مركز مسارات بشكل خاص والمؤسسات الأخرى بشكل عام، والتي تتراكم معرفة الشباب من خلالها، نستطيع أن نقول بأنه يمكن أن يكون للشباب دور محوري ورئيسي في عملية البناء الوطني، فهناك مهام ومسؤوليات كبيرة لبناء المستقبل المنتظر، وهذا يمكن تحقيقه في حالة واحدة وهي ضرورة توفير إرادة شبابية حقيقة يخضع الكل الشبابي لها، مما يتطلب ذلك توفير حاضنة حقيقية قادرة أن تحفظ الحق الشبابي وصون حريته في كل مكان وزمان، ويتحقق هذا من خلال تعزيز دور الشباب في التغذية الوطنية والمعرفية، واطلاق عنان أفكارهم وتطبيقها بشكل ممنهج نحو اتجاه العمل المؤسساتي الوطني والمدني والذي يمكن أن يقود الشباب لمرحلة أفضل.
والسؤال، هل يمكن تحقيق الهدف الشبابي المنشود؟ باعتقادي نعم، إن الشباب الفلسطيني قادر أن يحقق هدفه لكن ضرورة تهيئة العقل وتوفر النوايا الإيجابية نحو وحدة شبابية على أسس وطنية سليمة سيكون هو المدخل الأساسي في تشكيل حالة ضاغطة على صناع القرار الفلسطيني، وهذا يقودنا لاتباع خطوات هامة ومنها: ضرورة التنسيق الكامل بين مركز مسارات كمركز مهتم بالشأن الشبابي والمراكز الرديفة الأخرى ومؤسسات (م ت ف) ذات الصلة، إضافة إلى ضرورة تنظيم برامج تدريبية شبابية ذات الفكرة والمضمون في كافة أماكن التواجد الفلسطيني مما تساهم في إعداد كادر واعِ وعلى معرفة بحقوقه وواجباته، والعمل على إقامة مخيمات شبابية تعزز من أواصر العلاقة بين أبناء الشعب الواحد في الداخل والخارج، وذلك مما يدعم سرعة تحديد أليات الضغط والمناصرة على صناع القرار السياسي لإنهاء حالة التشظي والتشرذم.
ومن خلال الرؤية والتجارب السابقة نجد أنه من الضروري عقد اتفاق شبابي فلسطيني يشمل الداخل والشتات من أجل بلورة استراتيجية واقعية حول الأفكار التي ستطرح مع ضرورة تحديد سقف زمني محدد، وبالطبع هذا يحتاج إلى المزيد من البرامج التدريبية الرامية إلى خلق بيئة توعوية ومعرفية مناسبة تحدد احتياجات ومتطلبات الشباب الفلسطيني، ويكون نجاح ذلك بتظافر الجهود المجتمعة بين المؤسسات الرسمية الفلسطينية ومنظمات المجتمع المدني من أجل ضمان وصول صوت الشباب وتحقيق مطلبهم العادل من قبل الجهات المختصة.