الضم الزاحف: واشنطن تكبح جماح نتنياهو

حجم الخط

بقلم: ايتمار آيخنر


ضم أم لا؟ هذا هو السؤال. بعد الإعلان الاحتفالي، الثلاثاء الماضي، في البيت الأبيض كان من المتوقع للحكومة أن تنعقد الثلاثاء القادم كي تقر بسط السيادة الإسرائيلية على المستوطنات في "يهودا" و"السامرة"، وغور الأردن وشمال البحر الميت.
ولكن قبل لحظة من تحريك دولاب الضم بدا واضحاً أنهم في واشنطن يرفعون القدم عن دواسة الوقود ويبردون بعض الشيء إحساس النشوى في اليمين.
وأوضحت محافل في الولايات المتحدة، بمن فيهم السفير في إسرائيل، ديفيد فريدمان، أول من أمس، أنه يجب الانتظار حتى تشكيل اللجنة المشتركة التي تدرس إذا كان قرار الضم يتطابق وتفاصيل صفقة القرن.
في اليوم التالي للإعلان عن خطة السلام بدت مسألة الضم مهزلة أكثر من أي شيء آخر. ففي الإحاطة للمراسلين بعد عرض الصفقة قال رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، إنه سيرفع لجلسة الحكومة، الأحد القادم، مشروع قرار للضم الفوري لغور الأردن والمستوطنات في "يهودا" و"السامرة".
ولكن بعد بضع ساعات من ذلك بدأ البيت الأبيض يعرض مواقف متضاربة مع مواقف نتنياهو.
فقد قال المستشار الكبير للرئيس ترامب، جارد كوشنير: "لا أعتقد أن نتنياهو سيرفع للحكومة يوم الأحد مشروع قرار بالضم".
وسارع وزير السياحة، يريف لفين، الذي يتواجد مع نتنياهو في واشنطن للإيضاح بأن قرار الضم سيتأجل إلى يوم الثلاثاء.
ولكن كوشنير لم يكن الوحيد في الإدارة، الذي وضع بسط السيادة على نار هادئة، وجعل مسألة التوقيت غامضة.
بعد ذلك أوضح السفير فريدمان بأنه يجب الانتظار حتى تشكيل اللجنة التي تحدث عنها ترامب في خطابه في الاحتفال في البيت الأبيض. "هذه عملية تتطلب جهدا، دقة، ودراسة"، شدد فريدمان، وأضاف: "يجب التأكد من أن الضم يتطابق والخارطة التي في خطتنا".
ومع ذلك، تحفظ في أقواله وقال: "سأترك لحكومة إسرائيل أن تقول كيف تعتزم التقدم، هي تفعل ما تفعله وعندها تقام اللجنة ونبحث في الخطة ونفحصها وفقا للتسوية. لن أجري تخمينات كم من الوقت سيستغرق هذا".
بعد ذلك أكد البيت الأبيض الأمر، وبعث تلميحات واضحة بأن الأميركيين يعارضون الضم قبل تشكيل اللجنة المشتركة.
كما أن جيسون غرينبلات، المستشار السابق لترامب ومن مهندسي صفقة القرن، صب ماء باردا وقال في إحاطة لمنظمة الاتحادات اليهودية لشمال أميركا إنه "في الجانب الإسرائيلي يجب أن يمر موضوع الانتخابات، ولكن حتى ذلك الحين لن تكون تقدمات في موضوع الخطة".
وسارع مصدر في حاشية رئيس الوزراء للإيضاح: "في ديوان رئيس الوزراء يعملون بنشاط على إعداد القرار. يدور الحديث عن دراسة مركبة تتضمن، ضمن أمور أخرى، خرائط وصوراً جوية ويأملون باستكمالها في أقرب وقت ممكن".
أما ردود الفعل من اليمين على "الفرملة" من جانب الإدارة الأميركية فلم تتأخر. فقد قال وزير الدفاع، نفتالي بينيت، إنه أمر بتشكيل طاقم خاص مهمته ستكون تطبيق بسط القانون الإسرائيلي في "يهودا" و"السامرة" وغور الأردن.
"سيبدأ الفريق العمل فوراً، وسيضم كل محافل الأركان في الجيش الإسرائيلي، في الإدارة المدنية، وفي مكتب منسق الأعمال وفي الوزارات المختلفة"، قال. "قريبا سيتعين عليهم أن يقدموا الخدمات لنصف مليون إسرائيلي يسكنون في يهودا والسامرة".
آييلت شكيد هي الأخرى حثت نتنياهو على بسط السيادة على المستوطنات في "يهودا" و"السامرة" قبل الانتخابات: "لم يقم المستشار القانوني الذي يوقف هذا"، قالت شكيد في استوديو "واي نت"، "قصة حكومة تصريف الأعمال هي اختراع المحكمة".
وفي خلفية التخوف من التصعيد في الضفة الغربية بعث رئيس السلطة الفلسطينية، أبو مازن، أول من أمس، رسالة لنتنياهو اتهمه فيها بإدارة الظهر لاتفاقات أوسلو.
وحسب التقرير، نقل الرسالة وزير الشؤون المدنية، حسين الشيخ، من خلال وزير المالية، موشيه كحلون.
وإلى ذلك قال مستشار أبو مازن، نبيل شعث، إنه في أعقاب التطورات السياسية للجانب الفلسطيني الحق في اتخاذ خطوات يراها مناسبة في موضوع التنسيق الأمني، اتفاقات باريس، والاتفاقات الأخرى الموقعة بين الطرفين.
كما عزز الجيش الإسرائيلي كتيبة الدورية في لواء غولاني في "يهودا" و"السامرة" وفي فرقة غزة، إلى جانب طواقم خاصة من وحدات "أغوز" و"مجلان"، وستبقى طواقم التعزيز في المنطقة على الأقل حتى نهاية الأسبوع لمهام الحراسة وإحباط أحداث أمنية محتملة في المفترقات المركزية وفي محطات الباصات.

عن "يديعوت"