قوة إسرائيل أمام اختبار التحديات في الشرق الأوسط

حجم الخط

بقلم: أودي ديكل


تزداد الأخطار التي تهدد إسرائيل في ظل فضاء شرق أوسط ضعيف وهش، تزايد مناطق القتال ومراكز عدم استقرار فيه، مرتبط أحدها بالآخر؛ وهناك صعوبة في تقدير تداعيات غير مقصودة لعملية عسكرية وسياسية؛ عمليات تعلُّم وتحسُّن متواصلة لدى أعداء إسرائيل، الذين يستغلون التكنولوجيا المتقدمة التي هي في متناول اليد ورخيصة؛ وصعوبة متزايدة في التحقق من عالم الروايات المتناقضة والتشكيك بالحقيقة، التي تضر بطبيعة باتخاذ القرارات.
عدد من كبار المصممين يمكنهم خلق تغييرات كبيرة. عرض رئيس الاستخبارات العسكرية، الوف تمير هايمن، ثلاثة تغييرات. التغيير الأول هو جمع قدرة نووية من قبل إيران. الثاني، ثقوب في المحور الشيعي في أعقاب تصفية قائد "قوة القدس"، الجنرال قاسم سليماني، على فرض أنه "يوجد من يحل محله، لكن من المشكوك فيه أن يكون له بديل". حوّل سليماني المحور الشيعي من نظام تنظيمات الى نظام جيوش، يحتاج الى جهاز للقيادة والسيطرة وبنى تحتية إدارية. ومن سيحل محله سيجد صعوبة في الحفاظ وعلى الدفع قدما بهذا المشروع المعقد. الثالث، صفقة القرن، التي أطلقها الرئيس الأميركي ترامب من اجل حل النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين، لها إمكانية كامنة لزعزعة التوازن الحالي في النظام الإسرائيلي – الفلسطيني، وعلاقات إسرائيل مع الدول التي توجد لها معها اتفاقات سلام، الأردن ومصر، وبالأساس إذا رأت إسرائيل شرعية في خطة ترامب لتفرض بصورة أحادية القانون الإسرائيلي (الضم) على المستوطنات في الضفة الغربية وعلى غور الأردن.

علاقات القوى بين الدول العظمى
منافسة على السيطرة العالمية: قدّر مستشار الأمن القومي السابق في الولايات المتحدة، الجنرال اتش.آر ماكس ماستر، أن الصين ستواصل دمج العدوان الاقتصادي مع التجسس الدولي، لا سيما التكنولوجي، من اجل السيطرة على الاقتصاد العالمي. في هذا الإطار ستحاول السيطرة على مواقع استراتيجية مثل الموانئ في إسرائيل. وفي ظل غياب منافسة مضادة من جانب أميركا وأوروبا فإن الصين ستتحول الى عدوانية أكثر. وبالنسبة لطرق العمل التي يجب على الغرب اتباعها في مواجهة هذا التهديد قال ماستر: "يجب تحويل ما تعتبره الصين نقطة الضعف الأكبر لدينا الى مصدر للقوة – الديمقراطية وسلطة القانون والإعلام الحر وحرية التعبير. وإذا لم تتصادم الولايات المتحدة مع الصين في عدة قضايا فلا يوجد أي شيء يقيدها كي تقوم بتوسيع نشاطاتها وتأثيرها العالمي".
ما زالت الولايات المتحدة القوة الاقتصادية والعسكرية المهيمنة. ولكن مقاربة الرئيس ترامب، "أميركا أولا"، تبعدها عن تحالفات وتعاون دوليين. وحسب أقوال محافظ بنك إسرائيل السابق، ستانلي فيشر، تضعف هذه المقاربة أيضا شبكة التجارة العالمية، وستؤدي الى مخاطرة بركود عالمي في العقد القادم. إضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي تنازل الولايات المتحدة عن مكانة السيد الى فقدان أجهزة الرقابة على انتشار السلاح النووي.
مصالح الولايات المتحدة في الشرق الأوسط تتغير: حسب أقوال الجنرال جوزيف ووتل، قائد قيادة المنطقة الوسطى الأميركية الأسبق، تعتمد الولايات المتحدة بشكل أقل على موارد المنطقة مقارنة بما كان في السابق. ومع ذلك، الولايات المتحدة ما زال مطلوبا منها التدخل في الشرق الأوسط بسبب المنافسة مع روسيا والصين على النفوذ الإقليمي، وإزاء التحدي السلفي – الجهادي الذي يبحث عن فرص محلية كي ينمو من جديد. بعد تصفية سليماني زادت دافعية الولايات المتحدة للاستمرار في استخدام الضغط الاقتصادي والعسكري على النظام في إيران.
توجد صعوبة في تشكيل تحالف في الشرق الأوسط ضد المحور الشيعي. تلاحظ واشنطن، الآن، وجود شراكة ضئيلة في المنطقة يمكنها الاعتماد عليها. وبقيت إسرائيل الحليفة الوحيدة التي يمكن الاعتماد عليها. هكذا يمكن أن تلقى عليها مسؤوليات كبيرة، عندما ستقرر الإدارة سحب قواتها من سورية ومن العراق، أو في حينه من شأن إسرائيل أن تحارب أيضا من أجل المصالح الأميركية.

صفقة القرن
في أعقاب نشر خطة ترامب للتسوية بين إسرائيل والفلسطينيين (أثناء افتتاح اللقاء) تم تحليل ثلاثة سيناريوهات رئيسية:
·فحص وتأجيل – على خلفية رفض الفلسطينيين للخطة فإن إسرائيل توافق عليها من ناحية المبدأ، لكنها تقرر عدم اتخاذ أي خطوات دراماتيكية الى حين موعد الانتخابات (آذار 2020). وإضافة الى ذلك أعلنت بأنها تدعو السلطة الفلسطينية من أجل مناقشة تطبيق الخطوات المفصلة فيها بعد الانتخابات.
· بداية تطبيق تدريجي وإبقاء مجال للمفاوضات – توافق إسرائيل على الخطة على أساس رؤيتها كفرصة لتشكيل استراتيجية متطورة. ومع ذلك، تظهر اهتماما بالتعاون من جانب السلطة وتحاول استغلاله في عملية تسوية. اذا رفضت السلطة فإن إسرائيل لن تنتظر وستبدأ بتنفيذ خطوات لتطبيق الخطة، من خلال ابقاء الباب مفتوحا لانضمام الفلسطينيين بعد ذلك. الخطوات الأولى يمكن أن تكون فرض القانون على المستوطنات في "يهودا" و"السامرة"، لكن دون تغيير الواقع اليومي في المنطقة.
· ضم أحادي الجانب – توافق إسرائيل على الخطة مع استغلال رفضها من قبل الفلسطينيين كفرصة لتشكيل المنطقة حسب شروطها. في هذا الاطار سيفرض القانون الإسرائيلي مرة واحدة على غور الأردن والمستوطنات (حسب مسار الخطة)، مع استعداد لمواجهة التأثيرات السلبية للعملية على الساحة الفلسطينية وعلاقاتها مع الفلسطينيين، وعلى شبكة علاقاتها في الساحة الاقليمية، لا سيما في الساحة الشمالية، والساحة الدولية. في اللقاء تم تحليل تداعيات "صفقة القرن"، وقد تم طرح عدة أفكار.
· بخصوص السيناريوهات الثلاثة في فترة السنوات الخمس، حسب رأي خبراء شاركوا في اللقاء، لن تقوم دولة فلسطينية ذات سيادة. أي أنه لن يكون واقع دولتين لشعبين. اضافة الى ذلك، في ظل غياب وحدة فلسطينية واستمرار تفكك المجتمع الفلسطيني من الداخل يمكن أن تنهار السلطة الفلسطينية بعد انتهاء حكم رئيس السلطة محمود عباس (أبو مازن). وجد المتحدثون صعوبة في إمكانية رؤية المصالحة ووحدة داخلية فلسطينية، حتى في الرد على التطبيق التدريجي لخطة ترامب من قبل إسرائيل.
· لا تسمح الخطة باقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة، وعمليا هي تقسّم الكيان الفلسطيني، الذي سيكون مسجوناً داخل إسرائيل، إلى ستة كانتونات منفصلة بحيث تسيطر إسرائيل على المداخل والمخارج وعلى محاور الحركة وعلى المعابر للسلطة الفلسطينية. والدليل على ذلك أنه تم التركيز على الخوف من أن خطوات ضم أحادية الجانب من قبل إسرائيل بحجم كبير (غور الأردن وجميع المستوطنات) ستسرع انحلال السلطة الفلسطينية و"إعادة المفاتيح" لإسرائيل. معنى ذلك هو أنه سيكون على إسرائيل السيطرة على المنطقة، ومن خلال ذلك الاهتمام برفاه واحتياجات 2.5 مليون فلسطيني دون مساعدات خارجية. هكذا سيتحقق واقع دولة واحدة تتناسب بدرجة كبيرة مع رغبة عدد كبير من طبقة الشباب الفلسطيني الذين يعتقدون أنه قد انقضى عهد المقاومة من اجل استقلال فلسطيني الى جانب دولة إسرائيل، لذلك يجب السعي الى وضع دولة واحدة مع مساواة في الحقوق لجميع السكان.
· عدم القدرة على تطبيق الخطة بمحض الإرادة وبخطوات إسرائيلية أحادية الجانب ستنهي حل الدولتين، ستبتعد الادارة الأميركية – الجمهوريون والديمقراطيون – على حد سواء والمجتمع الدولي عن محاولة تطبيق حل النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين، وستترك إسرائيل لمواجهة المشكلة الفلسطينية وحدها. واستمرارا لهذا السيناريو تم التقدير بأن ادارة ديمقراطية بالتحديد يمكنها أن تفرض على إسرائيل منح حقوق كاملة لجميع السكان الذين يوجدون بين النهر والبحر. ومعنى هذا هو انتهاء الحلم الصهيوني بدولة يهودية.
· بالنسبة لمن يؤيدون عملية الضم، من الأفضل لهم واقع ضم فعلي على واقع شرعي. مع ذلك، يحرف نشر الخطة الانتباه عن الضم الزاحف والهادئ الى الضم المعلن والفعلي، الذي يمكن أن يضخ طاقة جديدة في ساحة النزاع. قبل اتخاذ قرار ضم المنطقة المختلف عليها، يجب الأخذ في الحسبان بأنه في الوقت ذاته يقومون بضم مشاعر الكراهية والغضب والانتقام. وبناء على ذلك فإن عملية ضم دون موافقة يمكن أن تؤدي إلى أعمال العنف وعدم الاستقرار المتواصل.
· الأردن في الحقيقة يفضل وجودا عسكريا إسرائيليا في غور الأردن كجزء من الترتيبات الأمنية في إطار اتفاق بين إسرائيل والفلسطينيين، لكنه يرفض ضما سياسيا للغور من قبل إسرائيل، الذي يعني بالنسبة له تعزيز النظرة الى المملكة كوطن بديل للفلسطينيين وضعضعة أسسها. أي الغاء خيار الدولة الفلسطينية المستقلة نظريا وعمليا.
·الحفاظ على خيار الدولتين بكل الطرق كأفق للفلسطينيين، اذا اقتنعوا في المستقبل بتبني مبادئ من خطة ترامب كقاعدة للتسوية مع إسرائيل؛ وذخر من الأمور الشرعية لدولة إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية أمام الساحة الاقليمية والدولية، كقيمة ستدعم علاقات إسرائيل مع الولايات المتحدة، وايضا في اليوم الذي سيعود فيه الى البيت الابيض رئيس ديمقراطي؛ ودرع امام محاولة فرض تسوية الدولة الواحدة على إسرائيل، أو أنه سينشأ على الأرض واقع الدولة الواحدة. ويجب التركيز على أن خيار الدولتين هو المفضل بالنسبة للجمهور اليهودي في إسرائيل – 55 في المئة. و70 في المئة يؤيدون الانفصال عن الفلسطينيين.

الساحة الشمالية
جرت أثناء المؤتمر لعبة حرب في الساحة الشمالية. وقد تبين خلالها أن جميع اللاعبين معنيون بالامتناع عن شن حرب. تطور السيناريو من رد الى عملية لإسرائيل في اطار "المعركة بين حربين" ضد التمركز العسكري الإيراني في سورية وضد مشروع تحسين دقة الصواريخ، وفي الوقت ذاته المس بالقوات الأميركية الموجودة في العراق من قبل المليشيات المحلية التابعة لإيران. وتم الاثبات ايضا بأنه بسبب القوى الضابطة، إضافة الى تخوف جميع اللاعبين من الحرب، فإن الوجود المؤثر لروسيا والولايات المتحدة في الفضاء بقي يشكل فرصة لحدوث "معركة بين حربين" بهدف صد بناء آلة الحرب الإيرانية ومنعه.
· إيران تسعى الى ابعاد خطر الحرب عن حدودها وتفضل المس بقوات التابعين الشيعة الذين هم غير إيرانيين، وليس المس بقواتها. بالنسبة لها، ساحة التصعيد المفضلة على إسرائيل هي الفضاء السوري الذي لا يوجد فيه، الآن، رأي عام يغلي ضدها والخسائر المتوقعة بالنسبة لها بسبب التصعيد قابلة للاستيعاب – ضرب وسائل قتالية ومبعوثين. ستفعل إيران كل ما في استطاعتها كي لا تتورط في حرب مع الولايات المتحدة. وفي الوقت ذاته ستقوم بتشغيل مبعوثيها في العراق من أجل ضرب القوات الأميركية لتسريع تطبيق نية الرئيس ترامب سحب قوات الجيش الأميركي من العراق ومن سورية.
· تعتبر إسرائيل سورية الحلقة الأكثر ضعفا في المحور الشيعي. ولكن التهديد الرئيسي على إسرائيل يأتي من لبنان، من جانب القدرات العسكرية لـ"حزب الله" – آلاف الصواريخ، التي عدد منها دقيق، وقذائف وطائرات بدون طيار هجومية وقوات كوماندوز تستطيع اختراق الحدود. وبناء على ذلك، لبنان هي جبهة التهديد الرئيسية ويقدر بأنها ستستغل التصعيد من اجل المس بصورة شديدة بـ"حزب الله" – قدراته العسكرية وبنيته التحتية القتالية الداعمة. افضلية العملية في جبهة لبنان تنبع أيضا من كون "حزب الله" الفرع الإيراني الرئيسي، ولبنان هي الدولة التي تقع تحت التأثير الاكبر لإيران. والمس بسورية يمكن أن يشكل جهاز انتهاء للمعركة في الساحة الشمالية. حيث يتم التقدير بأنه في ذلك الوقت ستضع روسيا كل ثقلها من اجل انهاء سريع للقتال من اجل الحفاظ على نظام الأسد وتقليص الأضرار في سورية.
· "حزب الله" غير معني في هذه الأثناء بالحرب. أيضا إيران، سيدته، معنية بمواصلة الحفاظ على قدرة التنظيم ليوم النداء – الصراع حول قدرتها النووية. بناء على ذلك، يتوقع أن تقود إيران سيناريو التصعيد المراقب، الذي في نهايته ستتحقق صورة رادعة قوية لـ"حزب الله" والنظر إلى حسن نصر الله كوريث لسليماني. "حزب الله" سيختار العملية التي تستطيع إسرائيل استيعابها – مهاجمة أهداف عسكرية فقط في أراضي إسرائيل – التي في إطارها سيسعى إلى قول كلمته الأخيرة: رسالة تقول إن كل عملية إسرائيلية سيكون مقابلها رد.
·  الولايات المتحدة لا تريد حربا، لكنها ايضا لا تهرب منها. لذلك، يتوقع أن ترد بقوة على المليشيات العراقية بسبب المس بجنودها وأن تؤيد بصورة مطلقة إسرائيل، وايضا ستقيد الجيش الإسرائيلي في العمل في الساحة العراقية. ايضا يتوقع أن تقوم الولايات المتحدة بكل ما في استطاعتها لابقاء إيران خارج الحرب، سواء لأنها غير معنية بمواجهة عسكرية مباشرة مع إيران أو بسبب التخوف من تداعيات المواجهة على حلفائها في الخليج الفارسي.
· ستجني روسية معظم المكاسب من تصعيد متحكم به بسبب موقفها كوسيط بين اللاعبين المتطرفين. مع ذلك، روسيا من شأنها أن تخسر الكثير في حرب ستحدث في سورية، بالأساس في أعقاب التهديد الفعلي الذي سينشأ في أعقاب ذلك على نظام الأسد.

الوضع في سورية
خلافا للنظرة السائدة فإن الحرب لم تنته، حيث يستمر إضعاف أجهزة الدولة في سورية، ولا يوجد مصدر قوة رئيسي يمكنه فرض القانون والنظام والأمن الداخلي والاستقرار؛ ونظام الأسد أعاد كما يبدو سيطرته على 70 في المئة من أراضي الدولة. ولكن في أرجاء الدولة لا توجد خدمات أساسية مثل الكهرباء والغاز. واقتصاد الدولة انهار ولا يوجد من يعيد تأهيله؛ اتفاقات استسلام المتمردين والتفاهمات التي بلورتها روسيا تم محوها؛ واعادت اوساط في "الجهاد الاسلامي" تأهيل نفسها وتنفيذ العمليات "الارهابية"؛ وتسعى روسيا الى تأسيس نموذج سيطرة مركزي، في حين أن إيران في المقابل تبني وتشغل مليشيات اقليمية ومحلية أقوى من الجيش السوري، حيث يحصل المقاتلون على شروط خدمة محسنة مقارنة مع التي يعطيها لمقاتليه.
ستواصل إيران اتباع سياسة عدائية للحفاظ على نفوذها الإقليمي الذي حققته في الأساس في السنوات الخمس الأخيرة. وأيضا ردا على الضغط الكبير الذي تستخدمه ضدها الولايات المتحدة والذي يعتبر في طهران موجها من أجل إسقاط النظام. أبقت تصفية سليماني لإيران حسابا مفتوحا مع أميركا، والرد المتوقع لها هو التركيز على جهودها لتنغيص حياة القوات الأميركية الموجودة في العراق وبالتالي انسحابها. هذا السلوك يؤدي في هذه المرحلة بالرئيس ترامب الى تأجيل انسحابها.

الخلاصة
الوضع الاستراتيجي لإسرائيل متطور مقارنة مع ضعف وهشاشة محيطها الإقليمي. أعداء إسرائيل، لا سيما إيران واتباعها، غير معنيين بمواجهة تؤدي إلى وضع حرب مع إسرائيل، وهم يخشون من تدخل الولايات المتحدة في القتال الى جانب إسرائيل. مجال العمل لإسرائيل في "معركة بين حربين"، والذي هو تحت مستوى الحرب، لم يتم إغلاقه. لذلك، فإن إسرائيل ستواصل جهودها لتعويق وتشويش بناء آلة الحرب الإيرانية المتطورة في الساحة الشمالية. مع ذلك يجب عليها أن تأخذ في الحسبان نقاط الضعف لدى أعدائها والامتناع عن استغلال الفرص العملية دون فحص التداعيات الاستراتيجية. ومن الناحية السياسية، استغلال ما يظهر كفرصة من أجل جني أرباح فورية، خاصة ضم مناطق في "يهودا" و"السامرة"، سيصعب في المستقبل عملية الانفصال السياسي والجغرافي والديمغرافي عن الفلسطينيين. وبهذا سيتم فتح الباب أمام تسرب نقاط الضعف الفلسطينية والإقليمية إلى داخل إسرائيل وسيؤدي الى تآكل في قوتها.

عن "هآرتس"