استبعد عضو المجلس الثوري لحركة فتح، الأمين العام للتجمع الإسلامي المسيحي، ديمتري دلياني، أنّ يكون هناك انقلابًا في الدور الوظيفي للاتحاد الأوروبي الذي وضعته الولايات المتحدة والإدارات الأمريكية المتكررة على مدار 25 عامًا، وذلك في ضوء الإعلان عن مبادرة أوروبية لاعتراف مشترك بالدولة الفلسطينية ردًا على ما تُسمى بـ"صفقة القرن".
دور وظيفي
وقال دلياني في حديثٍ خاص بوكالة "خبر": "إنّ الاتحاد الأوروبي لعِبَ دور الممول لاستمرار الوضع القائم لسياسات الاحتلال التوسعية الاستيطانية في الضفة الغربية والقدس، بالإضافة لاستمرار حصار قطاع غزّة منذ العام 2007".
وأضاف: "بالتالي سنكون واهمين إنّ اعتقدنا أنّ الاتحاد الأوروبي سيخرج قيد أُنملة عن دوره الوظيفي؛ خاصةً في ظل نفوذ دولة الاحتلال والإدارة الأمريكية داخله"، مُردفاً: "يكاد أنّ يُسيطر بشكلٍ كامل على قرارات عدد من الدول فيما يخص الشرق الأوسط، كدولة المجر وغيرها".
ولفت إلى أنّ الاتحاد الأوروبي يُعاني من أزمات تحول دون إحداث انقلاب في سياسية في الشرق الأوسط، كـ" تصاعد اليمين الشعبوي وخروج بريطانيا منه؛ وبالتالي هو ليس في أحسن حال للقيام بهذه الخطوة".
وعقد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي المكون من 27 دولة، أمس، اجتماعاً شهرياً في بروكسل لبحث التطورات في المنطقة، لاسيما الخطة الأمريكية للسلام.
وقال مسؤول الإعلام والاتصال بالاتحاد الأوروبي في القدس شادي عثمان، للصحفيين في رام الله: "إنّ ملف عملية السلام في الشرق الأوسط أحد القضايا المطروحة على طاولة الاجتماع".
وتابع عثمان: "الجانب الأوروبي يبحث عن موقف موحد واضح وثابت يلتزم بمعايير الشرعية الدولية، ويُؤكّد على أنّ الطريق لحل الصراع هو من خلال مفاوضات مباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي مبنية على المرجعيات الدولية".
وأشار إلى أنّ الخطة الأمريكية طُرح عليها الكثير من التحفظات من الجانب الأوروبي باعتبارها تبتعد عن المعايير الدولية المتفق عليها، مُوضحاً أنّ الاتحاد مستمر في دعمه لمبدأ حل الدولتين على حدود 67 والعمل على حمايته.
وأكّد عثمان على أنّ دعم الاتحاد الأوروبي لرؤية حل الدولتين من خلال تقديم مساعدات على الأرض في الضفة الغربية وقطاع غزة وشرق القدس ومواقف سياسية وأفكار معينة يتم مناقشتها مع الجانب الفلسطيني والأطراف ذات العلاقة.
وفيما يتعلق بتأجيل الاتحاد الأوروبي الاعتراف بالدولة الفلسطينية، رأى دلياني أنّ من لم يحرك ساكنًا حينما اعترفت الولايات المتحدة بالقدس عاصمةً لدولة الاحتلال، لنّ يُحرك ساكنًا حين تقوم "إسرائيل" بطريقة أحادية الجانب وغير شرعية بضم الأغوار.
وأردف: "من يُؤمن بحل الدولتين ويعترف بدولة واحدة فهو منافق، ومن يريد حل الدولتين عليه أنّ يعترف الآن وبدون انتظار أي أحداث قادمة".
رؤية وليس "صفقة"
وفي ذات السياق حذّرَ دلياني من التساوق مع مصطلح "صفقة"، قائلاً: "لا يوجد شيء اسمه صفقة؛ لأنّ استخدامها يدل على وجود طرفان يقبلانها، ولكنّ يُوجد "رؤية صهيونية يمنية متطرفة"، حيث يشترك الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأمريكية في الأيدولوجية التي تنبع منها ويريدان تطبيقها".
وشدّد على أنّ إعلان الإدارة الأمريكية عن الرؤية، يعني أنّها لا تحظي بأي شرعية أو قيمة على الأرض؛ لأنّها تنتقص من حقوق الشعب الفلسطيني، مُوضحاً أنّ الشعب الفلسطيني كما أسقط رؤي ومبادرات سابقة، قادرٌ على إسقاطها بالوحدة الوطنية للكل الفلسطيني.
المخرج هو عودة مبادرة الرباعية العربية
وعن البديل الوطني لمواجهة الصفقة، قال دلياني: "البديل هو العودة لمبادرة الرباعية العربية عام 2016 والتي تقوم أولاً على إعادة الوحدة لحركة فتح، وثانياً إنهاء الانقسام، وثالثاً الانقضاض على العالم بقوة اقتصادية للعالم العربي لنفرض الرؤية السياسية المضادة للرؤية الأمريكية -الإسرائيلية".
وأوضح أنّ هذه "الفرصة" تم فقدانها قبل أربع سنوات، برفض القيادة الفلسطينية لها"، مُستدركًا: "لو قبلت القيادة بمبادرة الرباعية العربية لما وصلنا للوضع الحالي من التفتت واستفراد الاحتلال والإدارة الأمريكية بنا".
واستبعد أنّ يأخذ العالم مبادرة الرئيس محمود عباس القائمة على عقد مؤتمر دولي للسلام وإنشاء آلية دولية متعددة الأطراف أساسها الرباعية الدولية ودول أخرى، كبديل على رؤية ترمب- نتنياهو؛ لأنّ العالم ينظر لنا كشعب مفتت، مُتسائلاً: "لماذا يعطينا أي شيء، وقد منحنا الاحتلال كل شيئ بانقسامنا؟ً".
وختم دلياني حديثه، بالقول: "لن تنجح أي مبادرة فلسطينية ما لم تقم على مبادرة الرباعية العربية وإصلاح البيت الداخلي وتقوية العلاقات، ومن ثم يمكن الانطلاق بيدٍ واحدة لمواجهة الاحتلال، وغير ذلك كلام فارغ وتسويق داخلي لا قيمة له في عالم السياسة وصناعة القرار".