يتربع وادي الربابة "أحد أحياء بلدية سلوان" جنوبي المسجد الأقصى على مساحة تبلغ 210 دونمات، يعيش فيها ثمانمائة مقدسي في ظروف حياتية قاسية، سببها مضايقات أذرع الاحتلال المختلفة سعياً لطردهم من أراضيهم.
وبدأت سلطات الاحتلال عبر إحدى محاكمها بالمدينة المقدسة، في اتخاذ إجراءات عملية للنهب والسيطرة، على أراضي وادي الربابة؛ بدعوى إقامة حدائق عامة وبناء جسر بطول 197 متراً وبارتفاع 30 متراً يربط بين حي الثوري ومنطقة النبي داود مرورا بحي وادي الربابة.
وسُمي وادي الربابة بهذا الاسم لأنّه ضيق من الأعلى، ويبدأ بالاتساع تدريجياً باتجاه الأسفل، وهو مشابه لآلة الربابة الموسيقية العربية القديمة. لكنّ هذه التسمية تُعد حديثة مقارنة بالتسمية القديمة، حيث أُطلق على الوادي في الفترة الكنعانية اسم "جاي هنوم" وتعني وادي جهنم، أما كبار السن من المقدسيين فيسمونه "المنطقة الحرام" باعتباره الخط الفاصل بين شطري المدينة الشرقي والغربي.
بدوره، حذّرَ رئيس لجنة الدفاع عن حي سلوان بالقدس المحتلة، فخرى أبو دياب، من خطورة قرار إحدى محاكم الاحتلال، بالاستيلاء على أراضي "وادى الربابة" ببلدة سلوان في المدينة المقدسة مؤخرًا.
وقال أبو دياب في حديثٍ خاص بوكالة "خبر": "إنّ الاحتلال يُحاول السيطرة على وادي الربابة؛ نظرًا لأهميته الجغرافية والاستراتيجية، باعتباره الجسر الرابط بين أحياء سلوان في القدس الشرقية والغربية".
وأضاف: "الوادي يقع على مساحة 210 دونم جنوبي المسجد الأقصى، ويبعد حوالي 400 إلى 500 متر من السور الجنوبي للأقصى".
وأشار إلى وجود أماكن أثرية عديدة بالوادي، كأشجار الزيتون المعمرة منذ 800 إلى 900 عام، بالإضافة لوجود أكبر خزان مياه في القدس، حيث يقوم الاحتلال يوميًا بسحب آلاف الأمتار المكعبة منه.
وبيّن أبو دياب أنّ الوادي مرًَ منه الخليفة المسلم عمر بن الخطاب عام 16هـ، بالإضافة لوجود الدير اليوناني "دير الندم" الذي يؤكد حادثة "يهودا الإسخريوطي" أحد تلاميذ سيدنا عيسى عليه السلام.
وعن عمليات التهويد الاستيطانية بالوادى، قال أبو دياب: "إنّ الاحتلال ينوى إقامة قطار هوائي؛ وبحاجة لبنية تحتية؛ ولذلك السيطرة على الوادي ستُمهد الطريق أمام الرحلة الأولى للمشاريع التهويدية".
وكشف أنّ السيطرة على الوادي بشكلٍ عام ستُمكن الاحتلال من الوصول لباب المغاربة ومحاصرة حى سلوان بالكامل والمسجد الأقصى كذلك.
ولفت إلى أنًها ليست المرة الأولى التي يُسيطر فيها الاحتلال على أراضي الوادي، فقد استغل جولات التصعيد في غزّة وأقدم على السيطرة على 100 دونم.
وحذّر أبو دياب من خطورة عمليات السيطرة على الوادي التي تُهدد (100) منزل ومسجد بالهدم والترحيل، مُوضحاً أنّ الاحتلال يُؤخر عمليات الاستيلاء والسيطرة عليه، بعد الهبات الشعبية والفعاليات الرافضة للتهويد، ولكنّه لم يُلغيها.