يستعد الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة لاستقبال شهر رمضان المبارك بأجواء البهجة بحلول الشهر الكريم، رغم الأوضاع الكارثية التي يشهدها العالم بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد، والتي أطلقت بظلالها على القطاع المحاصر منذ 13 عاماً وما يزيد.
ورغم الظروف الراهنة إلا أنّ أجواء رمضان حاضرة ككل عام في قطاع غزّة، والتي يُعبر عنها البعض بتزيين البيوت والمحال التجارية بـ"فانوس رمضان، وحبال الإضاءة"، وذلك ترحيباً منهم بحلول الشهر الكريم.
وفي ظل جائحة "كورونا" التي أجبرت الملايين حول العالم على التزام بيوتهم وعدم مغادرتها إلا للضرورة، اتخذ البعض من تواجده البيت مصدراً لكسب الرزق، خاصةً في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية في مختلف دول العالم عموماً وفي قطاع غزّة المنهك بالأساس على وجه الخصوص.
"صابرين خاطر" فتاة من غزّة استطاعت أنّ تستثمر وجودها في البيت بصناعة "فوانيس رمضان"، مستوحيةً تلك الفكرة من صناعتها سابقاً لمجسمات يتم بيعها في المناسبات، حيث قررت تطوير عملها إلى صناعة "الفوانيس" باستخدام خامات بسيطة ومتنوعة.
وقالت خاطر: "إنّه رغم الظروف الاقتصادية الصعبة بسبب وباء كورونا، إلا أنّ الناس تُحاول إسعاد نفسها بأقل الإمكانيات كتزيين بيوتهم، مثلما اعتادوا على ذلك في كل عام، احتفالاً بقدوم شهر رمضان المبارك".
وحول الخامات المستخدمة في صناعة الفوانيس، أوضحت: "أقوم بصناعة الفوانيس المضيئة بخامات عدة منها الفوم، والكرتون المقوى، وأعواد الخشب، ومسدس شمع، والغراء، والإكسسوارت الخاصة بتزين الفوانيس، وغمازات للإضاءة، من أجل جذب انتباه الناس لصناعاتي".
وأضافت: "في البداية أقوم بتصميم القالب ووضع مقاييس خاصة لكل حجم ومن تم تطبيقه، حيث قمت بصناعة خمس أحجام من الفوانيس، بدءًا من فوانيس الأطفال التي تطلبها المحال التجارية، والكبيرة الحجم التي تُستخدم في تزيين البيوت".
وبالحديث عن بداية الفكرة، قالت: "بدأت العمل بهذه المهنة مند 3 سنوات من خلال صناعة فانوس لعائلتى، والذي نال على إعجاب أقاربي، ومن هنا جاءت فكرة صناعة كميات من هذه الفوانيس كمقدمة لبيعها في الأسواق وتوفير مصدر دخل لأسرتي".
وتابعت: "بعد تخرجي من الجامعة صنعت كمية كبيرة من الفوانيس، تُقدر بحوالي 200 فانوس تم بيعهم في السوق، وبعد نجاح المشروع وإقبال الناس على شراء هذه الفوانيس، أنشأت صفحة عبر الفيس بوك باسم "وعد للأشغال اليدوية" وبدأت بنشر أعمالي الفنية على الصفحة كالمجسمات ووسائل تعليمية وتوزيعها في جميع المناسبات مثل الأفراح، وعيد الأم، وعيد الحب، وعيد الأضحى والفطر وغيره".
ولفتت خاطر إلى أنّ صناعتها "الفوانيس" لا تستمر على مدار شهر رمضان، وذلك لأنّ الإقبال عليها قبل بدء الشهر وفي أول أيامه، مُوضحةً أنّه تقوم ببيع "الفوانيس" من خلال صفحتها عبر "فيسبوك" وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي، باعتبار ذلك مصدر رزق لها ولأسرتها.