دفعت جائحة كورونا العالمية العديد من العقول إلى البحث في سبل ابتكار ما يُمكّن العالم من مواجهة هذا الوباء كلٌ حسب علمه ومعرفته، خاصةً في قطاع غزّة المحاصر الذي يفتقد لكثير من المواد الطبية.
المهندس غسان القيشاوي من سكان مدينة غزّة، تمكّن خلال فترة الجائحة من استخراج الكحول الطبية بنسب ومواصفات جيدة، حيث قال لمراسل وكالة "خبر" إنّ جميع المواد المستخدم في استخراجه طبيعية، ويتم الاعتماد في إنتاجه على سكر القصب.
وأوضح القيشاوي أنّه يتم تخمير السكر بمساعدة بعض العناصر المنشطة، مُضيفاً: "يتم تحويل السكر ما بين 24 إلى 36 ساعة إلى غاز، ثم التبخير والتكثيف مرةً أخرى لتحويله إلى كحول".
وتابع: "وصلنا في إنتاج الكحول الطبي إلى نسبة 70 بالمائة من المرة الأولى، وبالتكرير الثاني نصل إلى 80 و85 بالمائة"، مُبيّناً أنّه أمر ليس بالسهل خاصة أنّ المواد المستخدمة طبيعية، ما قد يؤدي لاحتراق بعض المكونات، فيما يصل الكحول الصناعي إلى 99 بالمائة.
وأشار إلى أنّ مادة الكحول عبارة عن "مذيب عام" وتدخل في جميع الصناعات، ومن أهمها جل التعقيم الذي بدأ استخدامه بكثرة في ظل جائحة كورونا، مُوضحاً أنّ تصنيع "جل التعقيم" يعتمد على الكحول الإيثيلي.
وبيّن القيشاوي أنّ الكحول تدخل أيضاً في صناعة الكثير من الروائح مثل "ماء الورد، والياسمين، لافتاً إلى أنّه في ظل وجود المادة الطبيعية المستخرجة يُمكن صناعة الزيوت الطيارة.
استخراج الخل وبداية الفكرة
قال القيشاوي إنّه في الوضع الطبيعي تستغرق صناعة الخل ما بين 30 إلى 40 يوم، وذلك بواسطة تخمير الفواكه في ظروف هوائية، ولكنّ مع وجود الأوكسجين يتم تسريع هذه العملية، بحيث يتم استخراج خل "PH5" في غضون أسبوعٍ واحد.
من جهته، أكّد الإداري بالمشروع زكي القيشاوي، على أنّه تم دراسة البدء في إنتاج المحول والتوجه رسمياً إلى وزارة الاقتصاد، لفحص المنتج والحصول على التراخيص اللازمة، لافتاً إلى أنّه تم إجراء عدد من الفحوصات للمنتج، للتأكد من مطابقته للمواصفات العالمية.
من جانبها، أوضحت الإدارية بالمشروع سعاد القيشاوي، أنّه بعد انتشار جائحة كورونا في العالم، وبداية سياسة إغلاق معابر قطاع غزّة، نشأت فكرة عائلية لإنتاج الكحول لسد احتياج السوق المحلي من مادة الكحول الطبية.