قال عضو مجلس النواب الأردني سعود أبو محفوظ، إنّ مشروع الضم "الإسرائيلي" لأجزاء من الضفة الغربية وغور الأردن والبحر الميت، بمثابة عدوان سافر ومباشر على الأردن الذي لديه اتفاقية مع "العدو الصهيوني" في إشارة لاتفاقية وادي عربة، لافتاً في ذات الوقت إلى أنّها اغتيال وشطب لإمكانية وجود دولة فلسطينية.
واعتبر أبو محفوظ في حديثٍ خاص بوكالة "خبر" أنّ قرار الضم، تكريسٌ ليهودية دولة الاحتلال "الإسرائيلي" ويهودية العاصمة وتوطئة لإعلان "إسرائيل" الكبرى في الأول من يوليو/ تموز 2020.
كما حذّر من خطورة القرار على الأردن، مُضيفاً أنّه "بمشروع الضم تكون إسرائيل قد نقلت الخط الأخضر من غرب الضفة الغربية إلى الحد الأردني مباشرةً".
وبيّن أنّ مشروع الضم سيؤدي إلى مصادرة حوالي 27% من مساحة الضفة الغربية التي فيها 170 مليون متر مكعب من المياه الجوفية؛ وبالتالي القرار سطوٌ مباشر على الأرض الفلسطينية.
ويقضي الاتفاق الموقع بين رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو وشريكه في الائتلاف الحكومي المرتقب بيني غانتس، بالبدء في طرح مشروع قانون لضم غور الأردن والمستوطنات الإسرائيلية بالضفة الغربية المحتلة مطلع يوليو/تموز المقبل.
وتُشير التقديرات الفلسطينية إلى أنّ الضم سيصل إلى أكثر من 30 بالمائة من مساحة الضفة الغربية المحتلة.
وبالحديث عن خيارات الأردن لمواجهة مشروع الضم الإسرائيلي، قال أبو محفوظ: "إنّ الأردن دومًا يتلقى تجاوزات وسلسلة اعتداءات من العدو الصهيوني"، مُردفاً: "الأردن ليس وحيدًا وليس منعزلاً ولا ضعيفًا إذا نوى؛ لأنه يمتلك الكثير من أوراق القوة".
واستبعد أنّ يتم إلغاء اتفاقية وادي عربة ردًا على مشروع الضم؛ لأنّها مفروضة ولم تأت بإرادة شعبية؛ بدليل أنّه لا يوجد تطبيع حقيقي مع الشعب الأردني، وما يزال التطبيع رسمياً فقط بعد مرور 25 عاماً على المعاهدة.
ونصت معاهدة وادي عربة على أنّ الهدف منها هو تحقيق سلام عادل وشامل بين البلدين استناداً إلى قراري مجلس الأمن 242 و338 ضمن حدود آمنة ومعترف بها، ولتحقيق السلام المنشود ينبغي –كما جاء في الديباجة– تخطي الحواجز النفسية بين الشعبين الأردني والإسرائيلي.
وقال أبو محفوظ: "كان هناك توجهات أردنية عليا فيها نفس جديد في خطاب العرش عندما تم الإعلان عن عدم التجديد في الباقورة والغمر، الأمر الذي لاقى ارتياحاً هائلاً لدى الأردنيين".
وكان العاهل الأردني قد حذّر من إقدام الاحتلال عمليًّا على ضم أجزاء من الضفة الغربية في يوليو/ تموز، مُوضحاً أنّ ذلك سيؤدي إلى صدام كبير مع الأردن، وأنّ القادة الذين يدعون إلى حل الدولة الواحدة لا يعلمون تبعاته.
وختم أبو محفوظ حديثه، بالقول: "إنّ القرار خطير جداً ويتحمل مسؤوليته الاحتلال والإدارة الأمريكية التي تحتكم إلى تطرف عقدي يعشعش في كل زوايا الطبقات السياسية للإدارة لأمريكية".