يُصادف اليوم الأربعاء الأول من تموز، الذكرى الـ26 لعودة الرئيس الراحل ياسر عرفات إلى أرض الوطن، حين استقبلته الجماهير بحماسة بالغة مرددة هتافات "بالروح بالدم نفديك يا أبو عمار".
ففي الأول من تموز من عام 1994 كانت فلسطين على موعد خاص مع وصول أبو عمار، حيث كانت تلك هي الـمرة الأولى التي يعود فيها إلى أرض الوطن، في إطار اتفاق أوسلو.
وفي الساعة الثالثة من بعد الظهر، قبّلَ عرفات أرض الوطن على الجانب الآخر من الحدود وأدّى الصلاة شكراً وحمداً لله على العودة إلى وطنه بعد 27 عاماً من الغياب القسري.
وكانت الجماهير تنتظره على أحر من الجمر، حيث كانت اللحظات مفعمة بالعواطف والمشاعر، وكان الصخب هائلاً، كما اكتظ ميدان الجندي الـمجهول في غزّة بعشرات الآلاف من المتعطشين إلى رؤيته.
وتوجّه عرفات بعد ذلك إلى مخيم جباليا الذي انطلقت منه الانتفاضة، وقال هناك: "لنتحدث بصراحة، قد لا تكون هذه الاتفاقية ملبية لتطلعات البعض منكم، ولكنها كانت أفضل ما أمكننا الحصول عليه من تسوية في ظل الظروف الدولية والعربية الراهنة'.
وفي اليوم التالي، عبَر قطاع غزّة بسيارته، متوقفاً من حين لآخر لمصافحة الناس، وفي الثالث من تموز انتقل عرفات من غزّة إلى أريحا على متن طائرة مروحية، وخرجَ المواطنون لاستقباله بحماسة أعادت إلى الأذهان مشاهد غزّة.
وفي المقر الجديد للسلطة الجديدة في مدينة أريحا، أدّت الحكومة الفلسطينية الأولى اليمين الدستورية، وبعد عشرة أيام من عودته لأرض الوطن، بدأ ياسر عرفات يستعد لمغادرة تونس إلى الوطن ليستقر نهائياً فيه، حيث جرى له وداع رسمي بتونس، في الثاني عشر من تموز.
وفي اليوم ذاته، وصل أبو عمار إلى غزّة وفور وصوله توجه إلى مكتبه، وعقد أول اجتماع مع القيادة الفلسطينية.