مرور الأول من يوليو، دون تنفيذ قرار الضم لأجزء من الضفة الغربية وغور الأردن، رغم صدور القرار "إسرائيليًا"، والحديث في ذات الوقت بأنّ موعد الضم ليس مقدسًا، كشف عن وجود خلافات "إسرائيلية" على الضم ولكنّه لن يمنع الضم وإنّما قد يؤجله أو يُقلصه، إضافةً إلى أنّه كشف عن وجود حسابات أمريكية تحول دون إعطاء ضوء أخطر لـ"إسرائيل" للبدء بالتنفيذ.
صراع الضم
بدوره، رأى المختص في الشأن الإسرائيلي نظير مجلي، أنّ عدد من العوامل أثرت على تنفذ قرار الضم "الإسرائيلي"؛ الأمر الذي أدى لتأجيل القرار، وذلك ليس فقط في الولايات المتحدة الأمريكية رغم أنّها عنصر أساسي ومهم.
وقال مجلي في حديثٍ خاص بوكالة "خبر": "إنّ بعض الأطراف داخل حكومة الاحتلال الإسرائيلي نفسها وداخل المؤسسة العسكرية والأمنية في الجيش والمخابرات يُعارضون الضم"، مُردفًا: "يوجد أيضاً معارضة للمخطط في الشارع الإسرائيلي، وكذلك ضغوط من الأوروبيين، عدا عن الموقف الأردني الصارم في هذا المجال المسنود عربيًا وأوربيًا".
وبيّن أنّ المفاوضات بمختلف الاتجاهات تُجرى حول الضم؛ ليُقلص 30% من مساحة الضفة الغربية إلى ما هو جزئي أكثر ورمزي وأكثر، لافتاً إلى أنّ المستوطنين يُريدون منذ البداية ضم غور الأردن، وذلك باعتبار المستوطنات أمر واقع على الأرض وبإمكان تأجيل فرض السيادة "الإسرائيلية" عليها.
وأشار مجلي إلى وجود صراع حول مخطط الضم، سواء على مستوى "إسرائيل" نفسها أو على المستوى "الإسرائيلي-الأمريكي".
غانتس لا يملك "فيتو" على الضم
وبشأن عدم وجود إجماع إسرائيلي على قرر الضم، أوضح مجلي أنّه توجد أكثرية داخل الكنيست لتمرير قرار الضم، مُستدركًا: "لكنّ توجد أقلية داخل الحكومة الإسرائيلية معارضة وترفض الضم مثل حزب أزرق- أبيض".
ونوّه إلى أنً هذا الحزب في الاتفاقية الائتلافية لا يوجد له حق " الفيتو" لمنع الضم، موضحًا أنه وفقًا للاتفاقية الائتلافية، يؤيد حزب" أزرق- أبيض" الضم، مستدركًا: " ولكنه وضع شروطًا، بأن يكون هناك تفاهم مع دول المنطقة في قرار الضم".
واستدرك: "من يستطيع أنّ يمنع هو الجيش والمخابرات، بالقول إنها ستؤدي لضرر كبير وخطر انفجار انتفاضة"، مُنوّهاً إلى أنّها لن تمنع الضم، ولكنّ قد تؤجله أو تُقلصه، في حين أنّ الاتجاه يستمر حول وجود شيئ وإنّ كان رمزياً.
فوز بايدن والضم
وبشأن انعكاسات حالة عدم اليقين الأمريكي من الضم على مستقبل نتنياهو السياسي، قال مجلي: "إنّ الموقف الأمريكي تراجع عن إعطاء الضم الكامل؛ نتيجة للحوارات الأمريكية العربية".
واستطرد: "تراجع أيضاً نتيجة لقراءة الولايات المتحدة للخارطة في الداخل الإسرائيلي، ولأنّ العلاقات الفلسطينية الإسرائيلية تُبيّن له أنه من الممكن أنّ يؤدي إلى ضرر للسياسية الأمريكية في المنطقة".
وقال: "إنّ وجود جائحة كورونا كأزمة في الولايات المتحدة وقرار إجراء الانتخابات الأمريكية في وقت مبكر بأكتوبر المقبل، تخلق أوضاعًا جديدة من الممكن أنّ تجعل شروط واتجاهات أمريكية جديدة للتراجع عن الضم بالشكل الذي كان مقررًا".
ونبّه إلى أنّ هناك حسابات بين "إسرائيل" وأمريكا في هذا الاتجاه، مُضيفاً: "هم يتساءلون ماذا لو سقط دونالد ترمب في الانتخابات القادمة؟ هل هذا الأمر سيكون مريحًا لإسرائيل مع الضم؟".
كما بيّن أنّ اليمين "الإسرائيلي" يُريد حسم هذا الأمر، واستغلال الفرصة الحالية مهما كان الثمن، وذلك باتخاذ القرار فوراً وتجاهل الموقف والوضع الأمريكي.
وتابع مجلي: "هناك قوى عديدة في اليمين الأمريكي لا تذهب بهذا الاتجاه وتقول إنّه سيخلق ضرراً استراتيجياً لإسرائيل في علاقتها المستقبلية مع الولايات المتحدة".
وأضاف: "في حال فوز جو بايدن المنافس لترامب عن الحزب الديمقراطي، سيعاقب إسرائيل"، مُؤكّداً في ذات الوقت على أنّ بايدن والجزب الديمقراطي مؤيدين لـ"إسرائيل".
واستطرد: "الديمقراطيون لديهم شروط ومفاهيم أخرى للصراع الإسرائيلي - الفلسطيني"، مُستدركاً: "إذا سقط ترمب، فإنّ بيدن لن يذهب باتجاه خريطة الضم".
وختم مجلي حديثه، بالقول: "إنّ بايدن لديه رؤية أخرى مبنية على أساس حل الدولتين القريب من مفاهيم وأفكار كلينتون والأفكار العربية والفلسطينية تجاه حل الصراع".