بقلم: الكـاتب والبـاحث الاقتصـادي صلاح حمدان

غزّة تُحب الحياة

صلاح حمدان
حجم الخط

غزة - وكالة خبر

غزة تحب الحياة ، بل تتعالي لأن تحتضن ما تبقى من أمل لديها ، لإعادة بث الروح لأهلها ، ولمن أصابهم الجلل ولمن عاشوا ويلات الحروب والحصار والآلام , غزة تحلم بالحرية التي يتفقدونها فأمانيهم أصبحت حلماً لكل مواطنٍ، يعيش أحلام الخروج من السجن الكبير , غزة التي يحلم أهلها بالتحليق في بالسماء عاليا كباقي دول العالم فغزة التي تحب الحياة فهي مصنع الرجال الذين يبحثون دائما دون ملل أو كلل  إلى أن يصنعوا الحياة لأهلها ولو بتقديم القليل من تخفيف ما يصيبهم , غزة التي تحب الحياة برجالها ونسائها يحبون الحياة لأنهم لا يأبهون أن يروا أبنائهم وأبناء هذا الوطن يعانون الويلات والآلام والجراح .

غزة التي تعشق ان تسير نحو الحرية فلها السلام ، حين تشرق الشمس في نهارها ، وحين تغيب في أحضان البحر. سلامآ عليكي ياغزة ، لأنكي تمنحي الحب كل ثانية لأهلك رغم محطات الآلام والجراح، فهنا تمنحنا نجوم بالسماء هؤلاء الجنود خلف قبضان الحياة كل ثانية . سلام على غزة السلام منبع الرجال ومنبع الإخلاص والحرية لمن يعيشون لأهلها ولمن يضحون لوطنها ولمن يتطلعون لخدمة أبناء الوطن الواحد  .

كل شيء في زمان الـقـهـر الذي تعيشه غزة قـد يـطـولْ مـا عــدا عـمــر الـهـزيـمـة لم ولن يدوم , نحنُ شعب غزة لا نـحتاجُ مؤتمرات ولا نحتاج لقاءات ولا نحتاج أن يغني أحد علي شواطئها كي يحن عليها الأغراب نحن بحاجة لهؤلاء الذين يضرعون أملآ في تقديم العون ودعم صمود الشعب وتخفيف ألآم أمهات أوباء وأبناء وأطفال هذا الشعب فنحن ليس بحاجة لكل من يغني من أجل أن يخدم مصالحه الشخصية علي ظهر شعبة ، فشعب غزة الذي يحب الحياة بحاجة ماسة لهؤلاء الأشخاص الذين يعيشون آلام شعبهم ويتطلعون الي رؤيته في السماء عاليا , الذين يتصارعون الي تقديم آمالهم وتقديم دعمهم في تخفيف الآلام عن الشعب ولو بتقديم القليل.

 ومن هذا المنطلق وجراء جائحة كورونا التي أصابت القطاع منذ أيام بادر الصديق رجل الأعمال الفلسطيني المهندس مدحت أبوجبل بإطلاق حملة غزة تحب الحياة  أول من ناد بدعم بمثل هذه المبادرات ودعم أهل القطاع من خلال أطلاق مبادرته (غزة تحب الحياة )  ، من أجل تقديم يد العون الي الأسر الفقيرة وأصحاب الدخل المحدود ، جراء الآثار التي ترتبت عليهم جائحة فيروس كورونا .لنثبت للعالم أجمع أن لدينا رجال شرفاء هدفهم وهمهم كيفية خدمة أبناء شعبنا حيث أطلق الصديق المهندس مدحت أبوجبل حملته من خلال مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك وكتب علي صفحته الشخصية :

الأصدقاء الأعزاء
غزه تحب الحياه
جميعنا يعلم ان إمكانيات غزة ونظامها الصحي به كفاءات عاليه ولكن ينقصه الإمكانيات والأجهزة اللازمة لمواجهة كورونا .
استطاعت غزه ان تحافظ علي نفسها قدر المستطاع بإمكانياتها المتواضعة .
اكتشاف حالات إصابة في غزه امر طبيعي ... دول عظمي وصلها الفيروس .
لا داعي للتهويل والقلق الزائد .
الوقاية خير من العلاج ..
الالتزام بتعليمات وزارة الصحة امر هام
نحن شعب الجبارين لكننا ليس شعب المتهورين ...
التهور غير مقبول في هذه الأوقات .
حتماً ستمر هذه الأزمة بسلام ...
نحتاج الي تكاتف الجميع كل في مكانه ..
هناك عائلات ستمر في ظروف معيشية صعبة لانهم من اصحاب الدخل المحدود ويعملون يوم بيوم ..
يجب علينا ان نقف وقفة رجل واحد ونساعد بعضنا البعض قدر المستطاع .
اتمني ان تنتهي هذه الأزمة بأسرع وقت وهذا لن يأتي الا بالتزامنا بتعليمات الصحة .
اللهم سلم غزه واهلها
ان فيها شعب طَيب يستحق الحياه
انتظرونا في حملة
غزه تحب الحياه

وبدورنا نشكر أبوجبل علي هذه اللفتة الرائعة في التطلع الي تقديم يد العون لأهل بلده وشعبة وبدورنا نناشد جميع الشرفاء الي المضي قدما في مثل هذه المبادرات فغزة التي تحب الحياة بحاجة ماسة لجهود مثل جهود أبوجبل في ظل الحصار الإسرائيلي الذي يعانيه القطاع وفي ظل الانقسام الأسود الذي يعاني منة الوطن لأكثر من 13 عامآ , أن جائحة فيروس كورونا زادت العبء على القطاع الصحي في غزة بالإضافة إلى التحديات التي كان يواجها من نقص للأجهزة والأدوية والمستهلكات الطبية التي تصل إلى نسبة 50% وأن حوالي 69% يعانون من انعدام الأمن الغذائي في قطاع غزة، منهم 47% يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، 22% بشكل معتدل ناهيك عن زيادة نسبة الفقر والبطالة . 80% من السكان يعتمدون على المساعدات الغذائية.
الوضع الصحي في قطاع غزة شبيه بكتلة ضبابية سوداء فلا زال يعاني من النقص في الحاجات، على جميع الأصعدة، في الموارد والأدوية والمستهلكات والأدوات والقوى البشرية أيضاً .

ختاماً: من هذا المنطلق نحن بحاجة ماسة لمبادرات مثل هذه المبادرة التي أطلقها أبوجبل فعلي جميع مؤسسات وشركات ورجال أعمال الوطن الالتفاف الي مثل هذه المبادرات التي تخدم الشعب وتخفف عنهم ولو بالقليل عن ما أصابهم , ونطالب الحكومة بتقديم خطة مستقبلية لمواجهة الآثار السلبية التي سوف تسبب بتدهور الاقتصاد المتهالك أساسا بالقطاع وأعاده النظر بملف الضرائب الحكومية من أجل التخفيف عن القطاع, والأضرار التي قد تلحق بالتجار ومؤسسات الوطن نتيجة جائحة كورونا , ووضع برنامج واضح  لتقديم المساعدات والمبادرات للأسر الفقيرة وأصحاب الدخل المحدود ولكل من تأثر بالسلب نتيجة جائحة كورونا وذلك من أجل التخفيف عن عبء الشعب وتعزيز صموده  والإسراع الجدي بإنهاء الانقسام الأسود والتكاتف يد بيد من أجل النهوض بفلسطين وشعبها .

ونطالب الأمم المتحدة بالعمل على رفع الحصار الظالم عن القطاع وسرعة تلبية الاحتياجات العاجلة والطارئة من أجهزة التنفس والعناية المركزة والأدوية والمستهلكات الطبية والمستلزمات الوقائية لقطاع غزة المتهالك صحيآ وأقتصاديآ. وضرورة وضع خطة طوارئ عاجلة لإنقاذ غزة، وتوفير مستلزمات طبية لإغاثة القطاع الذي يقطنه مليونا نسمة .