09 تشرين الأول 2015
بقلم: ناحوم برنياع
نساء الحرم، المرابطات – هتفن «الله اكبر»، «الله أكبر». كنّ أربعاً: منهن اثنتان صورتا الحدث بجواليهما، واثنتان هتفتا. دفعهن أفراد الشرطة نحو أعلى العقبة، زقاق مدرج يتجه إلى الاعلى غربا، في الاتجاه العام الى باب الخليل. وقد توقفن بعد نحو عشرين درجة، وواصلن الهتاف.
كانت الساعة 10:40 من صباح أول من أمس. سرت في شارع الواد، بمرافقة احد سكان البلدة القديمة الذي كان شاهدا على العملية «الاجرامية» في منتهى السبت.
اردت ان افهم ما حصل بالضبط هناك، عندما هاجم «المخرب» اهرون بانيتا وزوجته أديل، الى اين فرت، وعلى مسمع من هتفت «النجدة». سرنا من الجنوب الى الشمال، من «المبكى» إلى البيت الذي يسمى على اسم شارون، رغم ان شارون لم يقض فيه ولو ليلة واحدة. وفجأت سمعت صرخة حادة لامرأة، صرخة تكاد لا تكون انسانية في شدتها، وبعد بضع ثوان من ذلك صوت اطلاق نار من مسدس.
الزقاق الذي كان يعج بالناس صمت دفعة واحدة. وجد الناس مخبأ في مداخل المحلات. سارع الفلسطينيون الى الهرب الى الوراء خشية التورط. وكان الرعب على وجوههم. ركضت الى الامام، بالتوازي مع الشرطة. «المخربة»، شابة بجلباب اسود، انهارت وسقطت على حجارة البلاط. وتلوى جسدها. قلبها افراد الشرطة باقدامهم على بطنها، على ظهرها، للتأكد من انها لا تحمل سلاحا. وكانت السكين الى جانبها، على الارضية، مضرجة بالدماء.
وقعت العملية في مدخل مدرسة «عطيرت كوهانيم». وامام المدخل يوجد محل تجاري. «المخربة»، شابة ابنة 18 من حي صور باهر واسمها شروق دويكات، انهارت امام الدمى الملونة التي وضعت للبيع في داخل الزقاق.
وبعد أن فحصت توجه اليها مسعف لتقديم العلاج لها. وبعد ذلك توجه لمعالجة دانييل، رجل عطيرت كوهانيم الذي رغم أنه طعن تمكن من ان يمتشق مسدسه ويشل حركة الطاعنة. أُصيب دانييل بجراح طفيفة، في يده وفي القسم العلوي من جسده. وقد ضمد في المكان. من حيث النتيجة، انتهت هذه العملية على خير.
في غضون عشر دقائق وصلت إلى «ساحة المبكى» سيارة نجمة داود الحمراء، سيارة جيب ضيقة كما هو مطلوب في أزقة البلدة القديمة، اعدت كسيارة اسعاف. ونقلت «المخربة» الى السيارة التي عادت الى «ساحة المبكى».
وقد خلفت بقعة دم على البلاط وقطعة قماش مضرجة بدمائها.
وأغلق أفراد الشرطة في هذه المرحلة الساحة من جانبيها، وأخلوا كل من كان فيها.
عشرات من أفراد الشرطة ومقاتلي حرس الحدود تدفقوا إلى الداخل، وقد تصرفوا بسرعة وبمهنية. لم يكن لازما العنف: العرب القلائل المتبقون تابعوا أفراد الشرطة صامتين. وقد كان ممكنا قطع الصمت بسكين.
في غضون بضع ساعات أخلت العملية في شارع الواد مكانها لعملية في الطريق من تقوع، لعملية في كريات جات، لعملية في بيتح تكفا. موجة «الارهاب» تهدد بأن تصبح تسونامي.
عن «يديعوت»a