أكّد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل، على أهمية اجتماع الأمناء العامين للفصائل الذي انعقد مساء الخميس الماضي، وذلك نظرًا لأنّه الأول من نوعه منذ آخر اجتماع للإطار القيادي الموحد لمنظمة التحرير الفلسطينية الذي عُقد في العام 2011، بحضور الأمناء العاميين للفصائل.
مرحلة المواجهة مع العدو الصهيوني
وقال المدلل في حديثٍ خاص بوكالة "خبر": "إنّه في حال توفر إرادة قوية يُمكن أنّ يؤسس هذا الاجتماع لمرحلة فلسطينية جديدة، عنوانها المواجهة مع العدو الصهيوني؛ وذلك إذا تم تفعيل مخرجات الاجتماع القيادي".
وعن كيفية تفعيل مخرجات الاجتماع، أوضح أنّ تفعيل مخرجات اللجان المنبثقة عن البيان الختامي، يتم بالعمل على الأرض بسرعة وبدون أيّ تردد أو حسابات حزبية"، مُشدّداً في ذات الوقت على ضرورة تغليب الحسابات الوطنية على الحزبية.
وأضاف المدلل: "إذا تم تفعيل كل هذه اللجان، يُمكن القول إنّنا نسير في الاتجاه الصحيح؛ لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه خلال هذا الاجتماع".
وأردف: "الإجراءات التي اتخذتها السلطة بحق الموظفين وأهالي الشهداء والأسرى المقطوعة رواتبهم لا زالت قائمة، وبالتالي أصبح من الطبيعي إنهاء هذه الإجراءات، من أجل مد جسور الثقة والتأكيد على أنّنا مقبلون على مرحلة مهمة".
ومساء أول أمس الخميس، عُقد اجتماع الأمناء العامّين للفصائل الفلسطينية، بين رام الله وبيروت، عبر تقنية الربط الإلكتروني، برئاسة رئيس السلطة محمود عباس، ومشاركة أمناء فصائل منظّمة التحرير وحركتيّ "حماس" و"الجهاد الإسلامي".
وجاء في البيان الختامي للاجتماع أنّه تقرّر تشكيل لجنة لتقديم رؤية استراتيجية؛ لتحقيق إنهاء الانقسام في إطار منظمة التحرير، إضافةً إلى التوافق على توحيد النظام السياسي والسلطة والقانون.
وأوضح البيان أنّ لجنة المصالحة ستُنهي عملها خلال مدة لا تتجاوز خمسة أسابيع، كما أكّد التوافق على تفعيل المقاومة الشعبية لمواجهة الاحتلال كخيار استراتيجي للمرحلة الحالية.
وعبّر البيان عن الرفض المطلق لجميع المشاريع الهادفة لتصفية قضيتنا الوطنية وتجاوز حقوقنا المشروعة، والتأكيد على حق الشعب الفلسطيني ممارسة الأساليب النضالية المشروعة كافة، واعتبار التطبيع طعنة في ظهر شعبنا، والأمة العربية والإسلامية.
سقف زمني لعمل اللجان
وفيما يتعلق بأهمية عقد اجتماعات الأمناء العامين للفصائل بشكلٍ دوري، قال المدلل: "لابّد من عقد اجتماعات الأمناء العاميين بشكلٍ دوري؛ خاصةً أنّه تم وضع سقف زمني مدته خمس أسابيع لتشكيل اللجان"، مُشيراً إلى أنّ عقد هذه الاجتماعات يُعطي شعور بوحدة المشروع والذهاب نحو الاتجاه الصحيح والمأمول.
وشدّد على أهمية ما تم اتخاذه من إجراءات، وإقرار لجان تفعيل منظمة التحرير وإعادة تشكيلها على الأسس التي قامت عليها، بالإضافة إلى عقد انتخابات للمجلس الوطني على وجه الخصوص، مُردفاً: "هذا ما يهمنا في حركة الجهاد الإسلامي؛ من أجل تشكيل منظمة تحرير جديدة".
وتابع: "الرئيس محمود عباس تحدث عن تنفيذ قرارات المجلسين الوطني والمركزي، وتطبيق هذا الأمر مهم حتى يشعر الشعب الفلسطيني، بأننا أمام مرحلة جديدة؛ خصوصًا في قطاع غزّة المحاصر من قِبَل الاحتلال الإسرائيلي".
وختم المدلل حديثه بالقول: "لابّد من التواصل مع مكونات الأمة العربية للوقوف في وجه الهرولة والتطبيع مع العدو الصهيوني".