ليس غريباً ألا تعير الفتاة أهمية للمعيار العلمي والثقافي في اختيار شريك حياتها، نسبة كبيرة من الفتيات لا يعرن هذا الموضوع أهمية، ويلجأن إلى الارتباط برجل لم يتخطّ صفوفه الابتدائية رغم أنهن نلن شهادة جامعية.
من البديهي القول أن لا علاقة للحب بالمستوى التعليمي، لكن هل يصح أن يستمر هذا الزواج طويلاً؟ ذلك يبقى رهناً بشخصية الثنائي وتعاطيهما في الأمور المصيرية الحساسة.
قد يكون صعباً نجاح هذا النوع من الزواج، خصوصاً في حال لم تتدارك الفتاة الأمور كونها أكثر قدرة على مقاربة الأوضاع العامة من شريكها. لكن نسبة نجاح زواج الثنائي الذي يتمتع بذات المستوى التعليمي تضاعف بمرّتين نسبة نجاح زواج ثنائي لا ينتميان الى المستوى التعليمي والثقافي نفسه.
ومن أبرز الأمور التي قد تشكل شرخاً كبيراً بين الطرفين، كيفية النظر إلى فحوى الحياة الاجتماعية ومعنى أن تتمتع المرأة بالحرية والمساواة مع الرجل. ورغم أن نظرة الرجل الى هذا الموضوع لا ترتبط بمستواه العلمي بل ببيئته الاجتماعية كعنصر أول، إلا أن اعتراف الشاب المتعلم بمساواته مع المرأة مسألة شبه مرجّحة، في حين أن الرجل الأميّ قد لا يعترف بتاتاً بهذه الأحقية.
كما تثبت الدراسات أن التباعد في المستوى التعليمي قد ينتج تعارضاً في الحياة العامة والأفكار وقد يرجّح فرضية سيطرة المرأة المتعلمة على زمام الأمور في حال استخدمت حنكتها وخبرتها الخاصة في إدارة الأمور والتعامل مع الشريك.
وتتلخص الأسباب التي تترجم لجوء الفتاة المتعلمة إلى الارتباط بشاب أميّ، عدم حصولها على الخيار الزوجي المناسب، فتراها تسلّم لضرورة الزواج وتلجأ إلى تخفيض سقف شروطها، في حين أن المستوى العلمي قد يكون هو أول المستهدفين إذا كانت ترغب في الحصول على عناصر أخرى كالوسامة او التقارب في مستوى العمر أو الطباع اللينة.
وعادةً ما تتحلى الفتاة التي تلجأ إلى هذا الخيار بطباع رومانسية وتتوق الى العاطفة بعيداً عن نظرة العقل الى خيارها. هذا ما قد يجعلها، في حال غرقت في بحر العاطفة، تدفع ثمناً باهظاً نتيجة خيارها مستقبلاً.
في حين أن إعطاء نصيحة في مسائل الزواج تبقى عامة، ولا يمكن الدخول والتعرف على الصفات الشخصية لكل شخص. إنها تبقى تجربة على الفتاة أن تحكّم خلالها عقلها قبل قلبها، وتقارب الأمور جميعها قبل إعطاء الخيار المناسب.