أكّد عضو المجلس المركزي الفلسطيني، عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي، محمود الزق، على أنّ انطلاق الثورة الفلسطينية المعاصرة حوّلَت قضية شعبنا من عنوان المساعدات الإنسانية عبر وكالة الغوث إلى قضية سياسية بامتياز، مُشيراً في ذات الوقت إلى أنّ العالم كله يُدرك بعد انطلاق الثورة الفلسطينية، أنّ قضية شعبنا ليست إنسانية بل سياسية؛ لشعبٍ طُرد من أرضه ويجب أنّ يعود لها؛ باعتباره حق كفلته كل القوانين والشرائع الدولية.
وحّدَت القوى السياسية
وقال الزق في حديثٍ خاص بوكالة "خبر": "إنّ الثورة الفلسطينية حملت الطابع الوطني، كونها أتاحت لكل القوى السياسية بكافة مشاربها الفكرية والأيدلوجية، أنّ تتوحد تحت شعار واحد وهو تحرير الوطن".
وأضاف: "الطابع الوطني أضفى على ثورتنا الفلسطينية، الشمولية لكافة شرائح الشعب الفلسطيني"، مُردفاً: "بهذه المناسبة نُؤكّد على أنّ الأهداف التي انطلقت من أجلها الثورة الفلسطينية وسنوات النضال تدعونا إلى التوحد".
استعادة الوحدة لمواجهة الاحتلال
وبالحديث عن المطلوب لإنجاز المهام التي انطلقت من أجلها حركة فتح وفصائل العمل الوطني والإسلامي، قال الزق: "إنّ المطلوب هو التوحد من أجل إنجاز أهداف ثورتنا الفلسطينية، وتحقيق فعل نضالي مؤثر وفعال".
وأشار إلى أنّ المطلب الرئيسي في الذكري الـ"56" لانطلاقة الثورة الفلسطينية وحركة فتح؛ هو استعادة الوحدة؛ لمواجهة الاحتلال "الإسرائيلي" موحدين؛ بالإضافة لتوحيد الرؤية السياسية والتوافق عليها؛ والانطلاق نحو الهدف الرئيس وهو إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس.
أما عن أبرز التحديات التي تحدق بحركة فتح في هذه المرحلة وبقية فصائل العمل الوطني والإسلامي، رأى الزق، أنّ ترتيب البيت الفلسطيني مهمة أساسية، داعياً إلى عقد المجلس المركزي بمشاركة كل القوى السياسية في هذه الدورة.
وتابع: "عقد المجلس المركزي يفتح المجال أمام إعادة ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني، ومن ثم التوجه إلى انتخابات عامة سواء للمجلس التشريعي أو الرئاسة"، مُؤكّداً على "أهمية هذا الطريق، من أجل إعطاء الجميع الحق في تمثيل كافة الهيئات".
عقد المركزي لتريب منظمة التحرير
وبشأن رفض بعض الفصائل عقد المجلس المركزي في ظل الانقسام، قال الزق: "المطلوب هو ترتيب البيت داخل منظمة التحرير، ما يعين مشاركة كل فصائل منظمة التحرير من خلال عقد دورة المجلس المركزي".
وأردف: "هذا الأمر يدفعنا نحو إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة"؛ مُستدركاً: "على حماس أنّ تُدرك بأنّ الخط الذي سلكته، لن يؤدي إلا لتكريس الفصل بين الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزّة".
واستطرد: "يجب أنّ تُدرك حماس بأنّ الطريق السليم، هو الالتزام بما تم الاتفاق عليه في اتفاق القاهرة 2017، وأنّ يكون لنا حكومة فلسطينية واحدة في قطاع غزّة والضفة الغربية".
وختم الزق حديثه، بالقول: "إنّ عقد المجلس المركزي، مهمة أساسية لإعادة ترتيب البيت داخل منظمة التحرير، ومن ثم التوجه نحو إنهاء الانقسام"، مُضيفاً: "الطريق الصحيح لإنهاء الانقسام هو إدراك حماس أنّ استمرار حكمها في غزّة؛ يجلب الكوارث خاصة على شعبنا في الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية؛ إضافة للخطر السياسي الذي بات واضحاً في تكريس الانقسام ما بين الضفة وغزّة".