الكونغرس الأمريكي والكونغرس الفلسطيني

حجم الخط

بقلم د. ناصر اللحام

 

 

 يحتاج أقوى زعيم في العالم وهو الرئيس الأمريكي المنتخب لأكثر من 25 ألف جندي مسلح من قوات الأمن الوطني ليتمكن من دخول مكتبه وممارسة حقه في الوصول إلى " مكان عمله " . بينما يحتاج أصغر مسئول عربي لأكثر من 25 ألف جندي مسلح لإخراجه من مكتبه وإقناعه بضرورة إجراء الانتخابات كل عشرين سنة مرة .

أغنى وأقوى كونغرس في العالم يدرس على عجل قرار عزل رئيسه وعلى الهواء مباشرة رغم انه لم يتبق له سوى بضعة أيام في الحكم. بينما لدينا أضعف وأفقر برلمان في العالم يتابع أعضاؤه عن كثب وعن إعجاب كيف يقوم الكونغرس الأمريكي بعزل الرئيس الأمريكي وكيف يقوم الكنيست بإسقاط نتانياهو!!

المحافظون في أمريكا تابعوا الانتخابات ورفضوا توجيهات الرئيس الأمريكي بالطعن في نتائجها . وكذلك المحاكم في كل ولاية التزموا بالنص القانوني وكذلك المحكمة العليا ردت بسرعة وبوجه قانوني واضح على الدعاوى وحسمت الأمر . ولدينا لجان تحقيق ولجان تدقيق ولجان وطنية لا تعد ولا تحصى في مختلف أنواع الجرائم والمخالفات , ولم يصدر عن أية لجنة أي نتائج واضحة في أية قضية !!

في الكونغرس الأمريكي لا يوجد معارضة بل حزبان حاكمان ظالمان . ولكننا شاهدنا معارضة كاسحة غيّرت وجه التاريخ. وهنا لدينا جميع أنواع المعارضين والأحزاب المناكفة ولكننا لم نسمع في يوم من الأيام أن المعارضة رفعت قضية واحدة وكسبتها في المحكمة العليا

يحكى أن خمسين بالمائة من شباب الأرض المحتلة لم يشارك ولا مرة واحدة في حياته بأية انتخابات \ وها نحن ذاهبون لانتخابات الكونغرس خاصتنا .

وعلى الأقل ..

- لننتخب عضو برلمان يفهم ما معنى برلمان .

- وقاضي يفهم ما معنى محكمة .

- ورئيس لجنة يعرف ما معنى لجنة .

- وزعيم معارضة يدرك ما معنى معارضة قانونية .

وفي يوم من الأيام .. أن ننتخب رئيسا مدنيا يعرف أنه يجب أن يترك منصبه بعد أربع سنوات من دون الحاجة ل25 ألف جندي لإخراجه من مكتبه .